واشنطن 6 فبراير 2019 / أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الأربعاء أنه اختار ديفيد مالباس، وكيل الشؤون الدولية بوزارة الخزانة الأمريكية، كمرشح الولايات المتحدة لمنصب الرئيس المقبل للبنك الدولي. ولدى وصفه مالباس بأنه "رجل استثنائي للغاية"، قال ترامب في البيت الأبيض إنه أطلق "حملة بحث واسعة عن بديل" لجيم يونغ كيم الرئيس السابق للبنك الدولي الذي أعلن استقالته فجأة في مطلع يناير الماضي وترك منصبه فعليا يوم الجمعة. وتابع ترامب قائلا "أعلم أن ديفيد هو الشخص المناسب لهذا المنصب شديد الأهمية". وأوضح الرئيس أن مالباس "من أشد المناصرين للمساءلة في البنك الدولي"، وأنه "ناضل لضمان تركيز التمويل على الأماكن والمشروعات التي تحتاج المساعدة بالفعل، ويشمل ذلك الناس الذين يعيشون في فقر مدقع".
ويلزم الأمر موافقة مجلس المديرين التنفيذيين للبنك الدولي على مالباس لكي يترأس بنك الإقراض التنموي الدولي هذا.
وفي أعقاب تصريحات ترامب، أعرب مالباس، الذي انتقد البنك الدولي من قبل، عن شكره للرئيس لاختياره له ليقود "مؤسسة التنمية الرائدة في العالم".
وعند تسليطه الضوء على زيادة رأس المال بمقدار 13 مليار دولار أمريكي وغيرها من الإصلاحات التي وافق عليها المساهمون في البنك الدولي في إبريل 2018، ذكر مالباس أنه "بالتعاون مع المساهمين والموظفين المتفانين، هناك فرصة كبيرة الآن لتنفيذ هذه الإصلاحات البناءة التي من شأنها أن تقود إلى نمو أسرع وازدهار أكبر".
وأضاف أن أحد الأهداف الرئيسية ستتمثل في ضمان أن المرأة تحقق مشاركة كاملة في الاقتصادات النامية.
إن المرشحين الذين تختارهم واشنطن، أكبر مساهم في البنك الدولي بنسبة 16 في المائة من قوة التصويت، ينتهى الأمر بتوليهم هذا المنصب القيادي منذ تأسيس المؤسسة في عام 1944.
وقد وضع هذا التقليد القائم منذ فترة طويلة مصداقية المنظمة موضع تساؤل، لأن مجموع مساهمات الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية في النمو الاقتصادي العالمي فاقت بكثير مساهمات الاقتصادات المتقدمة في السنوات الأخيرة.
وكان كيم قد واجه منافسة من مرشحين من كولومبيا ونيجيريا في سباق عام 2012. وأثار تشكك مالباس في دور البنك والتعددية المخاوف في أوساط مجتمع التنمية الدولي بشأن جدارته، حيث قال البنك الدولي في بيان في يناير إن المرشحين لمنصب رئيس البنك ينبغي أن يكون لديهم "التزام قوي بالتعاون متعدد الأطراف وتقدير لهذا التعاون".
وردا على هذه المخاوف، قال مسؤول بارز بإدارة ترامب يوم الأربعاء قبل أن يعلن ترامب قراره إن مالباس، بصفته وكيل وزارة الخزانة للشؤون الدولية، انخرط بشكل بناء في عدد من المحافل متعددة الأطراف في أنحاء العالم.
وذكر المسؤول "اعتقد أنه من الإنصاف القول إن ديفيد كان بناء تماما في المساعدة على إصلاح النظام متعدد الأطراف القائم حاليا وعلى أن يكون فعالا فيه".
واعتبارا من الخميس، سيبدأ مجلس المديرين التنفيذيين بالبنك قبول الترشيحات حتى 14 مارس، على أن يختار المجلس رئيسا جديدا للبنك قبل اجتماعات الربيع لكل من صندوق النقد والبنك الدوليين، والمقررة في الفترة من 12 إلى 14 أبريل، في واشنطن.
وقال مسؤول بارز آخر في الإدارة الأمريكية يوم الأربعاء لدى تعليقه على ترشيح مالباس إن "ديفيد يعد منذ فترة طويلة مناصرا للسياسات المعززة للنمو". وأضاف المسؤول أن "ديفيد في منصبه الجديد، سيعمل على تحقيق نمو مشترك على نطاق واسع في البلدان الأشد احتياجا لذلك، وسيركز على بناء وتوسيع طبقة متوسطة قوية في الاقتصادات الناشئة".