الكويت 10 أبريل 2019 /على أرض الصحراء المليئة بالرمال والصخور في منطقة الزور على بعد 90 كيلو مترا جنوبي مدينة الكويت، يجري بناء أبراج جديدة لتصريف وتكرير النفط والمرافق المساندة لها بشكل منظم... ويتجول ويتفقد وانغ تشيوي، مدير مشروع مصفاة الزور الكويتية للشركة الخامسة لمجموعة سينوبك الصينية، موقع البناء يوميا على مدار ثلاث سنوات ماضية، وينظر إلى منشآت التكرير هذه على الأرض مثل أولاده، لأنها تجسد الأعمال الشاقة التي نفذت بغية الاسهام في بناء أكبر مصفاة في منطقة الشرق الأوسط.
وإن التجول أوتفقد المشروع ليس سهلا، ويستغرق من وانغ ما يقارب 6 ساعات على الأقل ، لأنه يتفقد كل التفاصيل لاكتشاف المشاكل القائمة والمحتملة في عملية البناء وثم تسويتها على الموقع، الأمر الذي يبدو أصعب وأشق خلال أجواء الصيف في الكويت .
وقال وانغ خلال مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) إن "هذا المشروع لا يعني فقط مستقبل إنتاج الكويت من النفط، ولكن أيضا فرصة جيدة للتأكيد على الذكاء الصيني"، مؤكدا "نستخدم المفهوم المبتكر والجودة الممتازة وسرعة الإنجاز لعمل نموذج صيني يحتذى به في الكويت وحتى في منطقة الشرق الأوسط".
وتشارك مجموعة سينوبك الصينية في بناء مصفاة الزورالكويتية التي تعد حاليا أكبر مصفاة في الشرق الأوسط، مع تركيب 6 مجموعات من معدات تصريف وتكرير النفط بهدف زيادة إمكانية معالجة النفط في الكويت البالغة 31.5 مليون طن من النفط الخام سنويا.
وتعد الكويت واحدة من أوائل الدول على العالم التي وقعت اتفاقية تعاون تتعلق بمبادرة الحزام والطريق مع الصين في عام2014، وتأخذ منه فرصة لإدراج المبادرة الصينية مع رؤية الكويت 2035 الرامية إلى تحويل البلاد إلى مركز مالي وتجاري إقليما وعالميا.
وفي عام2016 ، قامت شركة البناء الخامسة لمجموعة سينوبك الصينية بالمشاركة في بناء مشروع المصفاة بالالتزام بإظهار التكنولوجيات العالية والجودة الفائقة والسرعة الصينية.
واعتقد وانغ تشي وي، وهو مسؤول رئيسي عن كل التصميم والتخطيط والتنفيذ لهذا المشروع، أن المهمة الرئيسية لشركته تتمثل في تثبيت 6 مجموعات من معدات تكرير النفط التي ستساعد المحليين الكويتيين على تحقيق رؤيتهم التنموية الاقتصادية والاجتماعية، مؤكدا على "فخره" إزاء ذلك.
وكمدير للمشروع، يتعهد وانغ بإظهار الذكاء الصيني في عملية بناء المشروع، حيث قرراستخدام "تقنية اللحام الأوتوماتيكية" لمواجهة التحديات الناتجة عن الجدار الداخلي السميك للأنابيب الذي كان يحتاج لحامه إلى الكثير من القوى العاملة.
ثم اعتمد وانغ لاحقا على "تقنية اللحام الأوتوماتيكية" المبتكرة لتحسين كفاءة العمل ودقته وتسريع عملية البناء وعلاوة على ذلك، ألهمت هذه التكنولوجيا مجموعة سينوبك الصينية لتطوير "روبوتات اللحام" الذكية وسيروج استخدامها في الشركات العاملة داخل وخارج الصين.
وقال وانغ إنه قد تم تجريب "روبوت اللحام" على المشروعات المحلية بعد عامين من البحث والتطوير، على أمل استخدامه في المشروعات الخارجية في أقرب وقت ممكن، مضيفا "لنري العالم إننا لا نستطيع فعل ذلك فقط، بل نستطيع فعل ذلك بمهارة وهذا هو الذكاء الصيني".
كما اعتمد وانغ في ذات مرة تكنولوجيا جديدة أيضا لبناء "منصة السحابة" لتبادل بيانات المعلومات لكي تقلل من أعمال التكرار في عملية المعالجة المعقدة للبيانات المتعلقة بالمشروع والمشتريات والتشغيل والبناء ، وأصبح هذا الابتكار أيضا نموذجا للمشاريع الخارجية الأخرى لشركة البناء الخامسة.
وسيتم تسليم المشروع إلى الجانب الكويتي في نهاية عام2019 وفقاً للعقد. ونظرا لارتفاع درجة الحرارة في الكويت، فإن جميع عمليات بناء المشاريع المحلية في الكويت محظورة في النهار خلال فصل الصيف لمدة ثلاثة أشهر، ما أدى إلى تأجيل العديد من مشاريع البناء في الكويت.
لكن وانغ واثق من أن المشروع سيكتمل في الوقت المحدد، قائلا "لقد قمنا بتصميم جدول زمني دقيق للمشروع وقد جرت عملية البناء بسلاسة حتى الآن ووصلت عملية المشروع إلى نحو80 في المائة من الاكتمال حتى نهاية مارس الماضي".
ويعمل أكثر من 6000 موظف صيني وأجنبي من الشركة في الموقع لمدة 10 ساعات يوميا من أجل تسليم المشروع في الموعد المناسب والتأكيد على "السرعة الصينية".
وقال وانغ مبتسما "إن مشروعنا أسرع بفارق عام واحد عن المقاولين الأجانب المسؤولين عن منشآت البناء الأخرى في مصفاة الزور. لندع الجميع يرى سرعة الصين الحقيقية".
وأضاف "ولا نغفل عن أهمية أظهار الجودة الصينية ، مشيرا إلى إنه يتعين علينا القيام بذلك بكل إخلاص ونسعى جاهدين لتحويل تكنولوجيا التكرير والكيمياء الصينية إلى بطاقة الأعمال الصينية الثالثة بعد تكنولوجيات الفضاء والسكك الحديدية عالية السرعة".