باريس 23 مارس 2019 / قال السفير الصيني لدى فرنسا تشاي جون إن زيارتي الرئيس الصيني شي جين بينغ المقبلتين إلى فرنسا وموناكو تعززان علاقات الصين مع الدولتين.
وسيزور شي، الموجود الآن في زيارة دولة في إيطاليا، موناكو وفرنسا في وقت لاحق خلال جولته الأوروبية الثلاثية، وهي الجولة الخارجية الأولي له هذا العام.
وقال تشاي لوكالة أنباء ((شينخوا)) في مقابلة حصرية إن زيارة شي إلى فرنسا، التي تعد الأولى منذ 5 سنوات، تأتي في وقت يشهد فيه العالم تغيرات كبيرة غير مسبوقة منذ قرن، حيث تصل التعددية والحوكمة العالمية إلى مفترق طرق.
وأوضح "حيث إنهما عضوان دائمان بمجلس الأمن الدولي ودولتان تتمتعان بتأثير عالمي، فإن الصين وفرنسا مسؤولتان عن مستقبل البشرية. وتزداد أهمية العلاقات الثنائية في ظل الظروف الجديدة."
ويوافق هذا العام الذكرى الـ55 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وفرنسا. ورغم التقلبات التي تشهدها الساحة الدولية، قال تشاي إن العلاقات الصينية-الفرنسية تطورت بشكل ثابت على طول الطريق مدفوعة بجهود قادة الأجيال السابقة بالبلدين وحققت إنجازات عظيمة.
وأشار إلى أن التعاون الصيني-الفرنسي توسع الآن ليشمل العديد من المجالات التي تتراوح ما بين الزراعة والتصنيع المتقدم والرعاية الصحية إلى الطاقة النووية والفضاء الجوي والذكاء الاصطناعي.
وفي 2018، وصلت التجارة الثنائية إلى 60 مليار دولار أمريكي، وزار أكثر من 2.3 مليون سائح صيني فرنسا، وهما مستويان قياسيان.
وذكر تشاي أيضا أنه يوجد الآن أكثر من 100 ألف طالب فرنسي يتعلمون اللغة الصينية، بينما من المتوقع زيادة عدد الطلاب الصينيين الذين يدرسون في فرنسا إلى 50 ألف طالب في 2020، مضيفا أن البلدين أقاما حتى الآن أكثر من 100 زوج من المدن التوأمة.
وأوضح تشاي أن "الرابط بين الصين وفرنسا لم يكن وثيقا جدا مثل الآن، ولم يكن شعبا البلدين متحمسين لفهم بعضهما البعض مثل الآن."
وأشار السفير إلى أنه توجد ثلاث ميزات رئيسية في العلاقات بين الصين وفرنسا والصين وأوروبا: التنسيق الاستراتيجي الوثيق غير المسبوق، والتعاون العملي العميق غير المسبوق، والدعم الاجتماعي القوي للصداقات غير المسبوق.
وفي عالم تتزايد فيه الشكوك بسبب الأحادية والحمائية والتحديات الأخرى، تلتزم الصين وفرنسا وكذلك أوروبا كلها بالحماية الثابتة لنظام الحوكمة الدولية متعددة الأطراف والنظام الاقتصادي الدولي المنفتح والمتحرر ولعب دور عامل استقرار رئيسي في العالم، بحسب تشاي.
وأشاد أيضا بالعلاقات التجارية بين الصين وأوروبا التي تتقارب بشكل متزايد. وعلى سبيل المثال، ربط خط السكة الحديد السريع بين الصين وأوروبا الصين بـ50 مدينة في 15 دولة أوروبية في إطار مبادرة الحزام والطريق.
وأضاف أن الصين وأوروبا تدفعان العولمة الاقتصادية بطريقة أكثر انفتاحا وشمولا وتوازنا تتسم بالتعاون المربح للطرفين وتعود بالنفع على الجميع.
وفي قطاع التعليم، أقيم 131 معهد كونفوشيوس في الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي، وتعلم كل اللغات الرسمية الـ24 للاتحاد الأوروبي في الكليات الصينية، بحسب تشاي، مضيفا أن نحو 300 ألف طالب صيني يدرسون في دول الاتحاد الأوروبي، بينما أكثر من 45 ألف طالب من الاتحاد الأوروبي يدرسون في الصين.
وقال تشاي إن "هذه الأرقام تظهر أن العلاقات الصينية -الفرنسية والصينية-الأوروبية تتمتع بأساس قوي من الدعم العام ومستقبل مشرق على نحو متزايد."
وبشأن العلاقات بين الصين وموناكو، قال تشاي، وهو أيضا السفير الصيني لدى موناكو، إن زيارة شي لموناكو، وهي الأولى من نوعها على الإطلاق من جانب رئيس صيني، تحمل "أهمية تاريخية".
ورغم أن البلدين بعيدان عن بعضهما البعض ومختلفين في المساحة، فإن الصين وموناكو تحترمان بعضهما البعض وتتعاملان على قدم المساواة وتتمتعان بتنمية سلسة للعلاقات الثنائية، بحسب تشاي.
وأضاف أن العلاقات، المليئة بالطاقة الإيجابية، "تضرب مثلا جيدا لتدعيم العلاقات الودية والسعي نحو تحقيق التنمية المشتركة بين الدول الكبيرة والصغيرة."