رفع الرئيس الصيني شي جين بينغ "خطة التعاون العشرة الأولى" في قمة جوهانسبرغ لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي في ديسمبر 2015، محددا دعم بناء وتحديث القطاع الزراعي في أفريقيا كمجال أولوية لتعاون الصين مع أفريقيا في العصر الجديد. وتشمل الخطة تنفيذ " مشروع الاثراء الزراعي " في 100 قرية ريفية في افريقيا، وارسال 30 دفعة من الخبراء الزراعيين لأفريقيا، وانشاء آلية التعاون “10 + 10" لمؤسسات البحوث الزراعية في الصين وأفريقيا.
في السنوات الثلاث الماضية، أوفت الصين بالتزامها بتنفيذ الاجراءات العملية لدعم التحديث الزراعي في افريقيا، ما رفع قدرة البلدان الافريقية الذاتية على انتاج الاغذية والتكنولوجيا الزراعية، وتحسين بناء السلسلة الصناعية الزراعية تدريجيا، وزيادة دخل المزارعين فعليا.
قال أنطونيو (62 عاما) يعيش في وسط مدينة موزامبيق في حديثه عن التغيرات في الإنتاج خلال السنوات الأخيرة:" اعتدد على استخدام جرار قديم واحد فقط، يمكن حصاد 1.5 طن فقط من الارز في هكتار واحد. لكن بعد تعلمي تقنيات الزراعة المتقدمة، وتشغيل حارث دوران المائي أكثر حداثة من خلال التدريب على مشروع وانباو، يمكن الآن ان يصل انتاج حقول الارز الى سبعة أو ثمانية اطنان في الهكتار .. أمر صعب تصديقه ".
مشروع "وانباو" في فم أنطونيو، مشيرا الى مشروع وانباو الزراعي في موزمبيق. يعتبر المشروع أكبر مشروع صيني للأرز في افريقيا حاليا، وهو ايضا أحد مشروعات التعاون الرئيسية بين الصين وموزمبيق. ويدمج مشروع زراعة الارز بين الزراعة والتخزين والمعالجة والمبيعات، مخططا لتطوير 20000 هكتار من الأراضي الصالحة للزراعة، وتحريك 80 ألف هكتار من زراعة الارز من خلال تدريب المزارعين المحليين، لتشكيل نهائيا زرع من 100،000 هكتار. وفي عام 2018، أكمل المشروع 32000 مو من زراعة الأرز، ما يقرب من 1000 كيلوغرام لكل مو، واستفاد 450 أسرة.
وفقا لمشروع "الإثراء الزراعي" في خطة التعاون بين الصين وأفريقيا في قطاع تحديث الزراعة، ترسل الصين خبراء زراعيين للقيام بجولة استكشافية في الدول الافريقية، والتركيز على تدريس وتعزيز التقنيات الزراعية الصينية المعمول بها، وفقا للاحتياجات الفعلية للتنمية الزراعية المحلية، وعن طريق توفير خدمات المعلومات الزراعية، وإرشاد إنشاء منظمات الصناعة وغيرها من الأشكال، تعزيز العلاقة بين المزارعين المحليين وطلب السوق، لمساعدة المزارعين على تحسين مهاراتهم وزيادة دخلهم، وتحسين مستوى التنمية الريفية في أفريقيا.
تشير البيانات إلى أن 70 ٪ من السكان في أفريقيا هم من المزارعين، وتساهم الزراعة بما يصل إلى 30٪ من الناتج المحلي الإجمالي لأفريقيا. ومع ذلك، البنية التحتية الزراعية في العديد من البلدان الافريقية ضعيفة، ونقص التكنولوجيا، الى جانب الكوارث الطبيعية المتكررة والاضطرابات الاجتماعية، الامن الغذائي غير مضمون. وقد قدمت التكنولوجيا والتمويل والخبرة الصينية دعما قويا للتنمية الزراعية وتحسين القدرة الانتاجية للأغذية المستقلة للبلدان الافريقية.
في عام 2017، وقعت الحكومة المصرية ومجموعة قوانغ دونغ خايغ شينغ الصينية اتفاقية تنفيذ مشروع تنمية المصايد بقيمة اجمالية تبلغ 76 مليون دولار امريكي، لبناء قاعدة صناعة المصايد تجمع بين الشتلات وإنتاج الاعلاف، التكنولوجيا الزراعية، التجميد والمعالجة. ويعتقد الرئيس المصري عبد لفتاح السيسي أن المشروع سيساهم في تحسين كبير في المستوى الفني للمصايد والزراعة البحرية المصرية، ويساعد على حل مشكلة سلامة الأغذية في مصر، شاكرا الشركات الصينية على مساعدة مصر في تطوير الزراع الحديثة، وتدريب المواهب اللازمة في الصناعة المائية في مصر.
في السنوات الأخيرة، تسببت ظاهرة النينيو في ظهور جفاف ادى الى تضرر الزراعة وباتت مساحات كبيرة من انتاج الحبوب والامن الغذائي مهددا في العديد من البلدان الافريقية. وأعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ في قمة جوهانسبرغ لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي عن تقديم مساعدات غذائية طارئة للبلدان المتضررة. في عام 2017، ساعدت الحكومة الصينية أوغندا بأكثر من 5900 طن من الأرز، للتخفيف من نقص الغذاء في البلاد. وأعرب رئيس الوزراء الأوغندي روهاكانا روجوندا عن امتنان بلاده للحكومة الصينية لدعمها الإنساني في الوقت المناسب، وأطلق على المساعدة رمز الصداقة بين الصين وافريقيا.
في يناير من هذا العام، شهد ميناء مقديشو بالصومال مراسم تسليم الحكومة الصينية لمواد الاغاثة الانسانية للحكومة الصومالية، تشمل الامدادات 30000 خيمة، 10000 ناموسية و500 خزان مياه. وقال وزير الدولة رئيس الوزراء الصومالي محمد أن المواد هذه ستساعد عددا كبيرا من المشردين والمتضررين من الجفاف، يظهر بشكل كامل صورة الصين الدولة الكبيرة المسؤولة.
ويذكر ان خلال السنوات الأخيرة، قدمت الصين مساعدات غذائية طارئة لأكثر من 20 دولة أفريقية.