الدوحة 30 أكتوبر 2018 /دعا وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني اليوم (الثلاثاء) إلى معالجة شاملة لأسباب الإرهاب للتصدي لتهديد المقاتلين الإرهابيين الأجانب، واستئصال البيئة الحاضنة للفكر المتطرف لضمان نجاح إدماجهم في المجتمع.
وقال الشيخ محمد، في كلمة ألقاها بافتتاح منتدى "عودة المقاتلين الأجانب" بالدوحة، "إن المقاتلين الإرهابيين الأجانب يشكلون تهديدا خطيرا لدولهم الأصلية، والدول التي يعبرونها والدول التي يسافرون إليها، وكذلك الدول المجاورة لمناطق النزاعات المسلحة".
وتابع "إن التصدي للتهديد الذي يشكله هؤلاء يتطلب معالجة شاملة للأسباب الحقيقية التي تؤدي إلى الإرهاب، وفي مقدمتها السياسات القمعية والطائفية والتهميش وغياب العدالة الاجتماعية الذي تعاني منه فئات واسعة في بعض المجتمعات".
وأكد أن نجاح أي استراتيجية وطنية لإدماج المقاتلين الإرهابيين العائدين من ساحات القتال، يتطلب استئصال البيئة الحاضنة للفكر المتطرف، وبناء قدرات الدولة على منع الإرهاب ومكافحته بمراعاة الاحترام التام لالتزامات الدولة تجاه سيادة القانون وحقوق الإنسان.
وأردف قائلا "لا شك أن عملية تأهيل المقاتلين العائدين وإعادة إدماجهم في المجتمع تتطلب مقاربة شاملة تعمل على تصحيح الأفكار المغلوطة حول مفاهيم العنف والتطرف والإرهاب، ومعالجة الأسباب السياسية والاجتماعية وغيرها".
وفيما رأى الشيخ محمد أنه لا مناص من اللجوء إلى العمليات الأمنية والعسكرية، واتخاذ تدابير عاجلة لإنفاذ القانون لمواجهة الخطر الداهم الذي تمثله الجماعات الإرهابية، شدد على أن الاستنفار الآني والملح لا ينبغي أن يقف حائلا دون معالجة الأسباب والدوافع الحقيقية للإرهاب.
ونبه إلى أن ازدياد استخدام الإرهابيين ومناصريهم لتكنولوجيا الاتصالات في نشر الفكر المتطرف وتجنيد إرهابيين آخرين، يوجب تكثيف التعاون بين الدول لمنع هؤلاء من استغلال التكنولوجيا والاتصالات والموارد في التحريض على دعم الأعمال الإرهابية.
لكنه لفت إلى أن هناك تحديات مختلفة سواء قانونية أو سياسية أو اجتماعية تواجه إشكالية "المقاتلون الأجانب"، خاصة في ظل اختلاف النظم القانونية في تعريف الإرهاب وعدم توافق المجتمع الدولي على تعريفه، وتسييس مصطلح الإرهاب في كثير من الأحيان وضعف التعاون بين الدول لأسباب سياسية.
ودعا إلى عدم ربط الإرهاب بأي دي أو جنسية أو حضارة أو فئة عرقية، وعدم الخلط بين الإرهاب والمقاومة والمشروعة، ونبذ اللجوء إلى إرهاب الدولة تحت غطاء مكافحة الإرهاب.
وأكد الشيخ محمد أن قضية الإرهاب تحظى بأولوية قصوى لدى قطر، التي قال إنها تعد شريكا فاعلا في التعاضد الدولي في مواجهة الإرهاب، مضيفا "نحن ملتزمون بالتصدي له على المستوى الوطني والإقليمي والدولي عبر المشاركة في كافة الجهود الدولية والإقليمية في هذا الشأن".
ويركز منتدى "عودة المقاتلين الأجانب" الذي يستمر على مدار يومين، على خيارات السياسة والحلول القابلة للتنفيذ بالنسبة للحكومات والمؤسسات الدولية التي تواجه تهديدا عالميا يتمثل بالمقاتلين الأجانب الذين يتركون مسارح النزاع ويحاولون العودة إلى أوطانهم أو الدخول إلى بلدان ثالثة.
ويناقش المنتدى الذي يشارك فيه خبراء من أكثر من 30 دولة، سبل التعامل مع المقاتلين الأجانب وتعاون المجتمع الدولي في معالجة هذه الظاهرة، فضلا عن تبادل الرؤى والأفكار بين المشاركين واقتراح الحلول.