تشونغتشينغ 18 أبريل 2019 /كان القضاء على الفقر المدقع في الصين طموحا للحزب الشيوعي الصيني على مدار تاريخه الممتد عبر 98 عاما، وهدفا لجمهورية الصين الشعبية التي تأسست منذ 70 عاما، ولسياسة الإصلاح والانفتاح التي بدأت قبل 40 عاما.
إن القضاء على الفقر المدقع في الصين شاغل رئيسي لدى شي جين بينغ، الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني.
وخلال جولة تفقدية أجراها شي في بلدية تشونغتشينغ جنوب غربي الصين من الاثنين حتى الأربعاء، تعهد شي بمعالجة القضية بروح "دق المسمار".
ومنذ المؤتمر الوطني الـ18 للحزب الشيوعي الصيني الذي عقد أواخر 2012، حققت الصين تقدما مدهشا في مكافحة الفقر، حيث انخفض عدد سكان الريف الذين يعيشون تحت خط الفقر الحالي من 98.99 مليون في 2012 إلى 16.6 مليون في 2018.
وقال شي "لقد دخلت المعركة ضد الفقر مرحلة حاسمة. علينا أن نمضي إلى الأمام بكامل قوتنا وبأقصى عزم وألا نتوقف أبدا حتى ضمان تحقيق نصر كامل."
الثقة
حينما دخل شي منزل ما بي تشينغ، أحد سكان قرية هواشي الواقعة في عُمق جبال تشونغتشينغ، كانت الساعة السادسة مساء يوم الاثنين.
وبعد أن غادر بكين في الصباح متوجها إلى تشونغتشينغ، قضى شي 3 ساعات أخرى بالقطار أولا ثم على الطريق البرية، حتى وصل قرية هواشي التي تضم 85 أسرة و302 قروي كانوا مسجلين ضمن من يعيشون تحت خط الفقر. واليوم، لا يتبقى تحت خط الفقر سوى 8 أسر و19 قرويا.
وقرية هواشي حالة نموذجية في تمثيل المناطق الصينية الفقيرة. وقد لُبيت الحاجات الأساسية المتعلقة بالغذاء والكساء، ولكن لا تزال هناك حاجة لجهود إضافية من أجل توفير التعليم الإلزامي والرعاية الطبية الأساسية والإسكان الآمن.
وأوضح تشانغ جيان فنغ، قروي فقير، "أصبت بسرطان البلعوم الأنفي في 2017"، مردفا بقوله "ساهم التأمين الطبي بتسديد نحو 80000 يوان (11900 دولار أمريكي) من نفقات العلاج. لقد كانت حقا مساعدة جاءت في الوقت المناسب."
وقال شي "عقب زيارة القرية، شعرت بالاطمئنان"، مضيفا "ربما سيكون لدينا نحو 6 ملايين شخص فقير و60 محافظة فقيرة في بداية 2020. إذا تأكدنا من تنفيذ أعمال هذا العام على نحو جيد ومضينا قدما خلال العام المقبل، سنتمكن من القضاء على الفقر."
وقال شي "نحن واثقون من إنجاز هذه المهمة."
عدم التراخي
قال شي خلال ندوة عقدت بعد ظهر الثلاثاء في تشونغتشينغ "لم يتبق سوى أقل من عامين على إنجاز هدف تخفيف حدة الفقر. ولهذا، هذا العام حاسم للغاية"، ثم أكمل يقول "الأمر الأهم في هذه المرحلة هو منع التراخي والتراجع."
وشدد شي على أن الشعب يحتاج إلى أن يعي الصعوبات والمشكلات وإلى تحديد الأولويات على نحو واضح.
وأضاف أن المشكلات التي تحتاج إلى حل ويمكن حلها يجب معالجتها على نحو عاجل، مضيفا أنه بالنسبة للمشكلات طويلة الأجل، يتعين وضع الخطط وتطوير الحلول خطوة فخطوة.
ومن بين 832 محافظة يضربها الفقر، تم رفع 153 من القائمة الحكومية، فيما لا تزال 284 محافظة أخرى قيد التقييم.
وتابع "للتخلص من الفقر، علينا أن نفكر في الكم والكيف معا. ويجب علينا أن نطبق بصرامة المعايير والإجراءات في تقييم حالة الناس وتحديد ما إذا كانوا فقراء أم لا، حتى نضمن أن الناس الذين يعانون من فقر حقيقي قد تخلصوا فعلا من ذلك الفقر."
التضامن
تحدث تان شيوه فنغ، رئيس لجنة الحزب في بلدة تشونغيي، مع شي عن خبرته الممتدة على مدار 7 أعوام في جبهة المعركة ضد الفقر.
وقال تان "العام الماضي، لم نحصل أنا وزملائي على عطلة نهاية الأسبوع كاملة سوى 3 مرات، وقضينا باقي أيام العطلات في استقصاءات أسرية وفي تنفيذ السياسات."
وخلال الأعوام الماضية، عاش أكثر من 3 ملايين مسؤول من الحكومات فوق مستوى المحافظة ومن الشركات المملوكة للدولة والمؤسسات العامة في القرى الفقيرة من أجل تقديم المساعدة.
وفي إطار تأكيده مجددا على التزام الحزب بتقليص الفقر، قال شي إنه لا ينبغي أن يُتركَ أحد في الخلف في وقت تمضي فيه البلاد نحو بناء مجتمع رغيد الحياة باعتدال في جميع المناحي، ويجب تقديم المساعدة لكل فرد يحتاج إليها لأن "هذا هو ما يخلق حزبا شيوعيا".