افتتحت قمة بكين لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي لعام 2018، التي تعتبر أكبر حدث ديبلوماسي تستضيفه الصين في هذا العام بمشاركة العدد الأكبر من القادة الأجانب، في 3 سبتمبر الحالي، وسيعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال القمة عن اقتراحات وتدابير جديدة يتخذها الجانب الصيني لتعزيز التعاون البراغماتي بين الصين وأفريقيا.
تعتبر الصين أكبر دولة نامية في العالم، في حين أن أفريقيا هي القارة الأكثر تركزا للدول النامية. وكانت الصين بين الدول الأولى التي بادرت لمساعدة أفريقيا بعد تفشى فيروس الإيبولا، وحافظت الصين للعام التاسع على التتالي، على مكانتها كأكبر شريك تجاري لأفريقيا، كما قامت الشركات الصينية بإنشاء أول خط للسكك الحديدية في كينيا منذ استقلالها وأول طريق سريع في أوغندا ومشاريع هامة أخرى. لذلك، فإن التعاون بين الصين وأفريقيا يجلب منافع ل2.6 مليار شخص من الصين وأفريقيا، وتلفت الانتباه والاهتمام من جميع أنحاء العالم.
كما قال الرئيس الناميبي هيج جينجوب، "إن الصين لم تستعمر أفريقيا أبدا ولم تنهب أفريقيا أبدا، بل تظل تعامل البلدان الأفريقية المتوسطة والصغيرة معاملة متساوية. وفي الماضي كانت الصين تدعم قضيتنا العادلة، واليوم تستمر في مساعدتنا على تحقيق التنمية. وإن الصين هي شريك وصديق مخلص لأفريقيا". وحتى أن بعض وسائل الإعلام الغربية اعترفت بأن صورة الصين في افريقيا أفضل مما كان يعتقده الغربيون. وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أيضا إن الصين يمكن أن تقدم مخططا شاملا وأفضل فيما يتعلق بالتعاون الاقتصادي مع أفريقيا.
في الواقع إن التغيرات التي يجلبها التعاون الصيني الأفريقي لأفريقيا لايقتصر على المجال الاقتصادي، فقد كشف العلماء البريطانيون أن خط السكك الحديدية مومباسا- نيروبي لا يوفر 46 ألف فرصة عمل لكينيا فحسب، بل أسهم في تدريب دفعة من سائقات القطار أيضا. أما في أثيوبيا، فقد وجدت الكثير من النساء اللاتي كنن يشتغلن بالزراعة أو العمل المنزلي فرصا للتطور المهني في المشاريع الصينية.
هذه هي مجرد جزء من التغيرات الهائلة التي أحدثها التعاون الصيني الأفريقي. وتعيش الآن الصين وأفريقيا كلاهما مرحلة حاسمة في تاريخهما التنموي. حيث تسعي أفريقيا إلى تسريع عملية التحديث لتحقيق الاستقلال الاقتصادي والتنمية المستدامة، في حين تعمل الصين على تعميق الإصلاحات وتعديل الهيكل الاقتصادي. وفي ظل توافق استراتيجية التنمية بين الصين وأفريقيا، سيجلب بناء مبادرة "الحزام والطريق" فرصا غير مسبوقة للجانبين. ومن جهة أخرى، تحتاج تغيرات الوضع الدولي إلى اتخاذ الصين وأفريقيا المزيد من الممارسات لضمان نظام حوكمة عالمية عادل ومنصف وأكثر تمثيلية وأكثر انسجاما مع الحقائق السياسية العالمية.
سيجسد انعقاد قمة بكين لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي قوة وحيوية التضامن والتعاون بين الصين وأفريقيا، وسيسهم في دفع زخم التنمية الشاملة للبلدان النامية وجمع قوى المجتمع الدولي لتعزيز السلام والتنمية، ودفع بناء مجتمع المصير المشترك الصيني الأفريقي ومجتمع المصير المشترك البشري.