بكين 24 يونيو 2019 (شينخوا) تبادل باحثون صينيون وأجانب الآراء بشأن التنمية الصينية وما توفره من الفرص للعالم، وذلك خلال ندوة اختتمت اليوم (الاثنين)، وتزامنا مع قرب احتفال البلاد بالذكرى الـ70 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية.
وقال تشانغ يي، مدير عام المعهد الوطني للتنمية الاجتماعية التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، إن مُعامل إنجل انخفض في الصين من أكثر من 60 بالمئة في 1949 إلى 28 بالمئة في عام 2018.
ووفقا للمعيار الذي وضعته منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، فإن بلوغ معامل إنجل نسبة تتراوح ما بين 20 بالمئة و30 بالمئة يشير إلى مستوى معيشة "ثري".
وقال قاو شيانغ، نائب رئيس الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، إن الحكومة لم تنجح فقط في انتشال 740 مليون شخص من الفقر منذ تبنت الصين سياسة الانفتاح قبل نحو 40 عاما، ولكنها استطاعت أيضا أن تساهم بنحو 30 بالمئة من نمو الاقتصاد العالمي خلال السنوات الأخيرة.
وشارك أمين عام مجلس البحوث الوطني في تايلاند، سيريروغ سونغسيفيلاي، بخبرته التي استقاها من زيارته الصين في تسعينيات القرن الماضي وأوائل القرن الحالي، حينما شهد بنفسه بشائر التقدم الذي حققته سياسة الانفتاح للصين، حيث قال معبرا عن ذلك "يمكننا رؤية التغيير الهائل في كل مكان، في المناطق الحضرية والريفية على السواء."
وتابع "التنمية لم تتحقق بمحض الصدفة. لقد انبثقت عن القيادة الجيدة، ونبعت من العمل الجاد واستعداد الشعب الصيني والقادة الصينيين للتعلم."
وقال مارتن وايت، المدير السابق لمركز فيربانك للدراسات الصينية بجامعة هارفارد، إن أحد اختلافات المنهج الصيني في تعزيز التنمية وتحقيق هذا النجاح هو أن الأفراد العاملين في القطاعات العامة يخضعون للمساءلة من جانب الحكومة في وظائفهم.
وأكد الخبراء أيضا أن التنمية الصينية، وبالإضافة إلى التغيرات الهائلة التي أحدثتها في الصين ذاتها، وفرت أيضا خبرات ثمينة تستطيع البلدان الأخرى التعلم منها.
وقال كينيث كوين، السفير الأمريكي السابق لدى مملكة كمبوديا، في تعليقه على أثر مبادرة الحزام والطريق الصينية، إن اقتصاد السوق في الصين واستراتيجية تحفيز النمو الاقتصادي القائمة على البنية التحتية نموذج من الممكن أن تحتذي به البلدان الإفريقية.
وقال بيتر كاجوانجا، رئيس معهد أفريقيا للسياسات في كينيا ومديره التنفيذي، إنه إذا اتخذنا كينيا مثالا، فإن إنجاز خط السكك الحديد القياسي مومباسا-نيروبي، الذي يمتد لمسافة 470 كيلومترا، ساهم في زيادة إجمالي الناتج المحلي بالبلاد بنسبة 1.5 بالمئة، وفي خلق 46 ألف وظيفة للسكان المحليين وتدريب 1600 فرد من العاملين في مجال السكك الحديد.
وأضاف أن مشروعات النقل في إطار مبادرة الحزام والطريق تساهم بدرجة كبيرة في تحسين التجارة والتصنيع والأحوال المعيشية للمواطنين في البلدان المشاركة في المبادرة.
وقال سودهيندرا كولكارني، رئيس منتدى "من أجل جنوب آسيا جديد"، إنه عندما تنفتح الأبواب والنوافذ، فإن الأفكار والفلسفات والبيانات والمعلومات ورأس المال والتكنولوجيا تتدفق في اتجاه ثنائي.
وتمثل الندوة حدثا سنويا ينظمه مكتب التعاون الدولي والمعهد الوطني للتنمية الاجتماعية التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية.
وعلى مدى يومين، خاض المشاركون في الندوة مناقشات متعمقة بشأن موضوعات شملت السياسات والتنمية الاجتماعية والنمو الاقتصادي والابتكار ومبادرة الحزام والطريق والتعاون الدولي.