نابلس 12 نوفمبر 2018 /تتلقى شابتان فلسطينيتان دورة متخصصة في تعلم لغة الماندرين الصينية على أمل أن تصبحا من المتحدثين للغة الصينية بطلاقة يوماً ما.
وتسلك الشابتان الجامعيتان صابرين محمد، وصديقتها مروة، سيرا على الأقدام طريقا ضيقا داخل مدينة نابلس القديمة في شمال الضفة الغربية وصولا إلى مبنى قديم أصبح الآن كمركز مجتمعي، لحضور دورة اللغة.
وقد شجعتا الشابتان إحداهما الأخرى على الانضمام إلى الدورة قبل نحو شهرين لاستكشاف شيء جديد، كما تقولان، وذلك على الرغم من كونهما التلميذتين الوحيدتين فيها.
والماندرين هي اللغة الرسمية المعيار في جمهورية الصين الشعبية وهي تحتوي على عدد كبير من اللهجات .
ومعلمة الدورة هي متطوعة أمريكية كورية الأصل تدعى أليشا ستيكني وتبلغ (25 عاماً)، كانت قدمت إلى مدينة نابلس لتبادل خبرتها باللغة الصينية وعرضها على الشباب الفلسطيني، مقترحة عليهم "تجاوز اللغات الأوروبية" التي يتم تدريسها في التعليم العام ليكونوا قادرين على تحدث الصينية.
وتعلمت أليشا اللغة الصينية كطالبة في جامعة أوكلاهوما، حيث تخصصت في الاقتصاد، ثم زارت شانغهاي لتوسيع معرفتها باللغة وليكون لديها فرصة لممارستها مع الناطقين بها.
وداخل الفصل الدراسي الصغير، تجمعت المعلمة وطالبتاها لتعلم المستوى الأساسي من لغة الماندرين التي يتم التحدث بها على نطاق واسع، حيث يوجد اعتقاد مشترك بينهن بأن تعلمها مفيد جدًا على المستويات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.
وتقول ستيكني لوكالة أنباء ((شينخوا)) "أعتقد أن اللغة قوة، لأنه بهذه الطريقة تستطيع التواصل مع المزيد من الناس".
وتضيف أن "الكثير من الفلسطينيين يتم تعليمهم اللغة الإنجليزية في المدارس الابتدائية والثانوية، لكن لغة الماندرين الصينية تعتبر أكثر لغة استخداما في العالم، لذلك فمن المهم جدًا بالنسبة لهم الانتقال إلى شيء جديد".
وأكدت أن القدرة على التواصل باللغة الصينية من شأنه الارتقاء بالعلاقات السياسية والثقافية للفلسطينيين، خاصة في ظل العلاقات الاقتصادية والتجارية الجارية بين البلدين.
وأضافت ستيكني "بالنسبة إلى الأعمال والاقتصاد أنا درست الاقتصاد فعليا في الجامعة للتفاعل والانخراط لأكون جزءا من التجارة الدولية والمجتمع المالي الدولي، لذلك أعتقد أنني سوف أفيد فلسطين كدولة".
وتقول الطالبتان الشابتان إنهن انضممن بسبب الفضول والتقدير للثقافة الصينية، لكنهن لم يكن لديهن خبرة سابقة باللغة سوى من البرامج التلفزيونية والمسلسلات.
وتقول صابرين (20 عاما)، وهي في السنة الأخيرة من دراستها للتمريض "أرغب في أن أصبح قادرة على تحدث الصينية بطلاقة مع العديد من المهنيين من القطاع الصحي لوضع معرفتها في خدمة مهنتي والتقدم في قطاع الصحة الفلسطيني".
وتضيف أن "تعلم اللغة الصينية رائع وممتع، وكانت أليشا متعاونة وممتعة للغاية، لدرجة أنني أنسى أنها معلمة مدربة بل صديقة تساعدنا في تعلم الكثير".
وتبدي صابرين ثقتها في أنها في حال التقت بشخص صيني فيمكنها التواصل معه، بسؤاله عن عمره أو رقم هاتفه على سبيل المثال.
وتقول بنبرات سعيدة "بدأت على الأقل أتقن الأشياء البسيطة التي ستساعدني حال ذهبت إلى الصين، فمثلا عند دخول سوبر ماركت أو مقهى سأعرف كيفية التواصل وفهم ما يقولونه".
ومن المتوقع أن تنتهي الدورة للشابتين الفلسطينيتين الشهر المقبل، ومع ذلك تأمل ستيكني في العودة إلى الأراضي الفلسطينية لتبادل خبرتها وتعليم المزيد من الشباب لغة الماندرين.
وتتواجد في الأراضي الفلسطينية جالية صينية متنامية حيث تتطور العلاقات التجارية بين رجال الأعمال من الجانبين، وفقا لجمعية الصداقة الفلسطينية الصينية.
ومن المعروف على نطاق واسع أن تقدم التبادل التجاري بين الفلسطينيين والصينيين قد انعكس على روابط اجتماعية أقوى، بما في ذلك الزيجات وأيضاً من حيث السياحة المتبادلة ورحلات العمل المتكررة.