بكين 17 ديسمبر 2018 / تتكوم الأوراق والوثائق في مكتب وانغ جيون، نائب رئيس تحرير ومؤلف رئيسي لكتاب "دراسة لفكر شي جين بينغ بشأن الإصلاح والانفتاح"، حيث جمعها له فريقه للبحث من أجل تأليف الكتاب.
وقال وانغ، رئيس أكاديمية قوانغدونغ للعلوم الاجتماعية، "شي جين بينغ رجل كرس نفسه بإخلاص للإصلاح والانفتاح."
وفي 2018، احتفلت الصين بالذكرى الـ40 للإصلاح والانفتاح، وهي عملية بدأها دنغ شياو بينغ ويدعمها الآن شي ويدفعها قدما.
وفي أواخر أكتوبر، جاء شي إلى مقاطعة قوانغدونغ. وزار معرضا بشأن الإصلاح عند سفح جبل لوتس في شنتشن، وقضى أكثر من ساعة داخل قاعات المتحف.
ووقف شي أمام لوحة كبيرة.
وكانت اللوحة مشهدا لساعة ذروة صباحية للمدينة في الثمانينيات. وكان هناك ملصق عملاق أمام منطقة شكو الصناعية ليذكر دائما بناة المدينة الأوائل باستغلال الوقت والسعي لتحقيق معجزات اقتصادية.
لم تكن المرة الأولى التي يزور شي فيها شنتشن، منصة اختبار شهيرة للإصلاح والانفتاح في الصين.
وقال شي "جئنا إلى شنتشن، قوانغدونغ، مرة أخرى لأننا نريد أن نعلن للعالم ان الصين لن تتراجع عن الاصلاح والانفتاح! من المؤكد أن الصين ستظهر للعالم إنجازات جديدة مثيرة للإعجاب خلال فترة الـ40 عاما المقبلة."
وقبل ستة أعوام، عندما انتخب شي لمنصب الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، دخل الإصلاح إلى ما يصفه العديد بأنه منطقة "مياه عميقة". يواجه الحزب الشيوعي الصيني تحديات صعبة في الإصلاح، وفقا لبعض وسائل الإعلام الأجنبية.
وقال وانغ إن شي صمد أمام الضغط وقاد الصين لتحقق الكثير.
ويتحول الاقتصاد الصيني من النمو السريع إلى النمو عالي الجودة. في عام 2017، ارتفع النمو لأول مرة خلال ستة أعوام، ليصل إلى 6.9 بالمئة، ليتجاوز بكثير النمو الاقتصادي العالمي الذي يبلغ 3.7 بالمئة.
وخلال الستة أعوام الماضية، تم توفير أكثر من 70 مليون فرصة عمل جديدة، أكثر من عدد سكان بريطانيا. وارتفع عدد أصحاب الدخول المتوسطة في الصين إلى 400 مليون، ما شكل سوقا استهلاكية كبيرة في العالم.
ووصفت وسائل إعلام أجنبية شي بأنه "مصلح بعيد النظر" و"مصلح جاد بنى طريقا فريدة لمستقبل الصين"، أصبحت رؤيته الواضحة للإصلاح "ملهمة للأمة".
مصر على الإصلاح
عندما بدأت الصين عملية الإصلاح والانفتاح عام 1978، كان شي يدرس الهندسة الكيميائية في جامعة تسينغهوا. وكان والده، شي تشونغ شيون، في ذلك الوقت الأمين الأول للجنة الحزب في مقاطعة قوانغدونغ.
وكان شي الأب لديه أمال كبيرة في الإصلاح. وطلب إذن دنغ "لاتخاذ الخطوة الأولى" لإقامة منطقة اقتصادية خاصة لوضع أساس جديد للإصلاح.
وتركت شجاعة الأب وإحساسه بالمهمة انطباعا عميقا في الابن.
وفي أوائل الثمانينيات، عندما رقي شي الأب إلى بكين، أُرسل شي جين بينغ إلى العمل في محافظة تشنغدينغ في مقاطعة خبي. وبدأ تجاربه الإصلاحية هناك، حيث بدأ بتجربة عقود الأراضي الريفية، حيث كان أول مسؤول في خبي يتبنى هذه الطريقة التي اختبرت بالفعل في المقاطعات الجنوبية.
وكأمين لجنة الحزب في المحافظة، يعرف شي بالفعل مدى صعوبة الإصلاح. وكان ناقدا لقضية "عوائق المستوى المتوسط" وحلها بتعيين كوادر مستعدة ومؤهلة لدفع الإصلاحات.
وتعززت سمعة شي كمصلح مع تقدمه في عمله السياسي. وبدأ استراتيجيات إصلاح ابتكارية في نينغده وشيامن وفوتشو في مقاطعة فوجيان ومقاطعة تشجيانغ وبلدية شانغهاي للتعامل مع أنواع مختلفة من التحديات.
وقال روبرت كوهن، خبير أمريكي كبير في شؤون الصين ورئيس مؤسسة كوهن، "في الواقع، جاء شي من أسرة مصلح. والأمر الأكثر أهمية هو أن شي ملتزم بعملية الإصلاح بشكل عميق"، مضيفا أن شي تحدث كثيرا عن أهمية "الإصلاح في جميع الجوانب" عندما التقيا في 2005 و2006.
وقال شي تشي هونغ، نائب سابق لمدير مكتب بحوث السياسات بالجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، "استمد شي الإصلاح من خبرته. فهو يعرف أن الطرق القديمة الجامدة لن تؤدي إلى شيء، وأن الإصلاح ضرورة."
وفي عام 2012، في إشارة إلى قضية الإصلاح في الصين، أشاد شي بدنغ، قائلا "إذا لم يكن هناك دنغ الذي أرشد حزبنا لاتخاذ قرار الإصلاح والانفتاح التاريخي، لم نكن لنستطيع تحقيق كثير ما حققناه."
وقال شي "كانت عملية الإصلاح والانفتاح صحوة عظيمة لحزبنا، وأدت إلى نهضة لابتكارات نظرية وعملية عظيمة."
جمعت ممارسات شي وفكره بشأن الإصلاح في المقاطعات في كتب، حيث يقول المراقبون اننا نستطيع من خلالها اتباع جذور الإصلاح العميق الشامل الذي ينفذ في العصر الجديد.