人民网 2019:01:14.10:15:14
الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> الصين
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

تعليق: الدول الكبرى بين سيناريوهات التعاون و"صراع الفيلة"

2019:01:14.10:14    حجم الخط    اطبع

"كلما زادت قوتك، زادت مسؤوليتك"، جملة تتردد كثيرا في أفلام هوليود. وقد تضمنها فيلم "سبايدر مان: في عالم العنكبوت" الذي عرض أخيرا في قاعات السينما الصينية. وتعد جدلية القوة والمسؤولية، قضية تثير الكثير من التفكير، لاسيما في مجال العلاقات الدولية.

بالتطلع إلى عام 2019 ، جذبت العلاقات بين القوى الكبرى وقوة الدول الكبرى اهتمام الرأي العام الدولي مجددا. وفي هذا الصدد، كتب ريتشارد غاووان، الباحث البارز في مركز دراسة السياسات التابع لجامعة الأمم المتحدة ، مقالاً تسائل فيه عمّا إذا كانت المواجهة بين الدول الكبرى ستقوض أسس التعاون بينها في عام 2019 ؟ ورأى ريتشارد أن المحافظة على استمرارية النظام متعدد الأقطاب، يحتاج إلى توصل الشركاء الكبار في هذا النظام إلى مستوى معين من التوافق حول أسس التعاون.

في ظل مواجهتها لمشاكل السلام والتنمية والحوكمة، بدأت الدول الغربية الكبرى التي لطالما عملت على دفع العولمة الإقتصادية، تشهد ظهور موجات الشعبوية والحمائية التجارية ومناهضة العولمة. ما أثار الكثير من القلق تجاه تحول العالم من عصر "التعاون في صناعة الكعكة" إلى عصر التنازع عليها. كما أعاد البعض لترديد المقولة القديمة حول الدول الكبرى، بأنها تمارس الواقعية الهجومية. لكن، مايجب أن نتذكره هو أن الإقتصادي الأمريكي كيندل بيرغر قد حذّر أثناء فترة الكساد الكبير، بين 1929 و1939 من أن عدم رغبة الدول الكبرى في التعاون من أجل حماية استقرار الإقتصاد العالمي، هو واحد من الأسباب التي أدّت إلى تلك الإضطرابات التي عصفت بالعالم.

أما السؤال الذي يطرح بإلحاح الآن، كيف يمكن للدول الكبرى أن تتعايش في ظل الوضع الحالي؟ وهذا السؤال في واقع الأمر، لم يكن من الصعب الإجابة عنه. فمن الضروري بمكان أن تتعاون الدول الكبرى فيما بينها، وتبادر إلى معالجة القضايا الدولية ودفع الحوكمة العالمية، وعدم الوقوع في "فخ توكديدس"، والتحول إلى أطراف مثيرة للأزمات والصراعات. وفي الحقيقة، لقد تميز تاريخ العالم منذ العصر الحديث بإستقواء القوي على الضعيف، وبتنازع الدول الكبرى على الهيمنة. لكن التاريخ قد علّمنا بأن المشاكل التي تحدث أثناء التعاون، لايمكن معالجتها إلا من خلال تعاون أكثر عمقا.

الكبير يجب أن يتحمّل مسؤولية حجمه. وحجم وتأثير أي دولة كبيرة هو مايسهل فاعلية سلوكها. لأن الدول الكبرى يجب أن تتحلّى بالجرأة اللازمة للإضطلاع بمسؤولياتها. وهذا مايمكن التعبير عنه بالمثل الإفريقي القائل، "إذا تقاتل الفيلة، فسد الزرع". وفي ظل التغيرات الكبرى في مفاهيم العلاقات الدولية وتزايد مستوى التبعية بين الدول، بات من الضروري إعادة التفكير في طرق إدارة العلاقات الدولية بين الدول الكبرى، ودعم التشاور والثقة المتبادلة بين الدول الكبرى. وتماما مثلما قال الرئيس الصيني شي جين بينغ في قمة مجموعة العشرين التي عقدت في بيونس ايروس، بأن الثقة بين الدول الكبرى تمثل ثروة نفيسة بالنسبة لمجموعة العشرين، وعلينا أن نجعل هذه الثقة تتطور بإستمرار.

كما سبق للرئيس الصيني شي جين بينغ أن قال "نرحب بالجميع لركوب قطار التنمية الصينية، وإن باب الإنفتاح الصيني على العالم لن يغلق، " ويعكس المقترح الصيني رحابة صدر الصين ومسؤوليتها. حيث تلتزم الصين بأن تكون قوة صامدة في حماية السلام العالمي وتعزيز التنمية المشتركة، وبأن لاتكتفي بالإسهام في استقرار ونمو الاقتصاد العالمي، بل تعمل أيضا على دفع التنمية السلمية في جميع البلدان من خلال تعزيز تنميتها السلمية. في هذا السياق، أشار تشنغ يونغ نيان، مدير معهد شرق آسيا في جامعة سنغافورة الوطنية، إلى أن "العولمة بصفتها منتجا عاما عالميا، يجب أن تقدمه الدول الكبرى ". وعلى هذا الأساس تطرح الصين بناء مبادرة "الحزام والطريق"، وتدعو إلى إقامة نمط جديد من العلاقات الدولية ومجتمع المصير البشري المشترك، مايجسد المفهوم الصيني القديم القائل: " العالم للجميع".

"إذا أردت أن تنجح، فيجب أولا أن تتمنى النجاح للآخرين"، ولاشك في أن مختلف الدول قادرة على ذلك. وبإمكانها أن تستجيب لتطلّعات مختلف شعوب العالم في التنمية والتعاون والحياة الآمنة.  

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×