الأقصر، مصر 27 نوفمبر 2018 /قال جيا شياو بينغ، رئيس البعثة الأثرية الصينية الأولى في مصر، إن فريقه سوف يقوم بالتنقيب في معبد مونتو، الذي يقع في الجزء الشمالي من معبد الكرنك الشهير في محافظة الأقصر، جنوب القاهرة.
وأضاف بينغ، في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا))، أن "المرحلة الأولى من العمل مؤقتة، حيث تعتزم البعثة إجراء حفريات تجريبية على نطاق صغير حول الجدران الخارجية لمعبد مونتو، ومحاولة الحصول على المعلومات الأساسية مثل عمر المعبد".
وتابع بينغ، وهو أيضا نائب مدير قسم علم آثار ما قبل التاريخ بمعهد الآثار التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، أن " فريقه سيحاول في وقت لاحق معرفة تصميم الهيكل، وإمكانية إجراء عمليات الترميم".
وأشار إلى أن الفريق الصينى يتألف من أربعة علماء آثار دائمين، و ثلاثة خبراء للتناوب على المدى القصير، مضيفا أن الورشة التي استأجرها الفريق الأثري تقع بجوار معبد الكرنك، بالقرب من موقع الحفر.
ولفت إلى أن "هذه هى المرة الأولى التى ترسل فيها الصين فريقا أثريا كاملا إلى مصر، للقيام بحفريات أثرية"، مؤكدا أن الجانب المصرى قدم الكثير من الدعم لتسهيل مهمة عمل الفريق الصيني.
بعد رفع مستوى العلاقات الثنائية بين الصين ومصر إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة في عام 2014، وصل التبادل الثقافي إلى ذروته بين البلدين، حيث قامت وفود ثقافية وفنية وموسيقية بزيارات متبادلة متكررة.
ويريد كلا البلدين تعزيز العلاقات الودية من خلال هذه التحركات الثقافية، في ظل مبادرة "الحزام والطريق" التي تعزز فهما أكثر عمقا للثقافتين.
ومع ذلك، قال عالم الآثار الصيني جيا شياو بينغ، إن فريقه يواجه نقصا في طرق المسح ورسم الخرائط المتقدمة التي يستخدمونها في الصين، حيث أنها غير متوفرة حاليا في مصر.
وتابع أن أعمال المسح ورسم الخرائط ستتأثر بفعل هذا التحدي، وكشف عن أن الجانب المصري أعرب عن أمله في أن يتمكن الفريق الصيني من العمل في المعبد الذي لم يشهد أي عمل أثري منذ فترات طويلة.
وأوضح أن "الخبراء المصريين لديهم العديد من الأفكار والوسائل، خاصة أنهم يعرفون خصائص البقايا الأثرية، فهم يعلمون كيف يقومون بالحفريات وتحقيق أفضل النتائج، ولديهم حكم أفضل وخبرة ثرية".
واعتبر أن الحضارات القديمة لكل من الصين ومصر رائعة، لكنها تختلف عن بعضها البعض، وكذلك الأعمال الأثرية أيضا.
وأكد أن "التعاون مع علماء الآثار المصريين مفيد لفهم الحضارتين القديمتين، وهو نوع من الترويج لبعضهما البعض، وأمر مهم للغاية للعلاقات الأكاديمية والدولية".
وتعمل مصر، التي تعد واحدة من أقدم الحضارات فى العالم، بقوة للحفاظ على تراثها الأثرى، واكتشاف أسرار آثارها القديمة.
وخلال السنوات القليلة الماضية، شهدت مصر عدة اكتشافات أثرية مهمة، من بينها مقابر فرعونية وتماثيل وتوابيت ومومياوات وغيرها.