فنلندا تتوقع أن تصبح نقطة انطلاق للمستثمرين الصينيين إلى السوق الأوروبية

هلسنكي 29 أكتوبر 2018 /أعرب سياسيون فنلنديون وممثلو منظمات أعمال محلية يوم الاثنين عن استعدادهم لاستقبال المزيد من الاستثمارات الصينية ومساعدة الشركات الصينية عالية التكنولوجيا على دخول السوق الأوروبية عبر فنلندا.

جاء ذلك في حفل أقيم هنا بمناسبة تدشين رابطة المؤسسات الصينية في فنلندا.

وينظر للرابطة كعلامة فارقة للأعمال الصينية في فنلندا حيث يتشكل مجتمع التكنولوجيا العالية الصيني هنا. وتضم الرابطة نحو 20 مؤسسة صينية مبتكرة للتكنولوجيا العالية بقيادة مجموعة تشونغقوانتسون للتنمية وخطوط كوسكو للشحن وهواوي.

وأزيح الستار في الحفل الذي حضره قرابة 100 ضيف من مجتمع الأعمال الفنلندي عن لوحة تذكارية.

وأشار السفير الصيني لدى فنلندا تشن لي إلى وجود اهتمام متزايد من قبل الشركات الصينية بالاستثمار في فنلندا في السنوات الأخيرة، موضحا أن إجمالي حجم الاستثمارات الصينية في فنلندا يبلغ نحو 10 مليارات دولار، تغطي تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات والبرمجيات والتكنولوجيا النظيفة والاقتصاد الحيوي وصناعة المنتجات الفاخرة.

وكشف أنتي أومو، رئيس جمعية استثمر في فنلندا، أن حجم الاستثمارات الصينية في فنلندا من عام 1950 إلى 2012 لم يتجاوز أكثر من 100 مليون دولار، في حين أن سنة 2016 وحدها شهدت استثمارات بـ6.9 مليار يورو، مشيرا إلى أن التركيز تحول من بيع المنتجات إلى ابتكار التكنولوجيا العالية.

وأكد أومو أن الاستثمارات تجلب حلولا تنافسية وتعيد المنتجات إلى الصين وتحقق المنفعة المشتركة، قائلا:"الشركات الفنلندية تجني مزيدا من الفوائد من المبيعات، مما يزيد من تقييمها، كما أن الشركات الصينية ستحصل على مزيد من الأرباح مع تعزيز القوة التنافسية لمنتجاتها".

وأضاف أن الشركات الصينية يمكن أيضا أن توسع أعمالها إلى بقية السوق الأوروبية عبر شركات وشركاء فنلنديين.

وأعرب عن أمله في دخول المزيد من شركات التكنولوجيا العالية الصينية إلى السوق الأوروبية " مستخدمة فنلندا كموطئ قدم لها".

وفي حديثه عن القلق المتصاعد من الاستثمار الصيني في أوروبا، قال جاري غوستافسون، السكرتير الدائم لوزارة الشؤون الاقتصادية والتشغيل، إن الكثيرين يريدون معرفة مقدار ما يرغب المستثمرون الصينيون في شرائه.

وأضاف لوكالة ((شينخوا)):" هذا لا يعني أننا لا نرحب بهم. في فنلندا على الأخص رأينا بداية الاستثمار الصيني ونتطلع إلى رؤية المزيد في المستقبل".

واعتقد السفير الفنلندي السابق لدى الصين أن الرابطة المدشنة حديثا ستوفر منصة جيدة للشركات الصينية للاجتماع معا وتبادل وجهات النظر ومساعدتها على التواصل مع مجتمع الأعمال الفنلندي بدلا من الوقوف وحدها.

وقال رئيس الرابطة تشو تشي تشي إنه على النقيض من المخاوف الأوروبية بأن الشركات الصينية تميل إلى شراء التكنولوجيا ثم المغادرة، فإن الشركات التي تستثمر في فنلندا تبقي وتخلق فرص العمل.

وقال لوكالة ((شينخوا)) إن أعضاء الرابطة خططوا لدعوة مؤسسة فنلندية كطرف ثالث لتقييم المنافع التي جلبتها الاستثمارات الصينية في فنلندا، معتقدا أن نتيجة مثل هذا البحث المستقل من شأنها أن تبدد المخاوف.

واعترف تشو بأن المستثمرين الصينيين تعلموا الكثير، مشيرا الى أن إدارة شركة أمر يحتاج إلى تواصل مع الاتحادات التجارية التي كان يهملها الكثير من المستثمرين الصينيين قبل قدومهم.