بقلم سونغ آي قوه، السفير الصيني لدى مصر
رغم المسافة البعيدة، التي تفصل الصين وأفريقيا،إلا ان التضامن والتعاون المخلص بينهما ظل يجري مثل نهر النيل. وبغض النظر عن تغيرات الوضع الدولي،فان الاحترام والثقة والدعم المتبادل والتنمية المشتركة هي دائما الموضوع الرئيسي لتنمية العلاقات بين الصين وأفريقيا.
أسست الصين ومصر العلاقات الدبلوماسية قبل 62 عاما،ما يعتبر بداية لتأسيس الصين علاقات دبلوماسية مع الدول الأفريقية. وفى السنوات الأخيرة، شهد التعاون الودي بين الصين ومصر نمو سريعا وحقق نتائج مثمرة برعاية زعيمي البلدين. وبفضل الجهود المشتركة من الطرفين، دخلت الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين ومصر التي تأسست في عام 2014 حقبة جديدة من التنمية السريعة. كما دفعت الاجتماعات المنتظمة بين زعيمي البلدين التنمية المتعمقة للتعاون الثنائي الودي. وهناك ترابط عميق بين استراتيجيات التنمية في الصين ومصر،ما دفع التعاون العملي بين البلدين لتحقيق تقدم كبير. وعلى هذا الأساس، يوجد تكامل بين مبادرة "الحزام والطريق" التي طرحتها الصين وخطة "ممر قناة السويس الجديدة" وغيرها من خطط التنمية الوطنية لمصر. ويتقدم التعاون الصيني المصري في المشاريع الكبيرة على قدم وساق،كما تتزايد أمكانات التعاون الثنائي باستمرار في الطاقة، النقل بالسكك الحديدية، البناء الحضري، تكنولوجيا الأقمار الصناعية والثقافة والتعليم وغيرها من المجالات. فضلا عن ذلك،تتوسع استثمارات الصين في مصر باستمرار،وأصبحت العديد من مشاريع التعاون الثنائي مشاريع رئيسية في التعاون الصيني الافريقي.ويسير البلدان جنبا إلى جنب لفتح آفاق جديدة للتعاون.
لقد عملت سفيرا للصين لدى مصر لسنوات عديدة،وأنا شاهد على التطور السريع للعلاقات الصينية المصرية ومشارك فيه أيضا.وشعرت شخصياً بالحضارة المصرية العريقة ونفوذها العميق،التي تجعل الشعب المصري يتمكن من التمسك بالاتجاه العام للتقدم الوطني في اللحظات التاريخية الحرجة،والتغلب على الصعوبات.الآن،قد دخلت مصر حقبة جديدة تعمل فيها على تحقيق الاستقرار الاجتماعي والتنمية الاقتصادية،كما تولى أهمية كبيرة على العلاقات الدبلوماسية مع الدول الافريقية الأخرى،حيث سيتولى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي منصب الرئيس الدوري للاتحاد الإفريقي في العام المقبل.فأنا وأصدقائي المصريون فخورون وسعداء جداً بالنمو الكبير للعلاقات الصينية المصرية والعلاقات الصينية الافريقية.
إن الصين وأفريقيا لديهما حلم جميل في التنمية والنهوض،ويركز الجانبان على التعاون والتنمية ويجمعان القوة والحكمة،ما يدفع تنمية الصين وافريقيا ويفيد شعبيهما.وسيقدم التعاون المخلص بين الصين وافريقيا المزيد من الإسهامات الجليلة للسلام والتنمية العالميين.ويمكن للجانبين ان يسيرا في المقدمة لبناء مجتمع المصير البشري المشترك الذى يعتبر ممارسة عظيمة، وأن تكونا نموذجا في بناء نوع جديد من العلاقات الدولية.
وكما يقول المثل المصري: من شرب من مياه النيل سيعود إليه.ان الاجتماع المرتقب بين قادة الصين ومصر والدول الافريقية سيثبت مرة أخرى استقرار وحيوية العلاقة الثنائية.وستقدم قمة بكين لمنتدى التعاون الصيني الافريقي إرشادا سياسيا قويا وفرصا تاريخية نادرة لتعميق التعاون البراغماتي بين الجانبين.