ترجمة وتحرير: صحيفة الشعب اليومية أونلاين بالعربية
إن التعاون هو الخيار الصائب الوحيد للعلاقات الصينية الأمريكية، والفوز المشترك هو الطريق الوحيد المؤدي إلى مستقبل أفضل للبلدين.
والصين من جانبها، تولي أهمية كبيرة للمفاوضات الاقتصادية والتجارية مع الولايات المتحدة، وقد تعاملت بإخلاص كبير في كامل مراحل التفاوض، وظلّت عاقدة الأمل في التوصل إلى اتفاق يعود بالنفع على الجانبين على أسس المعاملة المتساوية والاحترام المتبادل. لكن رغم ذلك، فقد أدار الجانب الأمريكي ظهره، ولجأ إلى فرض ضغوط قوية عبر زيادة التعريفات الجمركية على الصادرات الصينية. وهو الأمر الذي كان له تبعات سيّئة على المفاوضات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، ودفعها نحو الفشل.
منذ أكثر من عام، إطّلع الجميع بوضوح على اخلاص الصين وحسن نواياها تجاه المفاوضات. ورغم التكامل الكبير الذي يميز الاقتصاديين الصيني والأمريكي خلال الوقت الحالي، إلا أن الجانب الأمريكي عمد إلى رفع التعريفات الجمركية، وهو أمر لا شك في أنه مضرّ لمصالح الشعب الصيني والشعب الأمريكي وبقية شعوب العالم. وبينما يتطلّع العالم الآن إلى حل الخلافات الاقتصادية والتجارية بين الصين والولايات المتحدة، أتت السياسات الأمريكية في هذا الجانب مخيبة للآمال.
يبقى التعاون الاقتصادي والتجاري الصيني -الأمريكي هو الخيار الأفضل، لكن التعاون ينبني على مبادئ. والصين لن تتنازل اطلاقا فيما يتعلّق بالقضايا المبدئية الهامة، وستقف مدافعة بكل صرامة عن المصالح الجوهرية للبلاد والشعب. كما لن تقبل الصين في وقت من الأوقات التنازل عن كرامتها، وسيخيب أمل كل من يتوهم بأن الصين ستبتلع الفاكهة المرّة على حساب مصالحها الرئيسية. وفي الاثناء، يبقى باب المفاوضات الصيني مشرّعا على مصراعيه، وتبقى الصين دائمة الاعتقاد بأن هناك فضاءً واسعا للتعاون مع أمريكا، وبأن هناك مصالحة مشتركة عظيمة بين البلدين. وعلى الجانبين أن يسعيا إلى توسيع الأرضية المشتركة مع الاحتفاظ بالاختلافات والتعاون من أجل تحقيق الفوز المشترك. وهنا، تعرب الصين عن أملها في أن يقف الجانبان على أرضية مشتركة يعالجان القضايا العالقة بموقف عقلاني وبراغماتي. حتى تتمكن التبادلات الاقتصادية والتجارية الصينية الأمريكية من إفادة شعبي البلدين وشعوب العالم بشكل أفضل.
من سنن العالم أنّه متنوع وبه اختلافات. وتثبت الأربعين سنة الماضية من العلاقات الدبلوماسية الصينية الأمريكية، أن التعاون تحدده المصالح الأساسية للجانبين، وأن هذا التعاون لا يتغير بسبب إرادة أقلية من الناس، وأن الحفاظ على العلاقات الثنائية مفيد للجانب الصيني وللجانب الأمريكي على حد السواء. وكما قال الرئيس شي جين بينغ: "ما دام الجانبان يتّبعان مبدأ الاحترام المتبادل والمساواة، ويصران على البحث عن أرضية مشتركة مع الحفاظ على الاختلافات، فلن يكون هناك أي عقبة تستعصي عن التسوية. وسيكون بإمكان العلاقات الصينية الأمريكية تجنّب الأضرار الكبرى ".
تتمسك الصين بموقف واضح في مواجهة الاحتكاكات التجارية، وهو أنه لا منتصر في حرب تجارية، وأن الصين لا ترغب في خوض الحرب التجارية، لكنها لا تخافها. خاصة وأن الاقتصاد الصيني يحقق نموا مستقرّا، حيث نما الناتج المحلي الإجمالي الصيني في الربع الأول بنسبة 6.4٪ على أساس سنوي. وازداد الاستثمار في الصناعات التحويلية ذات التقنية العالية والخدمات ذات التقنية العالية على التتالي بنسبة 11.4٪ و19.3٪، وأصبح الطلب المحلي هو المحرك الرئيسي للاقتصاد الصيني، حيث بلغ معدل مساهمة الاستهلاك في النمو الاقتصادي خلال العام الماضي 76.2٪. وتمتلك الصين منظومة صناعية هي الأكثر اكتمالا في العالم وقدرة ابتكار تكنولوجي تتحسن باستمرار. كما تمتلك الصين أضخم فئة سكانية من أصحاب الدخل المتوسط، وسوق ضخمة يبلغ نطاقها حوالي 1.4 مليار نسمة، إلى جانب مرونة كافية في التنمية وإمكانات ومجال للمناورة.
تخبرنا الممارسة أنه كلما كان الوضع أكثر تعقيدًا وأكثر تحديا، كلما كان من الضروري تفعيل الدور الحاسم لمركزية الحزب الموحدة. والمحافظة على القوة الاستراتيجية وتعزيز الثقة في النصر المحتوم وتجميع الجهود لإنجاز المهام الذاتية، في ظل القيادة القوية للجنة المركزية للحزب تحت زعامة الرفيق شي جين بينغ. ما يمكننا من التصدي لمختلف المخاطر والتحديات، وتجاوز كل العقبات.