رئيس مجلس الدولة الصيني يحث على تعزيز العلاقات مع اليابان

/مصدر: شينخوا/  2018:10:29.09:06

بكين 26 أكتوبر 2018 /قال رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ خلال محادثات أجراها اليوم (الجمعة) في بكين مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي إنه يتعين على الصين واليابان الاعتزاز بالقوة الدافعة الايجابية التي تحققت في تنمية العلاقات الثنائية والحفاظ عليها، ودفع العلاقات قدما على الطريق الصحيحة بشكل مطرد.

وتعد الزيارة الرسمية التي يقوم بها آبي للصين والتي بدأت أمس الخميس وتستمر 3 أيام الأولى التي يقوم بها رئيس وزراء ياباني للصين منذ سبعة أعوام.

وقال لي "الصين تولي اهتماما كبيرا للعلاقات مع اليابان. التنمية الصحية والمطردة للعلاقات الثنائية تصب في المصالح الأساسية للبلدين الجارين وشعبيهما، وتمثل مسألة مهمة للغاية بالنسبة للمنطقة وللعالم."

وحث لي الجانبين على "الاعتزاز بالقوة الدافعة التي تحققت في تنمية العلاقات الثنائية والحفاظ عليها، وتعزيز التفاعل الحميد والتعامل بشكل صحيح مع القضايا الحساسة، من بينها التاريخ وتايوان وبحر الصين الشرقي، لإتاحة تحسين العلاقات الثنائية بشكل متواصل."

وقال لي "الصين مستعدة لتعزيز العلاقات على أساس مبادئ الوثائق السياسية الأربع بين البلدين وروح "اتخاذ التاريخ كمرآة ومواجهة المستقبل" بعد عودة العلاقات الثنائية إلى الطريق الصحيحة."

وأوضح لي أن الصين مستعدة لإجراء حوار مع اليابان بشأن القضايا السياسية والاقتصادية، وتعزيز التواصل والتنسيق بشأن السياسات، وتكثيف التعاون في مجالات الابتكار وتوفير الطاقة وحماية البيئة ورعاية كبار السن والمالية والوقاية من الكوارث والزراعة، فضلا عن إقامة تعاون في أسواق ثالثة كمحور جديد من محاور التعاون البراجماتي الثنائي.

وحث لي على إقامة خط ساخن مباشر بين وزارتي الدفاع خلال وقت قريب في إطار نظام للاتصال البحري والجوي، وعلى تعزيز التواصل بين سلطات إنفاذ القانون البحرية سعيا نحو تحويل بحر الصين الشرقي إلى "بحر سلام وتعاون وصداقة".

وحث لي البلدين أيضا على تسريع وتيرة التعاون في مجال القضاء وإنفاذ القانون ودعم التبادلات والتعلم المتبادل في مجالات الشباب والرياضة والحكومات المحلية، واتخاذ إجراءات فعالة لتيسير تبادلات الأفراد.

وقال لي إنه يتعين على الصين واليابان، بصفتهما اقتصادين رئيسيين في العالم، الدعم المشترك للتعددية والتجارة الحرة وتعزيز بناء اقتصاد عالمي مفتوح.

وحث لي على تسريع وتيرة المفاوضات بشأن إقامة منطقة تجارة حرة بين الصين واليابان وجمهورية كوريا، وبشأن الشراكة الاقتصادية الشاملة الإقليمية من أجل تعزيز التجارة والاستثمار في المنطقة، والبناء المشترك لمجموعة اقتصادية لشرق آسيا لتدعيم عملية التكامل الإقليمي في منطقة آسيا - الباسيفيك.

من جانبه، أعرب آبي عن تطلعه إلى بداية مرحلة جديدة من العلاقات الثنائية تتسم بالتحول "من التنافس إلى التنسيق".

وقال آبي إن الصين واليابان جارتان مهمتان وشريكتان استراتيجيتان لبعضهما البعض، ولا تمثل إحداهما تهديدا على الأخرى، مضيفا أن التنمية الصينية تمثل فرصة مهمة لليابان.

