نشر الطالب اليمني عاصم الذى يدرس في جامعة نانجينغ للعلوم والتكنولوجيا،مقالا باللغة الصينية في الطبعة الخارجية لصحيفة الشعب اليومية الصادرة يوم 24 نوفمبر الحالي،وروى فيه حياته ودراسته فى الصين.فيما يلي الترجمة العربية للمقال:
في عيد ميلادي الثامن،قدم والدي لي هدية خاصة،أحبها كثيرا ورأيت عليها كلمات "صنع في الصين".بعد عام،أهدانى والدي دراجة ورأيت عليها كلمات "صنع في الصين" أيضا.فسألت والدي بفضول : " رأيت ان الكثير من الأشياء في حياتى مصنوعة في الصين،لماذا الصين قوية هكذا؟" وأجاب والدي قائلا :"ان الصين هي أكبر بلد في العالم من حيث عدد السكان،وأحد أسرع البلدان نموا أيضا.وهى بلد ساحر وجذاب. عندما تكبر، سأرسلك للدراسة في الصين ." منذ ذلك الحين، ازداد فضولي نحو الصين وثقافتها يوما بعد يوم.سواء من خلال طريق الحرير الذي ذكره مدرس التاريخ ،أو الأفلام الصينية على التلفزيون،كلها جعلتني أتطلع أكثر فأكثر للذهاب إلى الصين .فدرست بجد باجتهاد حتى أحقق حلم طفولتي – الدراسة في الصين.
في عام 2014، تحقق حلمي أخيراً. عندما نزلت من الطائرة ودخلت الصين،استقبلنى شرطي مبتسم قال وديا "مرحبا بكم"،ما ترك انطباعا عميقا لدي.وبعد خروجي من المطار،فوجئت بأن المطار ومحطات المترو متصلة، ووسع هذا التصميم آفاق رؤيتى! ثم صعدت قطار "الرصاصة" عالي السرعة،الذى أعجبنى كثيرا!
في بداية وصولي إلى الصين،درست اللغة الصينية لمدة فصل دراسي في تشانغشا حاضرة مقاطعة هونان وسط الصين. وجدت هنا ان الصينيين مجتهدون جدا،ويبدو انهم يمتلكون طاقة لا نهاية لها. لذا أدركت أن اجتهاد الشعب الصيني هو السلاح السري لتحقيق بلادهم التطور السريع. بالإضافة إلى ذلك، وجدت أن معظم الصينيين يعلقون أهمية كبيرة على التعليم، ويبذل الآباء الصينيون جهودا كثيرة ليدخل أولادهم جامعات جيدة.هذا هو أيضا السبب الرئيسي وراء تحقيق الصين تدريجيا القيادة العالمية في جميع الجوانب.
جدّد "صنع في الصين"،مثل السكك الحديدية عالية السرعة، الهواتف المحمولة والتلفزيون وغيرها، انطباع العالم عن الصين.وأحرزت الصين نتائج أفضل من أي بلد آخر من حيث تحسين مستويات معيشة الشعب.حيث من السهل القيام بالتسوق عبر الإنترنت، شراء التذاكر، طلب الوجبات الجاهزة، دفع الحساب، طلب التاكسي واستئجار منزل في الصين،والشيء المدهش هو ان كل هذه الأشياء المذكورة يمكن إكمالها عبر الهاتف المحمول، ولا أستطيع أن أتذكر الآن آخر مرة اشتريت فيها الأشياء بالنقود.
هناك شيء آخر عن الصين لا بد ان أذكره هو الدراجات التشاركية. وهي الآن،تنتشر في كل مكان على الطريق،ويمكنك ركوبها بسهولة من خلال مسح رمز الاستجابة السريعة.هنا أتذكر تجربتي: انه في مرة واحدة، سابقت الزمن ان أحضر درسا، وسأتأخر لو ذهبت ماشيا.فى ذلك الوقت المحرج،رأيت دراجة تشاركية،فمسحت رمز الاستجابة السريعة على الدراجة فورا وركبتها إلى الجامعة بسرعة ،ما ساعدنى على الوصول إلى الفصل في الوقت المناسب.
في الأيام الأخيرة،شاركت في الدورة الثالثة لجولة الشباب فى طريق الحرير، وقمت بزيارة إلى العديد من الشركات والمصانع في مقاطعة جيانغسو مع زملائي والطلاب الأجانب من مختلف الجامعات في نانجينغ حاضرة المقاطعة.حيث وجدت ان الكثير من التكنولوجيات الصينية شهدت تطورا من "صنع في الصين" إلى "الابتكار في الصين"،وتم نقل هذه التكنولوجيات إلى العالم من خلال "الحزام والطريق".وشاهدت العديد من المشاريع العظيمة ،وشعرت بأنه لا مثيل لمبادرة "الحزام والطريق" في العالم لإحداث تغير هائل في العالم وجلب فرص جديدة للتنمية الاقتصادية في الصين.
باختصار،ان العيش في الصين التي تسجل تطورا مستمرا سيشجعنى على العمل الدؤوب ويدفعنى إلى إحراز تقدم مستمر.ان الصين بلد عظيم،ويسرني ان أختار المجيئ إلى الصين وأقضى أفضل سنوات حياتي في الصين.