مقالة : إشادة بالصين لقيادتها جهود التصدي للتغيرات المناخية في العالم

سان فرانسيسكو 12 سبتمبر 2018 / أثمرت جهود الصين في مكافحة التغير المناخي عن نتائج مثمرة وستكون قيادتها حيوية في المستقبل مع تكاتف الدول للتصدي للمشكلة الملحة، وفقا لما ذكر مسؤولون حكوميون وأرباب صناعات هنا يوم الأربعاء.

وقال نائب الرئيس الأمريكي الأسبق آل جور، في جناح الصين في قمة العمل العالمية من أجل المناخ هنا، إن" قيادة الصين كانت رائعة حقا. أريد أن أكرر الامتنان الذي يشعر به الناس في جميع أنحاء العالم تجاه الصين".

وأضاف لقد حان الوقت للدول أن تكثف تمويلها للطاقة النظيفة وتقلل تدريجيا من دعمها على الوقود الأحفوري بسبب عواقب الأزمة المناخية المتمثلة في زيادة وقوع العواصف الكبري، التي بدأت تؤرق مضاجع الناس في جميع أنحاء العالم.

وقال آل جور" من المهم أن تكون الصين أيضا رائدة عالمية في تمويل الطاقة المتجددة".

ووفقا لـ((بلومبرغ نيو إينرجي فاينانس))، فإن استثمارات الصين في الطاقة النظيفة بلغت 132.6 مليار دولار في عام 2017، ما يمثل 40 بالمئة تقريبا من إجمالي الاستثمارات العالمية في هذا المجال.

في الوقت نفسه، أظهرت بيانات من الوكالة الدولية للطاقة أن الشركات الصينية استحوذت على حوالي 60 بالمئة من إجمالي الطاقة السنوية لتصنيع الخلايا الشمسية في العالم في العام الماضي.

وقال نيكولاس ستيرن، رئيس معهد غرانثام لبحوث التغيرات المناخية والبيئة بمدرسة لندن للاقتصاد والعلوم السياسية، إن الصين يجب أن تكون في موقع الريادة لتحسين الإجراءات بشأن تغير المناخ.

وأضاف ستيرن أن البنية التحتية ستتضاعف في السنوات الـ15 القادمة، وسيتضاعف الاقتصاد العالمي خلال حولي 20 الى 25 عاما، وسيتضاعف عدد سكان المدن في السنوات الـ40 القادمة. وفي غضون ذلك، يتعين خفض الغازات المسببة للاحتباس الحراري بنسبة 30 بالمئة على الأقل في العقدين القادمين.

وقال" لا يمكن أن يكون الأمر بسيطا بمعني إنه يجب علينا إيجاد قصة جديدة للنمو"، وهذا بالضبط هو المكان الذي يجب أن تدخله القيادة الصينية.

وأظهر ستيرن للجمهور رسما بيانيا لانبعاثات الصين في القرن الـ21 يشير إلى مسارات النمو هبوطا وصعودا، قائلا " الصين لا تعمل فقط على نفسها، بل تحمل رسائل قوية جدا للتنمية في جميع أنحاء العالم".

وأضاف أنه من خلال مبادرة الحزام والطريق" المهمة والإيجابية للغاية"، ستتمكن الصين من إظهار لنصف سكان العالم تقريبا أن تحقيق النمو لا يؤدي بالضرورة إلى الإضرار بالمناخ.

وجناح الصين هو سلسلة من الأحداث لمدة 3 أيام على هامش قمة العمل العالمية من أجل المناخ، التي تجمع بين مسؤولين حكوميين من الولايات المتحدة والصين وشركات ومنظمات لتقاسم التقدم في العمل المناخي ودفع التعاون الدولي.

استضافت الحدث وزارة البيئة الصينية وولاية كاليفورنيا الأمريكية بدعم من مؤسسة الطاقة.

وتجمع الصين وولاية كاليفورنيا شراكة ناجحة وممتدة بشأن المناخ والطاقة النظيفة. وقد أشار المتحدثون الرئيسيون في الحدث إلى أهمية تعزيز التعاون بين الجانبين وقيادة الجهود العالمية.

وحددت كاليفورنيا، التي تحتل المرتبة الخامسة من حيث الاقتصاد في العالم، هدفا لتوفير جميع احتياجاتها من الكهرباء عبر مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2045 بموجب تشريع تم توقيعه من قبل حاكم الولاية جيري براون يوم الاثنين.

وفي نفس الوقت، تم تقاسم تجربة مدينة شينتشن الصينية في تحقيق أهداف جودة الهواء والانبعاثات الكربونية ونالت إشادة في مناقشات الخبراء.

وتخطط المدينة التي تطورت من مجرد قرية للصيد قبل 40 عاما إلى قاعدة صناعية كبرى إلى الوصول إلى ذروة خفض الانبعاثات الكربونية بحلول 2022.

وقال اريك هيتز، المدير التنفيذي والمؤسس المشارك في مؤسسة الطاقة إن هذه القصص بشأن التنمية المزدهرة منخفضة الكربون ستكون "المسار الرئيسي للقرن الـ21".

وأضاف" أنه لشئ رائع أن نرى هذا التعاون هنا اليوم بين كاليفورنيا والصين ، وأن نشاهد ابتكاراتهما، وأن نرى كيف أن هذه السياسات تتحرك بسرعة حول العالم".

حضر قمة العمل العالمية من أجل المناخ التي افتتحت هنا الأربعاء حوالي 4500 مندوبا من حكومات مدن وأقاليم وكذلك صناعات ومؤسسات بحثية.

وسيكون التجمع الذي يستمر لثلاثة أيام بمثابة منصة انطلاق لالتزامات عالمية أكثر عمقا وتسريع عمل الدول بما يضع الدول على مسار تفادي التغيرات المناخية الخطيرة وتحقيق اتفاق باريس التاريخي.