مقالة : روح "كسر جليد" متوقدة لدى عائلة بريطانية تسعى لتعزيز الروابط بين الصين والغرب

لندن 2 سبتمبر 2019 (شينخوا) في مقبرة هادئة شمالي لندن، وضع ستيفن بيري، رئيس نادي مجموعة الـ48 البريطانية، برفق باقة من الزهور على قبر والده جاك بيري، المعروف بـ"كاسر الجليد".

قال ستيفن ذو الشعر الأشيب، بعينين دامعتين "لم يكن بوسعي أن أكون في مكاني اليوم، ما لم يكن والدي قد بدأه".

في عام 1945، في فترة الحرب الباردة، قاد جاك بيري مجموعة من 48 شخصا من رجال الأعمال البريطانيين، في مهمة "كسر جليد" إلى بكين، وساعد في إقامة واحدة من أوائل روابط التجارة الحديثة بين الصين والعالم الخارجي، بعد تأسيس جمهورية الصين الشعبية عام 1949. وبعدها، شكلت مجموعة رجال الأعمال الـ48 طليعة نادي مجموعة الـ48 الشهير، الذي يساعد على توطيد العلاقات بين الصين وبريطانيا.

ومع مرور 70 سنة، نهضت الصين، التي كانت سابقا فقيرة ومعزولة، وأصبحت حاليا ثاني أكبر اقتصاد بالعالم، مع مكانة متزايدة الأهمية على المسرح العالمي.

قال ستيفن البالغ من العمر 71 عاما "يا إلهي، إنه وقت طويل، أليس كذلك؟ إنه بعمري تقريبا"، معربا عن إعجابه بمسيرة الصين التنموية والمعجزة الرائعة التي حقتها.

في عام 1972، وعندما كان في الـ24 من عمره، وصل ستيفن لشانغهاي، في أول رحلة له للصين، حيث تمكن خلالها مع والده من إبرام أول اتفاق تجاري بين أمريكا والصين لبيع منتجات أمريكية منها البولستر والكيماويات الزراعية والقطن.

في عام 1993، ترأس ستيفن نادي مجموعة الـ48، مواصلا دفع العلاقات الثنائية التعاونية العملية بين الصين والمملكة المتحدة. حاليا، يضم النادي أكثر من 600 عضو بريطاني وصيني، منهم مدراء تنفيذيون بارزون وسياسيون رفيعو المستوى ودبلوماسيون ومثقفون.

وبفضل إسهاماته البارزة لمزيد من تطوير العلاقات الصينية-البريطانية، مُنح ستيفن ميدالية الصداقة للإصلاح بالصين، في 18 ديسمبر 2018، سوية مع 9 أجانب آخرين، خلال مؤتمر بمناسبة الذكرى الأربعين للإصلاح والانفتاح بالصين.

وأشاد ستيفن بالتزام الصين المستمر بالإصلاح والانفتاح، وخاصة في ظل تزايد نزعة الحمائية والأحادية.

وقال إن مبادرة الحزام والطريق المقترحة من الصين "تغير العالم" لأنها لا تساعد على بناء البنى التحتية فحسب، بل أيضا تساعد على خلق فرص لمدن جديدة وسكان جُدد على طول مساراتها.

وقال أيضا إن مفهوم الصين "لبناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية" قد تم دمجه في العديد من الهيئات الدولية المتنوعة، مثل الأمم المتحدة، وأن العالم أمامه فرصة حقيقية للتغير للأفضل، مضيفا "وهذا ما تفعله الصين".

أشار ستيفن إلى أن "كسر الجليد مهمة طويلة الأمد"، مؤكدا عزمه على مواصلتها.

وخلال زيارته تلك لقبر والده، كانت ابنته تقف إلى جانبه، مثل شعاع من الشمس، يمر عبر الغيوم. وحتى الحشائش القريبة من قبر والده، كانت تبدو أكثر خضرة ونضارة.