تقرير اخباري: دمشق تؤكد مجددا أن تحرير ادلب أولوية إما بالمصالحات أو بالعمل العسكري تزامنا مع خمسة انفجارات تهزها

دمشق أول سبتمبر 2018 / جدد وزير الخارجية السوري وليد المعلم يوم السبت تأكيد بلاده أن تحرير محافظة إدلب (شمال غرب سوريا) الخاضعة لسيطرة تنظيم (جبهة النصرة) المرتبطة بتنظيم القاعدة، هو أولوية إما بالمصالحات أو بالعمل العسكري، تزامنا مع وقوع خمسة انفجارات هزت تلك المحافظة التي تستعد لبدء عملية عسكرية من قبل الجيش السوري، بحسب الإعلام الرسمي، ومرصد حقوقي.

وقال وزير الخارجية السوري في مقابلة خاصة مع تلفزيون (روسيا اليوم) أن " تحرير محافظة إدلب من الإرهاب أولوية إما عبر المصالحات، وهو ما نفضله، أو بالعمل العسكري، وعلى المجتمع الدولي الإقرار بأنها أرض سوريا ومن واجب الدولة السورية استعادة كامل أراضيها ولا يحق للآخرين أن يمنعوا ذلك. "

وأضاف المعلم إن " تنظيم جبهة النصرة الإرهابي في إدلب مدرج على لوائح الإرهاب بموجب قرارات مجلس الأمن وهناك إجماع بين سوريا وأصدقائها على ضرورة تحرير المدينة" .

وبين المعلم أنه " لتجنيب المدنيين مخاطر العمل العسكري تم فتح ممر إنساني من مطار أبو الظهور تم من خلاله استقبال مئات العائلات السورية التي جاءت من إدلب إلى المناطق التي يسيطر عليها الجيش السوري"، مشيراً إلى أنه " على الفصائل الراغبة بالتسوية أن تعلن موقفها وأن تقوم بالتزاماتها في عملية المصالحة وهو ما نأمل أن يتم".

وحول المعلومات بشأن التحضير لهجوم كيميائي مزعوم في إدلب تنفذه ما تسمى (الخوذ البيضاء) قال المعلم إن " الخوذ البيضاء اختطفت عشرات الأطفال وبدأت تبث عبر مواقع الانترنت شهادات مفبركة لهم كما تم تهريب حاويات تحتوي على غاز الكلور إلى مناطق في إدلب تسيطر عليها (الخوذ البيضاء) عبر (جبهة النصرة) وبالتعاون مع المخابرات البريطانية للتحضير لسيناريو سيتم بثه على العالم بعد بدء العمل العسكري في إدلب" .

ويشار إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية ومعها فرنسا وبريطانيا هددت بتوجيه ضربة عسكرية ضد سوريا في حال لجأ الجيش السوري إلى استخدام السلاح الكيميائي في إدلب، حسب ما زعموه.

وفي سياق آخر، هزت خمسة انفجارات المنطقة التى يسيطر عليها المسلحون في محافظة إدلب يوم السبت، مما أسفر عن وقوع العديد من الجرحى، وسط انتشار حالة من الفوضى وانعدام القانون في المعقل الرئيسي لمسلحي تنظيم (جبهة النصرة) الأخير فى سوريا.

وهزت الانفجارات العديد من المناطق التي تسيطر عليها الفصائل الإسلامية وهيئة تحري الشام، والمعروفة باسم (جبهة النصرة) سابقا المرتبطة بتنظيم القاعدة، في إدلب، وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان.

وشملت التفجيرات انفجار عبوتين ناسفتين بشكل متزامن، على الطريق الواصل بين مدينة إدلب وبلدة سرمين، ما أسفر عن إصابة عدة أشخاص بجراح بينهم مواطنة.

كما عثر في مدينة إدلب على عبوة ناسفة بسيارة مركونة قرب حديقة الجلاء، حيث انفجرت أثناء تفكيكها ما أسفر عن إصابة أحد عناصر المفككين للعبوة بجراح بليغة.

وانفجرت عبوة ناسفة بسيارة تابعة لهيئة تحرير الشام في بلدة سراقب، ما أسفر عن جرحى، فيما هز انفجار صباح يوم السبت بلدة الدانا شمال إدلب، يرجح أنه ناجم عن انفجار سيارة في البلدة ما أسفر عن إصابة 4 أشخاص بجراح.

وقال المرصد السوري إن حالة الخروج على القانون تسود إدلب، وبالتزامن مع حدوث هجوم واسع النطاق محتمل من قبل الجيش السوري.

وفي غضون ذلك، قال ناشطون آخرون إن هيئة تحرير الشام اتهمت الجيش الإسلامي بإطلاق الانفجارات والتسبب في الفوضى في إدلب.

وبرزت إدلب كوجهة رئيسية ومعقل للمسلحين الفارين من عدة مناطق في سوريا من خلال الاتفاقات التي أبرمت بين المسلحين والحكومة السورية بوساطة روسية .

في الأشهر الأخيرة، استولى الجيش السوري على عدة بلدات في ريف إدلب الجنوبي وبدأ مئات الأشخاص بالعودة إلى تلك المناطق.

بالإضافة إلى ذلك، يعيش إدلب الآن في حالة من انعدام القانون الشديد وسط الاغتيالات والانفجارات والاقتتال الداخلي.

بالنسبة للجيش، فإن تأمين إدلب سوف يكاد يكون بمثابة هزيمة واضحة للمسلحين الذي استولوا على المحافظة لأكثر من سبع سنوات.

كما تعد إدلب مهمة من الناحية الإستراتيجية لأنها تشترك في منطقة حدودية مع تركيا في الشمال. كما أنها قريبة من محافظة اللاذقية الساحلية، التي هي مسقط رأس الرئيس السوري الأسد، وتحتوي على قاعدة جوية روسية كانت قد استهدفت مرارًا وتكرارًا من قبل طائرات المسلحين دون طيار من إدلب.

كما تقع مدينة إدلب بالقرب من الطريق الدولي الذي يربط العاصمة دمشق بمحافظة حلب في شمال سوريا.

يوجد حوالي 2.5 مليون شخص في إدلب، بما في ذلك الأشخاص الذين تم إجلاؤهم خلال استسلام المسلحين في العديد من المناطق السورية.

لا توجد تقديرات دقيقة للمقاتلين الفعليين من بين 2.5 مليون، مع وضع بعض التقديرات العدد بين 40 ألف مقاتل.