مرجعيون، جنوب لبنان 19 ديسمبر 2018 /يقف المواطن الخمسيني جورج سمعان متأملا شجرة ميلاد عملاقة رفعتها بلدية مرجعيون وسط ساحة البلدة بمناسبة عيدي الميلاد ورأس السنة ويهز رأسه بأسف متمتما بصوت عال "الأعياد على الأبواب والناس في حالة اقتصادية صعبة تنغص فرحتهم".
ويقول سمعان، لوكالة أنباء ((شينخوا))، "سنحتفل بالميلاد بجيوب فارغة تعكس حالة الفقر التي تطال شريحة واسعة من اللبنانيين وسط بطالة تضرب في كل اتجاه وتزرع الحزن العميق في النفوس.
وبلهجة العاتب ينتقد الشاب الجامعي حسن سويدان الجهات المعنية في الوزارات والبلديات التي تنفق مبالغ كبيرة مهدورة في تزيين الساحات والشوارع العامة بمناسبة عيدي الميلاد ورأس السنة.
ويضيف "يا للعجب بلدية بيروت انفقت مبلغ مليون دولار لتزيين شجرة ميلاد ضخمة في وسط العاصمة وزرع بعض الأضواء والزينة في شوارعها".
وتابع "بلدية مرجعيون في الجنوب تكبدت 300 ألف دولار لشجرة الميلاد والزينة في شوارع البلدة مما يشكل هدرا وبذخا غير مبرر في وقت يجب تحويل هذه المبالغ لمشاريع انمائية يستفيد منها المواطن".
وتجزم الفتاة العشرينية ساهرة العبدالله التي نالت شهادة جامعية قبل 3 سنوات ولم تجد عملا بعد، أنه "من الصعب ايجاد وظيفة تكون سندا في هذا العيد، اننا جيل عاطل عن العمل فالبطالة لدى الشباب بلغت نسبة 33 في المائة بحسب احصاءات وزارة العمل".
وتقول الفتاة ناهدة ابو سعيد التي تعمل في سوبر ماركت براتب 500 دولار "كيف تريدني ان ابتسم في هذ العيد ولا امل لدي بالزواج من خطيبي بعدما توقفت الحكومة عن دعم وضمان القروض الاسكانية وأصبح الارتباط العائلي حلم بعيد".
بدوره، يشرح فريد علوان المسئول في جمعية شبابية أنه خلال العام الجاري اقفلت أكثر من ألفي مؤسسة ابوابها في لبنان وصرفت موظفيها الذين أصبحوا بدون دخل.
ويضيف علوان "الجميع في حالة قلق من الوضع الاقتصادي ومعظم المحال التجارية تعاني من الكساد وبالكاد يستطيع اصحابها تسديد مصاريفهم".
ويشكو التجار، وفق علوان، من الركود الاقتصادي وعدم إقبال الناس على الأسواق والمجمعات التجارية والمحال المختلفة لشراء الاحتياجات اللازمة للإحتفالات من هدايا الميلاد وملابس وأغذية فاخرة و وزينة مختلفة.
بدوره، يوضح المقاول جمال هاشم أن معظم ورش البناء متوقفة بنسبة 60 في المائة في غالبية المناطق اللبنانية وأن قسما كبيرا من العاملين في قطاع البناء من العاطلين عن العمل منذ فترة طويلة.
ويقول الشاب وجيه حمدان الذي يحمل شهادة الماجستير في الهندسة من الجامعة الأمريكية في بيروت ل(شينخوا) إنه تخرج منذ 3 سنوات ولم يتمكن من الحصول على فرصة عمل حتى الآن.
ويضيف "أكثر من 25 الف طالب يتخرجون من الجامعات سنويا وأن نسبة 90 في المائة منهم دون عمل".
من جانبه، يؤكد الدكتور ناصر ابو لطيف رئيس الجمعية الانمائية أن الطبقة الوسطى التي تشكل ركيزة الاقتصاد في لبنان قد اصبحت معدومة.
ويشرح ان الطبقة الفقيرة باتت تشكل النسبة الاكبر من المجتمع اللبناني، بينما تقدر طبقة القادرين أو الأثرياء بنحو 10 في المئة.
وتبقى المحال الشعبية التي تعمل تحت تسمية "وان دولار شوب" أي التي تبيع القطعة بدولار واحد ملجأ المواطن، بحسب ربة المنزل سعاد العشي.
وتقول العشي "قصدت محل القطعة بدولار لشراء هدايا العيد لأطفالي لأن ميزانيتنا محدودة جدا وهمنا ان نبقى دون ديون وأن نتكيف مع هذا الوضع الحرج".
ويشهد لبنان منذ عدة شهور أزمة اقتصادية شديدة يعول السياسيون والاقتصاديون على تجاوزها مع تشكيل حكومة جديدة في البلاد للبدء فى إجراء حزمة من الإصلاحات فى الاقتصاد والهيكل المالى والإدارى للدولة.
يذكر أن الدين العام في لبنان وصل إلى 81.9 مليار دولار بعد ما كان 79.5 مليار دولار في نهاية العام الماضي، بحسب تقديرات جمعية مصارف لبنان.