تعليق: أي شخص يمكن أن يسقط ضحية للتنمر الأمريكي

بكين 16 مايو 2019 / أصدر البيت الأبيض يوم الأربعاء أمرا تنفيذيا لحظر معدات الاتصالات أجنبية الصنع التي تعتبرها واشنطن " تشكل خطرا غير مقبول".

ولم يشر الأمر التنفيذي لأي بلد أو شركة، ولكن بعد حملة ضغط دولية شديدة وممتدة لإخراج عملاق الاتصالات الصينية هواوي من سوق اتصالات الجيل الخامس، فإن الهدف الأمريكي واضح.

كما ذكرت وزارة التجارة الأمريكية أيضا يوم الأربعاء، أنها وضعت هواوي والشركات التابعة لها على "قائمة الكيانات" بما يعني حظر بيع أو نقل التكنولوجيات الأمريكية إليها.

وبدلا من الاستعداد للانخراط في منافسة بناءة، فإن واشنطن اتخذت خيارا غير موفق بالهجوم غير العادل على شركة أجنبية تتمسك بالقانون على أمل الحفاظ على موقعها الرائد في التكنولوجيا الفائقة.

إن ذلك بمثابة جرس إنذار للمجتمع الدولي، لأنه إذا لم تتخلص واشنطن من عقلية المعادلة الصفرية والحمائية، فإن أي طرف يمكن أن يكون الضحية المقبلة لأساليب التنمر الأمريكية.

ورغم أن واشنطن زعمت لفترة طويلة أنها تهتم بالأمن السيبراني في تبرير حملتها ضد شركة هواوي، فإنه ينبغي ألا تخفى المفارقة على جيرانها في المجتمع العالمي. فرغم كل شيء فإن الحكومة الأمريكية هي التي افتضح أمرها وهي تجبر شركات التكنولوجيا الامريكية على التجسس على مواطنيها وفقا لمشروع (بريزم) منذ عام 2007.

وعلى الرغم من الفحص الأمني السيبراني غير المسبوق الذي أجري على شركة هواوي، فإنه لم يعثر على دليل يثبت أن الشركة الصينية انخرطت في مراقبة سيبرانية. بل إن المسئولين الأمريكيين أنفسهم اضطروا للاعتراف بأن اتهامهم لهواوي كان مبنيا على مجرد افتراض.

وردا على خطوة واشنطن الأخيرة، قالت هواوي في بيان "إنها مستعدة وراغبة في التعامل مع الحكومة الأمريكية واتخاذ خطوات فعالة لضمان أمن المنتجات".

ولسوء الحظ، فإن التصريحات التصالحية من المؤكد أنها ستلقى تجاهلا،إذا استمرت واشنطن في " التنمر" على شركة صينية تتحدى نظيراتها الأمريكية في تطوير تكنولوجيا شبكات الجيل الخامس.

وقد أصر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في العديد من المناسبات أن بلاده يجب أن "تفوز" في المنافسة الجارية على شبكات الجيل الخامس .

ومن أجل أن تكون لها اليد العليا، فإن واشنطن أظهرت استعدادها لهزيمة المنافس الأجنبي بشكل ظالم، وهو نهج يتعين على الجميع أخذ الحذر منه.