وأوضح آبي أن اليابان مستعدة للعمل مع الصين لتعزيز القوة الدافعة للتبادلات رفيعة المستوى ودعم التواصل الاستراتيجي وتوطيد التعاون والتبادلات في مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار والمالية والابتكار والأسواق الثالثة والشباب والرياضة وإدارة الشؤون المحلية على أساس الوثائق السياسية الأربع بين البلدين.

وحث الجانبين على الدفع باتجاه تحقيق تقدم ملموس في مفاوضات الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة وبناء نظام اقتصادي دولي حر وعادل، والاسهام في التجارة الحرة والاقتصاد العالمي.

وتبادل الجانبان الآراء أيضا بشأن القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك.

وقبل المحادثات، أقام لي حفلا للترحيب بآبي.

وعقب المحادثات، شهد لي وآبي التوقيع على أكثر من 10 اتفاقيات للتعاون بين الحكومتين في مجالات السياسة والابتكار والمالية والجمارك والرياضة.

وقال لي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع آبي عقب المحادثات إن الجانبين اتفقا على تعزيز التوجيه رفيع المستوى للعلاقات الثنائية ومواصلة إطلاق العنان لدور الحوارات السياسية والاقتصادية رفيعة المستوى بين الصين واليابان، وتشجيع الجانبين على إطلاق المزايا النسبية لكل منهما، ومواصلة الحوار والتبادل في مجالات الدبلوماسية والاقتصاد الكلي والمالية والتجارة الثقافة والدفاع.

وأوضح لي أنه سعيا نحو تعزيز التبادلات الشعبية، فإن عام 2019 سيشهد تعزيز التبادلات الشبابية الصينية - اليابانية، وسينتهز البلدان فرصة استضافة اليابان لدورة الألعاب الأوليمبية في طوكيو 2020 واستضافة الصين لدورة الألعاب الأوليمبية الشتوية في بكين 2022 لتعزيز تلك التبادلات.

وقام كل من لي وآبي اليوم الجمعة أيضا بإلقاء كلمة في منتدى التعاون الصيني - الياباني الأول بشأن التعاون في أسواق الأطراف الثالثة.

وقال لي "التعاون البراجماتي يمثل أحد عوامل استقرار العلاقات الصينية - اليابانية ودفعها للأمام."

وأضاف لي أنه خلال الزيارة التي قام بها إلى اليابان في مايو، توصل هو وآبي إلى توافق بشأن التعاون في أسواق الاطراف الثالثة، مؤكدا وجود أمثلة للتعاون الناجح.

وخلال المنتدى، وقع على نحو 50 اتفاقية تجارية تبلغ قيمتها 18 مليار دولار أمريكي بين الحكومات المحلية والشركات والمؤسسات المالية في البلدين.

وقال لي إن هذا يظهر أن الصين واليابان تمتلكان إمكانات هائلة وآفاقاً واسعة إزاء التعاون في أسواق الاطراف الثالثة، الأمر الذي قد يصبح أحد محاور التعاون الثنائي.

وبشأن التعاون الابتكاري، قال لي إن الصين تعتزم المضي قدما في الانفتاح وجعل نظام السوق أكثر عدالة وحماية حقوق الملكية الفكرية على نحو صارم فضلا عن خلق بيئة أعمال موجهة إلى السوق وقائمة على القانون وذات طابع دولي.

وقال لي "نرحب بقيام الشركات اليابانية بانتهاز فرص الجولة الجديدة من الانفتاح للاستثمار في الصين. الصين مستعدة لتعزيز التعاون المالي مع اليابان عبر وسائل من بينها تبادل العملة، من أجل دعم التعاون بين الشركات الصينية واليابانية."

وقال آبي إن بين اليابان والصين تاريخا طويلا من التعاون الثنائي، حاثا البلدين على التعاون والتنسيق حتى يتعاملا مع القضايا الإقليمية والدولية بشكل مشترك.

وأوضح آبي أنه عبر اتباع مبادئ الانفتاح والشفافية والعمل الموجه إلى السوق، فإن اليابان مستعدة للعمل مع الصين لإقامة مشروعات تعاون في أسواق الاطراف الثالثة بما يتفق مع حاجات البلد المضيف والأعراف الدولية من أجل تحقيق نتائج مربحة للجميع وتقديم اسهامات في التنمية الإقليمية والعالمية.

وحضر المنتدى نحو 1500 مندوب من البلدين.