تعليق: التفاهمات بين شي وترامب هي النجم الهادي لاتفاق تجاري صيني أمريكي مزدوج المنفعة

واشنطن 24 فبراير 2019 / تقترب الصين والولايات المتحدة أكثر من أي وقت مضى من التوصل لاتفاق ثنائي الفائدة ومزدوج المنفعة، مع تحقيق تقدم ملموس في مواضيع محددة في آخر جولة محادثات اقتصادية وتجارية رفيعة المستوى بينهما، انتهت يوم الأحد في واشنطن.

وبينما قال فريق التفاوض الصيني إن البلدين قد حققا تقدما ملموسا في مواضيع محددة مثل مجالات نقل التكنولوجيا وحماية حقوق الملكية الفكرية والحواجز غير الجمركية، كتب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على تويتر إنه "سيؤجل" زيادة الرسوم الجمركية على واردات صينية، كانت مقررة في الأول من مارس المقبل.

لقد تعززت قوة جولات المفاوضات الأخيرة بفعل التفاهمات التي تم التوصل إليها بين الرئيس الصيني شي جين بينغ وترامب، اللذين التقيا في ديسمبر العام الماضي بعد اختتام قمة مجموعة العشرين في الأرجنتين.

وخلال الجولات الثلاث من المحادثات الرفيعة المستوى خلال شهر تقريبا، التقى كل من الرئيس الصيني ونظيره الأمريكي، بفريق التفاوض المعني، لتقديم التوجيهات والزخم اللازمين للقاءات المستقبلية.

لقد كانت النوايا الحسنة والجهود العملية، التي ظلت دوما عاملا رئيسيا لتسوية الاختلافات بين الصين والولايات المتحدة في الاقتصاد والتجارة، معززة لهذه التفاهمات المتنامية، ومساهمة بتسوية الاختلافات، وتحظى بقبول حسن لدى كلا البلدين، والمجتمع الدولي.

وظلت التبادلات الصريحة عاملا حاسما في تسوية الخلافات. إن الخيار الأفضل لكل من الصين والولايات المتحدة هو إبقاء المشاورات على قدم المساواة، وعلى ضوء التفاهمات التي تم التوصل إليها بين الرئيسين، قبل أن يتم التوصل لاتفاق يحقق المنفعة المزدوجة والثمار المشتركة.

إن تمديد الجولة الأخيرة من المفاوضات، وتأجيل زيادة الرسوم الجمركية على واردات صينية هي شاهد على الإخلاص والاهتمام العالي والإحساس بالمسؤولية لكل من الجانبين الصيني والأمريكي. ولكنها تشير أيضا إلى أنه مازالت هناك بعض الاختلافات التي تحتاج لمزيد من الوقت لتسويتها.

ومهما يكن من قول، فإن الأسبوع الماضي كان هاما لأكبر اقتصادين بالعالم، ولكل تصرف مستقبلي لهما. وبعد نحو سنة من المفاوضات الشاقة، فإن كل خطوة خلال المرحلة الحاسمة ستكون هامة، وأي اختراق ثنائي المنفعة سيكمن في إمكانية كلا الجانبين على إبقاء مشاوراتهما على قدم المساواة.

ورغم ما يتوقع من صعوبات وتعقيدات في المستقبل، ليس أمام الجانبين من خيار أفضل من العمل معا من أجل مصلحة كل منهما، ومن أجل مصلحة العالم. وخلال جهودهما لتحقيق اتفاق، تحلى الجانبان الصيني والأمريكي بالعقلانية للعمل من أجل أفضل النتائج، مع الاستعداد لأسوأ الاحتمالات.

إن الصين ترى الاحتكاكات التجارية كتحديات وفرص في آن واحد. ومن أجل تحقيق هدفها التنموي الطويل الأمد، تحتاج الصين إلى ضمان مصالحها الجوهرية، والتقدم للأمام في الوقت نفسه من أجل إصلاحات أعمق.