الرباط 8 سبتمبر 2018 / الطريق من الرباط عاصمة المغرب، نحو ورزازات بوابة الصحراء، يستغرق 8 ساعات عبر سلسلة جبال الأطلس.
في تلك المنطقة النائية وما أن يلقي المرء بصره للأعلى من وسط المدينة، لن تخطأ عيناه برجا ارتفاعه 248 مترا، يشع أنوارا تغطي المكان. إنه أطول برج شمسي في العالم الذي بنته شركة إنشاءات صينية كجزء من المشروع الثالث لمركب (نور) للطاقة الشمسية المركزة في المغرب.
ومن أجل تقليل اعتماده على واردات الطاقة، تعمل الحكومة المغربية بنشاط على تطوير قطاع الطاقات المتجددة، وتخطط لرفع نسبة الطاقة المتجددة ضمن إجمالي استهلاكها السنوي من الطاقة إلى 42 في المائة بحلول العام 2020.
وفي إطار مبادرة الحزام والطريق التي اقترحتها الصين في العام 2013، قدم إلى المغرب بناؤون من الصين للمساعدة على توفير نقطة ارتكاز صلبة لمشروع إعادة هيكلة الطاقة بهذا البلد الواقع في شمال إفريقيا.
وتهدف المبادرة، المعروفة رسميا باسم الحزام الاقتصادي لطريق الحرير، وطريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين، إلى بناء شبكة للتجارة والبنية التحتية تربط آسيا بإفريقيا وأوروبا على طول المسارات التجارية القديمة لطريق الحرير.
ومنذ العام 2015 ، وشركة "شاندونغ إليكتريك باور المحدودة" (سيبكو3) وهي فرع تابع للشركة الصينية لإنشاءات الطاقة |"باور كونستراكشون كوربوريشين اوف شاينا" تعمل على إنجاز المشروعين الثاني والثالث لمجمع (نور) للطاقة الشمسية المركزة في وارزازات.
ويعتبر مجمع (نور) للطاقة الشمسية، وهو مشروع من أربع مراحل، أكبر محطة للطاقة الشمسية المركزة في العالم قيد الإنشاء.
وقد تم بالفعل الشروع في الاستغلال التجاري للمرحلة الثانية في المشروع، في حين تم مؤخرا توصيل مشروع (نور 3) بالشبكة.
وبعد الانتهاء من جميع مراحل المشروع الأربعة، سيوفر مجمع (نور) طاقة نظيفة لأكثر من مليون أسرة مغربية، بل وحتى تصدير فائض الكهرباء إلى أوروبا.
ووفقا للقائمين على مشروع (نور)، فإن محطة (نور 2) ذات قدرة 200 ميجاواط تمتلك أكبر سعة مركبة في العالم لإنتاج الكهرباء من الألواح الزجاجية الدوارة، في حين أن قدرة (نور 3) التي تبلغ 160 ميجاواط هي الأكبر عالميا من بين محطات توليد الطاقة بواسطة الأبراج الشمسية.
وقال تشو هيجون، مدير مشروع (نور 3)، إن محطات الطاقة الشمسية المركزة أكثر استقرارا وتسبب أضرارا أقل لشبكة الطاقة مقارنة بنظيراتها من الألواح الزجاجية العاكسة.
وأشار تشو إلى أن محطات الطاقة الشمسية المركزة ستكون في المستقبل هي الخيار العالمي الرئيسي لتوليد الطاقة الشمسية.
وقال تشاو غوان تجيان، مدير مشروع (نور 2)، إن مشروعي نور وفرا 5500 وظيفة للمغاربة خلال فترة الذروة.
وأضاف تشاو لوكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) إن ما مجموعه 300 مهندس مغربي يعملون حاليا في المشروع، كما أن التشغيل والصيانة سيعتمدان لاحقا بشكل كبير على الفنيين المغاربة.
وقال محمد سعيد لمراني، مدير شركة محلية متعاقدة في ورزازات، إن شركته نمت بسرعة، واكتسبت خبرة في بناء محطات الطاقة الشمسية المركزة من خلال المشاركة في بناء مشروعي (نور 2) و(نور 3).
وأضاف لمراني لشينخوا أن شركة ”سيبكو 3“ تتقاسم الخبرات ذات الصلة مع المقاولين من الباطن بدون تحفظ ... مما يتيح لنا الفرصة لتعلم أحدث التقنيات في مجالات الطاقة المتجددة.