14 فبراير 2019/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ أظهرت بيانات وكالة الفضاء الأمريكية ناسا، أن حوالي ربع المساحات الخضراء الجديدة في العالم منذ عام 2000 إلى عام 2017 كان مصدرها الصين، حيث احتلت الأخيرة المرتبة الأولى عالميا. ويعتقد الباحثون أن السبب يعود إلى أن الصين تمتلك قدرات متميزة في مجال التشجير والزراعة المكثفة.
وقد قام باحثون من وكالة الفضاء الأمريكية ناسا وغيرها من المؤسسات بنشر ورقة بحثية في العدد الجديد من مجلة "الطبيعة والتنمية المستدامة"، حيث قاموا بتحليل بيانات عمليات الرصد للقمرين الاصطناعيين "تراك" و "آكا". وأظهرت النتائج أن المساحات الخضراء في العالم قد زادت بنسبة 5٪ بين عامي 2000 و 2017. ورغم المساحات الخضراء في الصين والهند لا تمثل سوى 9% من الإجمالي العالمي، لكنهما أسهما بثلث المساحات الخضراء الجديدة.
وتمثل المساهمة الصينية حوالي 1/4 الزيادة في المساحات الخضراء. ووفقاً للتحليل، فإن 42٪ من مساهمة الصين تأتي من التشجير، و32٪ تأتي من الزراعة المكثفة. أما بالنسبة للهند، فتأتي 82٪ من مساهمتها من الزراعة المكثفة. وتتيح الزراعة المكثفة للناس زراعة المزيد من المحاصيل في نفس المساحة من الأرض.
في هذا الصدد، قال راما نيماني، أحد الباحثين المؤلفين للورقة البحثية من مركز أبحاث "أميس" التابع لوكالة الفضاء الأمريكية، إنه بعد ملاحظة الزيادة في المساحات الخضراء على سطح الأرض، اعتقد الباحثون في البداية أن السبب الرئيسي يعود إلى عوامل بيئية ساعدت على نمو النباتات مثل الاحترار المناخي. لكن تحليل بيانات الأقمار الإصطناعية أظهر أن أنشطة الإنسان قد ساهمت مساهمة كبيرة.
وقال الباحثون إن الصين والهند دولتان مكتظتان سكانيا، وأن هناك قلق حول الاستخدام المفرط للأراضي في هذه الدولة المكتظة سكانيا، ما يؤدي إلى تدهور وضع التربة وقضايا أخرى، لكن نتائج البحث جاءت مثيرة للدهشة. ويظهر التحليل أن الصين والهند لم يغيرا الكثير في مجال الأراضي المستخدمة لزراعة المحاصيل في السنوات العشر الماضية ، ولكن المساحة الخضراء وإنتاج الأغذية في كلا البلدين قد زاد بشكل كبير.