التعاون الصيني الإفريقي في مجال الصحة العامة حقق قفزات عملاقة

تشنغ بنغ هوي، صحيفة الشعب اليومية

شهد التعاون الصيني الإفريقي في مجال الصحة العامة، تقدما سريعا خلال السنوات الثلاث الأخيرة. وإلى جانب معالجة الإطارات الطبية الصينية لأعداد كبيرة من المرضى الأفارقة، قاموا بتدريب عشرات الآلاف من الكوادر الإفريقية. ليترجموا بشكل عملي مفهوم مجتمع المصير المشترك الصيني الإفريقي.

في هذا السياق، تم مؤخرا بث فيلم "الإيبولا"، الذي إشتركت في تصويره كل من الصين وغانا. وأُخذت مشاهد الفيلم من موجة إنتشار وباء الإيبولا بأفريقيا في عام 2014، حيث سجّلت المشاهد الحقيقية، لأعمال الإغاثة التي قامت بها الفرق الطبية الصينية في إفريقيا.

تشير الإحصاءات إلى أن عدد الإطارات الطبية الصينية، التي أرسلتها الصين إلى إفريقيا، منذ إرسالها لأول بعثة إلى الجزائر في عام 1963، قد بلغت 210 آلاف شخص\مرة، توزعت على أكثر من 50 دولة. وعلى مدى أكثر من 50 عاما، قامت البعثات الطبية الصينية بمعالجة أكثر من 220 مليون شخص، وتدريب أكثر من 80 ألف إطار طبي محلّي. كما أن هناك 51 عضوا من الإطارات الطبية الصينية قدم حياتهم في افريقيا.

في إطار برنامج "جولة النور"، قامت الصين خلال السنوات الثلاثة الماضية بإرسال فرق طبية إلى أكثر من 40 دولة إفريقية. نجحت في معالجة مشاكل البصر لأكثر من 40 مليون مواطن افريقي. كما قامت الحكومة الصينية ببناء مراكز تعاون في طب العيون بأربعة دول إفريقية، وقامت بتدريب أكثر من 2100 إطار طبي مختص في طب العيون، بين إطباء وممرضين ومهنيين.

أما في الكونغو، فبعد أن إلتحق الفريق الطبي الصيني بمستشفى الصداقة الصينية الكونغولية بضواحي العاصمة برازافيل، شهدت الخدمات الطبية بمختلف أقسام العلاج تحسنا ملحوظا. وفي العاصمة البوتسوانية غابورون، يقوم الفريق الطبي الصيني بإجراء عمليات جراحة الناسور الشرياني للمرضى، والتي وصفها الأطباء المحلّيون بأنها "سابقة" من نوعها في بوتسوانا. وفي جنوب السودان، أجرى الفريق الطبي الصيني أول فحص غير مؤلم بمنظار المعدة.

من جهة أخرى، تقول مديرة الفريق الطبي الصيني الثاني بغانا لين تشون ينغ، أنه بعد أن لمس الرغبة الملحة لدى الأطباء المحليين في تعلم تقنية القسطرة التداخلية، قررت أن تقوم بتدريب فريق محلي مختص في قسطرة الأوعية الدموية. وكانت الصين وغانا، قد إفتتحتا في عام 2015، مشروع المركز الصيني الغاني لأمراض القلب بغرب إفريقيا. ودعت الجمعية الوطنية الصينية للطب والصحة طاقما طبيا غانيا متكونا من 13 مختص، بين طبيب وممرض، للمشاركة في دورة تدريبية في الصين. وبعد عام من الدراسة، أصبح فرانسيس، الطبيب بمستشفى كورلبو التعليمي بغانا، أول طبيب غاني يجري عمليات الأوعية الدموية. وباتت غانا في الوقت الحالي، تمتلك فريقا طبيا جيدا، مختصا في جراحة الأوعية الدموية.

تمثل الملاريا والأيدز في افريقيا تحديين كبيرين تواجهمها أعمال الصحة العالمية، وتمثلان عبءا ثقيلا على إفريقيا. في المقابل، قدّمت العالمة الصينية تويويو، الحائزة على نوبل في الطب، إسهاما كبيرا في علاج وباء الملاريا من خلال مادة الأرتيميسينين التي اكتشفتها. حيث مكّنت مادة الأرتيميسنين وطريقة العلاج المركبة من إنقاذ أرواح عشرات ملايين الأفارقة. كما قامت الصين بتأسيس قاعدة تجريبية للمكافحة والتحكم في وباء الملاريا بتنزانيا.

أما بالنسبة لمرض الإيدز، فقامت الصين بتدريب العديد من الكفاءات الإفريقية لمكافة هذا المرض، من خلال سلسلة الدورات التدريبية. في ذات الوقت، أوفدت الصين العديد من الخبراء إلى الدول الإفريقية لمعالجة مرضى الأيدز. في هذا السياق، قال نائب الأمين العام للأمم المتحدة ومدير برنامج الأمم المتحدة المشترك لفيروس نقص المناعة البشرية، ميشيل سيدي بي، أن البرنامج بصدد إعداد طاقم علاج متكون من مليونيْ مختص، وان هذه الخطوة قد تمت بإلهام من الجهود الصينية.

في ذات الصدد، يقول مستشار سياسات القضاء على الملاريا بمنظمة الصحة العالمية، قاو تشي، أن التعاون الصيني الإفريقي في مجال الصحة العامة، قد شكّل نموذج تعاون مبتكرا، يجمع بين المعايير الدولية، والتجربة الصينية والحاجيات المحلية في الدول الإفريقية.

ومع إنعقاد قمة بكين لمنتدى التعاون الصيني الإفريقي، يتطلع الجميع إلى مواصلة تعميق التعاون الصيني الإفريقي في مختلف مجالات الصحة العامة.

.