بكين 4 يوليو 2019 (شينخوا) استجابت الصين اليوم (الخميس) لخطاب مفتوح وجهته مجموعة من سياسيين سابقين وباحثين بارزين أمريكيين بشأن العلاقات الصينية- الأمريكية، حيث دعا هؤلاء الولايات المتحدة إلى الاهتمام بالأصوات العقلانية في الداخل الأمريكي والمجتمع الدولي، عملا على إقامة علاقات ثنائية طيبة.
كانت صحيفة ((واشنطن بوست)) نشرت أمس الأربعاء خطابا مفتوحا حمل توقيعات 95 خبيرا في المجالات الأكاديمية والدبلوماسية والعسكرية والتجارية، قالوا فيه إن جعل الصين عدوا سيؤدي إلى نتائج عكسية.
إن هذا العدد الكبير من الموقعين يشير إلى عدم وجود توافق في واشنطن بشأن اتخاذ موقف عدائي ضد الصين، حسبما جاء في الخطاب الذي طرح أيضا سبعة مقترحات بشأن العلاقات الصينية-الأمريكية.
وأدلى المتحدث باسم الخارجية الصينية قنغ شوانغ في مؤتمر صحفي بتصريحات إيجابية عن الآراء الواردة في الخطاب، ووصفها بأنها "عقلانية وموضوعية".
وقال قنغ "الصين والولايات المتحدة ليستا عدوتين"، مستشهدا بالفوائد الهائلة التي عادت على الشعبين من التطور التاريخي للعلاقات الثنائية عبر العقود الأربعة الماضية، وبالدور الذي لعبه هذا التطور في تيسير السلام والاستقرار والرخاء على مستوى العالم.
وأوضح "برهنت العقود الأربعة الماضية على أن الصين والولايات المتحدة، رغم الاختلاف الكامل في التاريخ والثقافة والأنظمة الاجتماعية والأيديولوجيات، بإمكانهما احترام بعضهما البعض وتحقيق التعاون المربح للطرفين استنادا إلى مبدأ عدم الصراع وعدم المواجهة."
وأضاف "التعاون هو الخيار الوحيد الصائب للبلدين"، مشيرا إلى أن التعاون سيسفر عن تحقيق المنافع المتبادلة فيما لن تؤدي المواجهة إلا إلى الإضرار بالجانبين.
وأشار إلى أنه مع تشابك المصالح الكبير بين الولايات المتحدة والصين والمجال الواسع للتعاون بينهما، يتعين على البلدين تبني منهج يقوم على التيسير المتبادل والتنمية المشتركة بدلا من السقوط فيما يسمى فخ المواجهة، مضيفا بقوله "هذا يتوافق مع المصالح الأساسية للبلدين، وهو الطموح المشترك للمجتمع الدولي."
"نثق في العلاقات الصينية-الأمريكية"، مشيرا إلى أن البلدين يتمتعان بتفاعلات متواترة في مجالات الاقتصاد والتجارة وكذا التبادلات المحلية والشعبية، ما جعل البلدان يعتمدان بشدة على بعضها البعض مع وجود مصالح مشتركة بينهما"، وفقا لما قال.
وتابع "لقد مثلت تلك التشابكات الوثيقة إضافة لمرونة العلاقات الثنائية، والعلاقات الصينية-الأمريكية السليمة تمثل الإرادة الشعبية للشعبين وتتوافق مع الاتجاه السائد."
وشدد قنغ على أنه لا يتعين أن تتسم العلاقات الصينية-الأمريكية بالمتناقضات والخلافات أو تخضع لتأثير التحيز وسوء التقدير خلال المستقبل، مردفا بقوله "نؤمن بأن الأصوات الموضوعية والعقلانية والشاملة ستفوز في النهاية على جنون الشكك والارتياب والتعصب وعقلية اللعبة الصفرية."
وحث قنغ الولايات المتحدة على العمل مع الجانب الصيني في سبيل تعزيز العلاقات الثنائية القائمة على التنسيق والتعاون والاستقرار، بما يتفق مع التوافق الذي توصل إليه زعيما البلدين، من أجل نفع أفضل لشعبي البلدين والعالم بأسره.