تعليق: الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الحالي.. هل أطلق ناقوس الخطر للوضع الإقليمي الهش مرة أخرى؟

ترجمة وتحرير: صحيفة الشعب اليومية أونلاين بالعربية

بعد تصعيد خطير دام ثلاث أيام بين الفلسطينيين والاسرائيليين تم الاتفاق على "وقف إطلاق النار" لتخفيف الصراع مؤقتًا. ووفقا لمصادر أمنية في قطاع غزة، توصلت الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة لاتفاق لوقف إطلاق النار مع إسرائيل في 6 مايو بوساطة مصرية وقطرية، ومساعدة الأمم المتحدة. يعتقد التحليل أنه في ظل التغيرات الكبرى التي طرأت على الوضع في الشرق الأوسط، فإن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الحالي قد أطلق ناقوس الخطر للوضع الإقليمي الهش مرة أخرى.

تصاعد الصراع فجأة

اندلع الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في 3 مايو، واستمر تبادل إطلاق النار العنيف بين الجانبين حتى الساعة 4:30 من صباح يوم 6 مايو. ووفقا لبيانات القطاع الصحي في قطاع غزة، فمن 4 الى 6 مايو، أدى قصف الجيش الإسرائيلي لقطاع غزة إلى سقوط 27 قتيلا فلسطينيا.

تعتقد وسائل الإعلام الأجنبية عمومًا أن هذا هو أخطر نزاع عنيف منذ حرب غزة في عام 2014. وقد تسبب تصاعد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي فجأة في قلق واسع النطاق في المجتمع الدولي. أصدر نيكولاي ملادينوف، منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، بياناً أعرب فيه عن قلقه العميق إزاء "التصعيد الخطر" للوضع في غزة، ودعا الجانبين إلى "الانهاء الفوري لحلقة العنف التي لا نهاية لها وأن يعجلا في الحل السياسي للأزمة في غزة".

"الصراع المستمر لمدة قصيرة سمة من سمات الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في السنوات الأخيرة"، قال لي وي جيان، مدير معهد الشرق الأوسط لأبحاث جامعة شنغهاي للدراسات الدولية في مقابلة مع مراسل صحيفة الشعب اليومية، أن اندلاع الصراع جعل القضية الفلسطينية المهمشة محور الاهتمام العالمي بشكل متزايد مرة أخرى.

التوقيت حساس للغاية

ترى وسائل الاعلام في الشرق الاوسط أن توقيت اندلاع هذه الجولة من الصراع حساسًا للغاية. أولاً، 9 مايو هو يوم وطني يحتفل به الإسرائيليون؛ ثانياً، ستحتفل فلسطين بذكرى النكبة الفلسطينية، الذي يصادف 15 مايو؛ ثالثًا، إطلاق "صفقة القرن" للحكومة الأمريكية الهادفة إلى حل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي قريبًا. وقد أدى تلاقي هذه العوامل إلى زيادة تفاقم قلق الشعب الفلسطيني.

"تنحاز "صفقة القرن" التي أطلقتها الولايات المتحدة لإسرائيل، والنية لتهميش فلسطين تمامًا واضحة للغاية". حلل لي وي جيان أن تكثف الصراع الفلسطيني الاسرائيلي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالتغيرات العميقة في الوضع في الشرق الأوسط، ويرتبط بشكل وثيق بسياسة الحكومة الأمريكية في الشرق الأوسط: أولاً، أنشأت إيران كعدو رقم واحد في الشرق الأوسط، ومحاولة إقامة تحالف إقليمي معاد لإيران؛ ثانياً، تعزيز تحسين العلاقات بين دول الخليج العربية وإسرائيل؛ ثالثًا، تفضيل إسرائيل بشأن القضية الفلسطينية، وإعلان الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقلت السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.

يعتقد لي وي جيان أنه من الواضح أن التهميش التدريجي للقضية الفلسطينية غير مقبول من قبل الفلسطينيين الذين هم دائمًا في وضع ضعيف في التوازن الفلسطيني الإسرائيلي.

المواجهة لا تزال مستمرة

المواجهة لا تزال مستمرة على الرغم من أن الفلسطينيين والإسرائيليين قد أوقفوا إطلاق النار مؤقتًا، وهدأت الحالة مؤقتًا.

"سيتمسك إسرائيل بالوضع الهادئ". يعتقد لي وي جيان أن إسرائيل ستحافظ على الوضع الهادئ لأنها لا تريد تركيز اهتمام العالم على القضية الفلسطينية مرة أخرى. لكن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي سيبقى أمرا طبيعيا. وقد كانت هناك حلقة مفرغة من الصراع ووقف إطلاق النار والصراع المتجدد بين فلسطين وإسرائيل منذ سيطرة حماس على قطاع غزة عام 2007.

كما أن موقف الولايات المتحدة جعل من الوضع في فلسطين وإسرائيل أسوأ. وفقًا لـ "روسيا اليوم"، فإن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أيد إسرائيل بوضوح في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الأخير.

التغييرات في البيئة الخارجية ستجعل فلسطين أكثر تشددا. وحللت وسائل الإعلام الأجنبية، أن العلاقات الفلسطينية الإسرائيلية والباكستانية الأمريكية دائما محور الصراع ضد القوى المتشددة في داخل فلسطين. ومع التغيرات في بيئة الشرق الأوسط، يفقد الفلسطينيون الدعم من المؤيدين التقليديين لدول الخليج العربية، بينما تدعم إيران وتركيا المتشددين الفلسطينيين، لذلك فإن نفوذ المتشددين سيزداد في فلسطين.

"تسبب ركود القضية الفلسطينية الإسرائيلية الذي طال أمده في دخول غالبية الفلسطينيين خاصة اولئك الذين يعيشون في قطاع غزة في مصاعب اقتصادية خطيرة، مما قد يسهل من عملية تعبئة الفلسطينيين اليائسين واللجوء الى الكفاح المسلح." قال لي وي جيان إن آفاق الوضع الفلسطيني الإسرائيلي ليست متفائلة.