مقالة : عملية تتطلب عقودا من الجهود... خبرات أنجح 3 دول في فرز النفايات

بكين 5 يوليو 2019 (شينخوا) بدءا من أول يوليو الجاري، خاض أهالي مدينة شانغهاي الصينية البالغ عددهم أكثر من 24 مليون، اختبارا يوميا شاقا هو فرز النفايات المنزلية إلى "النفايات الجافة والرطبة والقابلة لإعادة التدوير والخطرة"، في وقت عززت الصين عزمها وجهودها لدفع عملية فرز النفايات في البلاد بعد 19 عاما من بدء العملية التي خلت من تقدم كبير لأسباب عديدة.

إن فرز النفايات يجلب منافع عديدة، مثل تقليل تكلفة معالجتها وتوفير الموارد الطبيعية وخلق بيئة صحية أفضل للسكان، إلا أن العملية تتطلب دعم القوانين واللوائح ومشاركة كافة الجماهير ومثابرة المجتمع لعقود من الزمن لتقوية وعي الناس وتغيير عاداتهم وتعليم الأجيال الجديدة فرز النفايات وحماية البيئة.

وقبل انطلاق الصين في هذا المجال بعقود، قد أنجزت عدة دول نجاحات كبيرة وراكمت خبرات واسعة في فرز النفايات تستحق أن تستفيد منها دول ترغب في دفع عملية فرز النفايات، مثل الصين.

اليابان: أشد معيار لفرز النفايات

وقد بدأت اليابان تنفيذ فرز النفايات منذ نهاية خمسينات القرن الماضي، حيث دخل الاقتصاد الياباني مرحلة التنمية السريعة. وفي ذلك الوقت، صنفت النفايات إلى نوعين، نفايات قابلة للاحتراق ونفايات غير قابلة للاحتراق.

ومنذ تسعينات القرن الماضي، أصبحت تصنيف النفايات أكثر تفصيلا مع إيلاء المجتمع الياباني أهمية أكبر لإعادة تدوير بعض النفايات. والآن، أصبحت اليابان واحدة من أشد دول العالم في فرز النفايات. فمثلا، يتم تصنيف النفايات في منطقة يابانية ريفية إلى 51 نوعا.

وفي منطقة بطوكيو، تقسم النفايات إلى أربع تصنيفات رئيسية: نفايات قابلة للاحتراق ونفايات غير قابلة للاحتراق ونفايات الموارد ونفايات كبيرة، ويتضمن كل تصنيف من التصنيفات الأربعة أنواعا صغيرة كثيرة من النفايات. بينما يجب على أهالي المنطقة ترك النفايات في مكان محدد وخلال وقت محدد، وسوف تعاد النفايات إليهم في حال لم يتم فرزها بشكل صحيح أو تركها في الوقت المحدد.

ومن أجل ضمان دفع فرز النفايات بسلاسة، أصدرت اليابان أربعة قوانين خاصة في هذا المجال. وترى الحكومة اليابانية أنه من أجل حل المشاكل في فرز النفايات، يتعين التخلص من المجتمع "عالي الانتاج والاستهلاك والترك" واحتضان "مجتمع قابل لإعادة التدوير"، وتقليل انتاج النفايات ودفع إعادة تدوير الموارد.

ألمانيا: نظام متقدم في فرز النفايات

تعد ألمانيا من أفضل دول العالم في مجال فرز النفايات، وتبلغ نسبة إعادة تدوير النفايات في البلاد حوالي 65 بالمئة، وتصل إلى أعلى من 80 بالمئة في بعض القطاعات.

إن نجاح ألمانيا في فرز النفايات مبني على إنجاز عملين. أولا، توعية الجماهير بفرز النفايات. وتبدأ ألمانيا في زرع عادة فرز النفايات لدى الأطفال منذ مرحلة الحضانة. وفي المدارس الابتدائية، يتم دمج فرز النفايات ضمن المواد التعليمية، ويتعلم الأطفال معرفة فرز النفايات وأهمية حماية البيئة بشكل نظامي.

ثانيا، المعالجة المهنية للنفايات بعد فرزها حتى إعادة استخدامها. وتنقل شركات متخصصة، النفايات العضوية والأوراق والنفايات الزجاجية والنفايات الخطرة بسيارات مختلفة إلى معامل متخصصة لمعالجتها. وبوسع تلك المعامل استخراج المواد المفيدة لبيعها إلى قطاعات مختلفة. وأظهرت إحصائية أن عدد العاملين في قطاع معالجة النفايات في ألمانيا يتجاوز 250 ألف شخص، ويبلغ دخل القطاع 50 مليار يورو.

نيوزيلندا: نظام التحذير يساعد على دفع فرز النقايات

وفي نيوزلندا، تقسم النفايات إلى خمسة تصنيفات، أي نفايات المطبخ والنفايات المنزلية العادية والنفايات البلاستيكية والنفايات الورقية ونفايات المنتجات الزجاجية. وتجنبا للخطأ في فرز النفايات، أقامت نيوزيلندا نظام تحذير لتحسين عملية فرز النفايات بشكل واضح.

وحسب النظام، تقوم سيارات نقل النفايات بجمع النفايات في مناطق مختلفة وفقا لجدول زمني محدد. وقبل جمعها، يقوم مراقب بمراجعة الصناديق الخاصة بالنفايات القابلة لإعادة التدوير والتي تتضمن النفايات البلاستيكية والورقية، وإذا وجدت نفايات غير قابلة لإعادة التدوير لا تتجاوز نسبتها 10 بالمئة، ستجمعها السيارات مع وضع علامة تحذير باللون البرتقالي على الصناديق.

ولو تجاوزت نسبة النفايات غير القابلة لإعادة التدوير في الصناديق نسبة الـ10 بالمئة، أو وجدت نفايات خطرة وأشياء سائلة وغيرها، سيضع المراقب علامة تحذير باللون الأحمر على الصناديق ويرفض جمع النفايات.