عودة طوعية لدفعة جديدة من النازحين السوريين في لبنان الى بلدهم

جنوب وشمال لبنان 15 أكتوبر 2018 / أعلنت السلطات اللبنانية اليوم (الاثنين) عن عودة طوعية لدفعة جديدة من النازحين السوريين في لبنان تضم 776 شخصا الى بلدهم.

وقالت مديرية الامن العام اللبناني في بيان انها "في إطار متابعة موضوع النازحين السوريين الراغبين بالعودة الطوعية إلى بلداتهم، قامت بالتنسيق مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وحضور مندوبيها بتأمين العودة الطوعية ل 776 نازحا سوريا".

وذكر البيان ان النازحين انطلقوا من مناطق مختلفة في لبنان إلى الأراضي السورية عبر ثلاثة مراكز حدودية في شرق وشمال شرق وشمال لبنان.

ونقل النازحون بواسطة حافلات أمنتها السلطات السورية لهذه الغاية من ثماني نقاط تجمع في جنوب وشرق وشمال لبنان وضاحية بيروت الشرقية.

وتعتبر هذه العودة الطوعية الـ 13 من نوعها للنازحين السوريين ضمن ترتيبات منسقة مع السلطات السورية باشراف وتنظيم الامن العام اللبناني.

وقال مصدر في الصليب الأحمر اللبناني لوكالة أنباء ((شينخوا)) ان فرق الاسعاف التابعة له قدمت مساعدات طبية لعشرات النازحين العائدين وخاصة الأطفال كما واكبت سيارات اسعاف مجهزة العائدين حتى المعابر الحدودية بناء على طلب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

وعبر نازحون بجنوب وشمال لبنان في لقاءات مع ((شينخوا)) عن فرحتهم بعودتهم الى بلدهم.

وأشاد النازح سليم المحمد من "بيت جن"، بدور الجهات الأمنية اللبنانية في مساعدة النازحين في العودة وحل كل الاشكالات التي تعيقها.

فيما قال شامل العلي النازح العائد الى ريف حلب ان "العودة السريعة تمكننا من ترميم ما امكن من منازلنا المتضررة".

من جهته قال النازح جمال الفارسي "ترددت كثيرا قبل ان افكر بالعودة فمنزلنا في ريف دمشق مدمر لكن ما يشجعنا اهتمام الدولة السورية باعادة الأعمار والبنى التحتية كما وصلتنا الأخبار عن عودة الحياة والأمن والامان الى كل المناطق المحررة".

وفي شمال لبنان قال النازح السوري حسن الخطيب "أعود بفرح الى حمص بعد سبع سنوات من الغياب القسري ومعي ولدي اللذان ولدوا في لبنان ولم يشاهدوا بلدهم بعد".

واضاف "نحن سعداء بالعودة فالاوضاع هناك اصبحت امنة ولا خوف على حياتنا ونامل ان تساعدنا الظروف لحياة افضل وان يعود السلام الى بلدنا ويعود كل النازحون".

بدورها قالت هناء ايوب "مضت 6 سنوات على مغادرتي لبلدي وانا مشتاقة للعودة الى مدينتي بانياس وكنت ارفض العودة بدون زوجي".

وتابعت "اليوم قرر زوجي العودة معي ومع طفلنا البالغ 3 سنوات بعد قرار العفو الذي اصدره الرئيس بشار الاسد وسوف نبدأ حياة جديدة في بلدنا، بعدما شارفت الحرب على نهايتها".

وتوقع النازح العائد الى ريف حلب حسن ابو دلهمي تزايد عودة النازحين خلال الفترة التي تسبق بدء العام الدراسي وشكر "الدول الصديقة التي تعمل كل ما بوسعها لإنجاز ملف عودة النازحين بكل كرامة الى بلدهم".

أما النازح السوري محمود قشاش الذي يقيم في لبنان وعائلته المؤلفة من 5 أشخاص منذ 7 سنوات، فأوضح "غادرنا مدينة حلب بعد تعرض منزلي للدمار واليوم قررت العودة والاقامة عند اقاربي لحين اعادة اعمار منزلي".

وأضاف "معظم الخدمات الاساسية عادت الى مدينة حلب وقد عملت على تسجيل اولادي في المدارس فيها وسوف اعمل في احدى ورش البناء على أمل ان اتمكن من العودة الى منزلي بعد اعادة اعماره بمساعدة الحكومة السورية".

وكان لبنان قد دعا عبر رئيسه ميشال عون المجتمع الدولي ومنظماته الأممية الى مساعدته على تأمين عودة النازحين السوريين الى المناطق الامنة في بلادهم و"عدم انتظار الحل السياسي للازمة السورية الذي قد يطول".

ويشير آخر احصاء للنازحين السوريين في لبنان بحسب مدير الأمن العام اللبناني اللواء عباس ابراهيم، الى انه لا يزال في لبنان 1.3 مليون نازح وان عدد العائدين طوعيا الى بلدهم في سوريا يقارب 50 الف نازح.