بكين 7 سبتمبر 2018 /يزور الرئيس الصيني شي جين بينغ روسيا الأسبوع المقبل، وهي الزيارة التي ستضخ قوة دافعة جديدة في العلاقات الثنائية وترسم مسارا جديدا للسلام والاستقرار الإقليميين، إلى جانب الثقة المتبادلة والتعاون.
وسيحضر شي المنتدى الاقتصادي الشرقي خلال يومي 11 و12 سبتمبر في مدينة فلاديفوستوك الروسية بدعوة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ويقول المراقبون إنه في ظل الأوضاع الدولية المتغيرة، لا تزال الصين متمكسة بمفاهيم التعاون المربح للجميع والتنمية المشتركة، وهو الأمر الذي جذب انتباه العالم بأسره.
توسيع التعاون الإقليمي
والمنتدى الاقتصادي الشرقي، الذي اقترحه بوتين عام 2015، يمثل جهودا تبذلها روسيا من أجل دفع التعاون في منطقة الشرق الأقصى. وتطور المنتدى على نحو تدريجي ليصبح منصة جديدة لبلدان آسيا - الباسيفيك لتعميق التعاون الاقتصادي ومناقشة القضايا الدولية والإقليمية.
ومن المتوقع أن يجذب منتدى هذا العام، الذي يعقد تحت عنوان "الشرق الأقصى الروسي: توسيع مدى الإمكانيات"، آلاف الممثلين من أكثر من 60 دولة.
وستكون هذه المرة الأولى التي يحضر فيها رئيس دولة صيني هذا المنتدى. ومن المتوقع أن تجذب آراء الصين بشأن تعميق التعاون الإقليمي وتحقيق التنمية والرخاء المشتركين اهتماما إضافيا في الوقت الذي يشهد فيه العالم تصاعد الأحادية والحمائية التجارية ومناهضة العولمة.
وقال لي هوي، السفير الصيني لدى روسيا، إن حضور شي المنتدى يظهر للعالم بأسره أنه من أجل تعزيز التنمية الاقتصادية الإقليمية، فإن الخيار الصحيح هو التمسك بمبدأ المنفعة المتبادلة والنتائج المربحة للجميع وتحسين ترتيبات التعاون الخاصة بالاقتصاد الإقليمي ودفع عملية تيسير التجارة والاستثمار والبناء المشترك لمجتمع مصير مشترك للبشرية.
وقد توصل شي وبوتين إلى توافقات هامة بشأن تعزيز التعاون واستكشاف الفرص في منطقة الشرق الأقصى.
وأقام البلدان مجلسا للتعاون على مستوى نائب رئيس الوزراء بهدف تعميق التعاون في مختلف المجالات وتعزيز بناء مشروعات الارتباطية بشكل مطرد.
وأصبحت الصين أكبر شريكة تجارية لروسيا وأكبر مصدر للاستثمار الأجنبي في منطقة الشرق الأقصى.
وقال أندري أوستروفسكي، نائب مدير معهد دراسات الشرق الأقصى في الأكاديمية الروسية للعلوم، إن للصين، بوصفها ثاني أكبر اقتصاد على مستوى العالم، تأثيرا كبيرا على الاقتصاد العالمي وحركة السلع على المستوى الدولي.
وأضاف أن التعاون بين روسيا والصين سيعمل، إلى حد كبير، على تعزيز التنمية الاقتصادية لمنطقة شمال شرق آسيا.
وقال تشن فنغ يينغ، الزميل الباحث في المعهد الصيني للعلاقات الدولية المعاصرة، إن حضور شي المنتدى سيعمل بشكل مؤكد على تسريع وتيرة التكامل الاقتصادي لمنطقة شمال شرق آسيا وتعزيز بناء مبادرة الحزام والطريق من أجل تحقيق نتائج حقيقية وملموسة.
توجيه العلاقات الصينية - الروسية
ستكون زيارة الرئيس الصيني المقبلة السابعة له إلى روسيا منذ 2013، وأيضا أهم تبادل رفيع المستوى بين الصين وروسيا في النصف الثاني من العام الجاري.
وقالت صحيفة ((إزفيستيا)) الروسية إن زيارة شي المقبلة ستمثل معلما جديدا في تنمية العلاقات الروسية - الصينية.
ومن المقرر أيضا أن يلتقي شي وبوتين في فلاديفوستوك، وهو اللقاء الثالث بينهما هذا العام.
ومع التوجيه الاستراتيجي من جانب الرئيسين، فإن شراكة التنسيق الاستراتيجية الشاملة بين الصين وروسيا تمر بأفضل فترة للتنمية في التاريخ، حيث يقوم فيها البلدان بتعزيز الثقة السياسية المتبادلة وترقية التعاون في مجالي الاقتصاد والتجارة وتنمية التبادلات الشعبية وتوثيق التنسيق في الشؤون الدولية.
وتقوم الصين باستمرار بتدعيم دورها كأكبر شريكة تجارية لروسيا والمصدر الرئيسي للاستثمار الأجنبي وأكبر مصدر للسياح الدوليين.
ومنذ بداية العام الجاري، شهدت العلاقات الصينية - الروسية زخما أكثر نشاطا للتنمية، ودخلت العلاقات عصرا جديدا يتسم بالتنمية عالية المستوى والباهرة.
ومن المتوقع أن يتجاوز حجم التجارة الثنائية هذا العام 100 مليار دولار أمريكي.
ومن المقرر أن يحضر شي خلال زيارته لروسيا عدة فعاليات ثنائية ومتعددة الأطراف، فضلا عن التوقيع على وثائق وعقد مؤتمر صحفي مشترك وحضوره مأدبة.
وقال قاو في، أستاذ في جامعة الشؤون الخارجية الصينية، إنه في ظل الأوضاع الدولية المعقدة والمتغيرة، فإن زيارة شي المقبلة إلى روسيا ترسل رسالة واضحة إلى العالم بأن الصين وروسيا ستعملان بشكل أكبر على تعزيز التعاون الودي وستجلبان بشكل مشترك الاستقرار في العالم.