مقالة : الصين والولايات المتحدة تحرزان تقدما هاما في المحادثات التجارية على نحو يمهد الطريق لمزيد من المشاورات

واشنطن أول فبراير 2019 / أحرز المفاوضون من الصين والولايات المتحدة تقدما هاما في الجولة الأخيرة من المحادثات رفيعة المستوى الرامية إلى حل احتكاكاتهما الاقتصادية والتجارية، ما أرسي أساسا لإجراء مزيد من المشاورات، حسبما ذكر الوفد الصيني الزائر.

أجرى الوفد، برئاسة نائب رئيس مجلس الدولة الصيني ليو خه، مناقشات صريحة ومحددة وبناءة حول الموضوعات ذات الاهتمام المشترك مع الفريق الأمريكي يومي الأربعاء والخميس، وحددا الجدول الزمني وخارطة الطريق للمشاورات القادمة.

وفي يوم الخميس أيضا، اجتمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع ليو في البيت الأبيض، حيث أعرب عن أمله في أن يتم التوصل إلى اتفاق عظيم بين الجانبين في أقرب وقت ممكن.

يعد هذا التقدم الذي تحقق بشق الأنفس نتاجا لتنفيذ الجانبين بكل جدية للتوافق الهام الذي تم التوصل إليه بين الرئيس الصيني شي جين بينغ وترامب خلال مأدبة عشاء عمل في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيريس في الأول من ديسمبر الماضي.

فقد اتفق الرئيسان في ذلك الوقت على أنه يتعين على الجانبين محاولة التوصل إلى اتفاق يقوم على المنفعة المتبادلة والفوز المشترك في غضون 90 يوما لوضع حد مبكر لخلافهما التجاري القائم منذ أشهر والذي شهد فرض كل منهما تعريفات جمركية ضخمة على واردات الآخر.

-- تقدم هام

خلال المحادثات التي استمرت يومين، ناقش الجانبان الموضوعات المتمثلة في الميزان التجاري، ونقل التكنولوجيا، وحماية حقوق الملكية الفكرية، والحواجز غير الجمركية، وقطاع الخدمات، والزراعة، وآلية الإنفاذ، فضلا عن قضايا محددة ذات أهمية خاصة للجانب الصيني.

وقال الوفد الصيني إن تقدما هاما قد أحرز للمرحلة الحالية.

واتفق الجانبان على اتخاذ إجراءات فعالية لدفع تنمية أكثر توازنا للتجارة الثنائية. وسوف يبذل الجانب الصيني جهودا نشطة لتوسيع الواردات من الولايات المتحدة في قطاعات الزراعة والطاقة والتصنيع والخدمات، الأمر الذي سيساعد مسعى الصين إلى تحقيق تنمية اقتصادية عالية الجودة ويلبي مطلب الشعب في أن ينعم بحياة أفضل.

كما ناقش الجانبان بعض الشواغل المحددة للجانب الصيني، وقال الجانب الأمريكي إنه سيعالج بجدية هذه الشواغل.

ويرى الجانبان أنه من الأهمية بمكان إنشاء آلية إنفاذ فعالة ثنائية الاتجاه، وذلك لضمان تنفيذ جميع الإجراءات المتفق عليها من خلال المشاورات. وقد توصلا إلى توافق من حيث المبدأ حول إطار آلية الإنفاذ وعناصرها الأساسية، وسيواصلان وضع مزيد من التفاصيل.

-- مرحلة حرجة

عندما التقى ترامب، سلم ليو رسالة من الرئيس شي، أشار فيها الرئيس الصيني إلى أن العلاقات بين الصين والولايات المتحدة تمر بمرحلة حرجة.

وقال الرئيس شي إنه عندما اجتمع هو وترامب في الأرجنتين في ديسمبر الماضي، اتفقا على العمل معا على دفع علاقات تتسم بالتنسيق والتعاون والاستقرار بين الصين والولايات المتحدة.

وأضاف الرئيس شي أنه "وفقا للتوافق الذي توصلنا إليه، أجرت فرق اقتصادية من الجانبين مفاوضات مكثفة وحققت تقدما إيجابيا".

ودعا الرئيس الصيني الجانبين، عملا بروح الاحترام المتبادل والتعاون القائم على الفوز المشترك، إلى أن يواصلا محاولة مقابلة الآخر في منتصف الطريق وتكثيف المشاورات، من أجل التوصل إلى اتفاق متبادل المنفعة في أقرب وقت ممكن.

وذكر أن هذا سيبعث بإشارة إيجابية للمجتمع الدولي، ويعزز التنمية السليمة للعلاقات بين الصين والولايات المتحدة، ويضيف قوة دفع للنمو المطرد للاقتصاد العالمي.

ومن جانبه، أشاد ترامب بالتقدم الهام الذي شهده في المحادثات، قائلا إن العلاقات بين الولايات المتحدة والصين تتسم بأنها قوية وتواصل المضي قدما تحت توجيهات رئيسي البلدين.

-- استمرار المشاورات

قال ترامب إن وفدا أمريكيا برئاسة الممثل التجاري روبرت لايتهايزر ووزير الخزانة ستيفن منوشين سيتوجه إلى الصين في منتصف فبراير لمواصلة المشاورات.

وأضاف ترامب أنه يتطلع إلى أن يلتقي الرئيس شي في وقت قريب وأن يشهدا معا اللحظة التاريخية التي يتوصل فيها البلدان إلى اتفاق حول القضايا الاقتصادية والتجارية.

ويراقب العالم عن كثب المحادثات، حيث يأمل الكثيرون في أن يتم إحراز تقدم كبير وإيجابي فيها.

فقد ذكر سوراب جوبتا، الزميل الأقدم بمعهد الدراسات الصينية الأمريكية البحثي ومقره واشنطن، أن "عدم وجود أخبار سيئة يعني أخبارا جيدة. فالطرفان لن يذيعا الأخبار الجيدة قبل الموعد النهائي للمفاوضات".

وقال جوبتا إنه مازال لديه تفاؤل حذر إزاء المسار والنتيجة الأساسية للمحادثات التي ستستمر 90 يوما بين الصين والولايات المتحدة.

أما روبرت كوهن الخبير الأمريكي الشهير في الشؤون الصينية ورئيس مؤسسة كوهن، فأشار إلى أن شي وترامب يقومان بدور قيادي نشط.

وذكر كوهن في مقابلة أجرتها معه ((شينخوا)) عبر البريد الإلكتروني يوم الخميس إن "التوصل حقا إلى اتفاق سيحقق الفوز المشترك للصين والولايات المتحدة والعالم".