قامت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بزيارة رسمية إلى الصين ي الآونة الأخيرة، وتعتبر الزيارة 12 منذ تولي أنجيلا ميركل منصب رئيسة الوزراء في عام 2005، والتي زارت خلالها 12 مدينة صينية أيضا.
تهتم انجيلا ميركل اهتماما بالغا حيال حيوية واتساع التنمية في الصين، وتتطلع الى أن يكون لديها فهم عميق للصين، وترغب في تعزيز التبادلات مع الحكومة والشعب الصيني. من الناحية الموضوعية، تعتبر السوق الصينية الكبيرة بما يكفي لتكون الصين أكبر شريك تجاري لألمانيا، ومواصلة تقديم المزيد من الفرص الجديدة إلى ألمانيا، وهو سبب مهم أيضًا لزيارة ميركل المتكررة الى الصين. وخلال زيارتها للصين، اصطحبت ميركل مرة أخرى وفداً هائلاً من رجال الأعمال، مما أبرز رغبة ألمانيا في التعاون، والصين ملتزمة أيضًا بزيادة حجم "كعكة" التعاون الصيني -الألماني. وتظهر الحقائق أن الصين وألمانيا تشتركان في تعزيز التعاون والمنفعة المتبادلة، وأن التعاون بين البلدين يتطور في اتجاه أفضل.
شهدت زيارة ميركل للصين هذه المرة اهتماما واسع النطاق. في الوقت الحاضر، تهدد النزعة الأحادية والحمائية بشكل خطير السلام والاستقرار العالميين، ولا يمكن لأي بلد أن يكون محصناً ضده. وتحتاج الصين وألمانيا، باعتبارهما دولتين كبيرتين مسؤولتين، إلى المزيد من التواصل الاستراتيجي والتنسيق والتعاون أكثر من أي وقت مضى لمواجهة التحديات المشتركة التي تواجه البشرية. وقد أرسلت زيارة ميركل إشارة واضحة. من ناحية، توصل الجانبان إلى عدد من نتائج التعاون الاقتصادي والتجاري، مما يثبت أن الصين وعدت ونفذت وعدها بتوسيع افتتاحها. بالإضافة إلى ذلك، توافق الآراء بين الجانبين في إظهار المسؤولية، والحفاظ على العدالة الدولية.
العلاقة الصينية ـ الألمانية تثبت أن استيعاب الاختلافات أمر ليس بالصعب أيضًا. ويعد تجاوز الاختلافات الأيديولوجية سلاحًا سحريًا للبلدين للحفاظ على الاستقرار في العلاقات. كما تعد الاختلافات في نماذج التنمية والأنظمة الاجتماعية والتاريخ والثقافة بين البلدين من المنتجات الطبيعية للتطور التاريخي. وفي الوقت نفسه، لدى البلدين إجماع واسع على التنمية الاقتصادية وتحسين الحوكمة وتحسين معيشة الشعب، وأن الاحترام المتبادل يحمي العلاقة بين البلدين. وقد أكد الرئيس شي جين بينغ أن على الجانبين احترام مسار التنمية لكل منهما، والاهتمام بمصالحهما الأساسية، وأن يكونا شريكين استراتيجيين للحوار على قدم المساواة، والتعاون متبادل المنفعة، والتبادلات المتبادلة. وقد أعربت ميركل خلال الزيارة الأخيرة الى الصين عن أن الأخيرة تتمتع بنفس حقوق التنمية التي تتمتع بها الدول الأخرى ويجب ألا تعيق عملية التنمية في الصين، وأن ألمانيا سعيدة برؤية تنمية الصين وتأمل في الحصول على المزيد من الفرص للتعاون. وفيما يتعلق بشركة هواوي، فإن ألمانيا لم تتبع في رفع " عصا" الولايات المتحدة.
يشهد الدور الرائد للعلاقات الصينية ـ الألمانية تزايدا مستمرا، حيث تشهد النفوذ الألمانية وقوتها الاقتصادية نموا مستمرا في أوروبا، وتحسن اتساع وتعميق التعاون بين البلدين مستمر ايضا. وتمثل التجارة بين الصين وألمانيا 30 ٪ من التجارة بين الصين والاتحاد الأوروبي، وهو ما يعادل تقريبا مجموع تجارة الصين مع بريطانيا وفرنسا وإيطاليا. ويمكن توسيع نطاق الخبرة الناجحة للتعاون الصيني-الألماني إلى مستوى الاتحاد الأوروبي، وسيؤدي التفاعل الرفيع المستوى بين الصين وألمانيا إلى تعزيز تنفيذ الإجماع الذي تم التوصل إليه في قمة الصين -الاتحاد الأوروبي والنهوض بنشاط بمفاوضات اتفاقية التجارة الحرة بين الصين والاتحاد الأوروبي. وقالت ميركل إن ألمانيا ترغب في لعب دور بناء في تطوير العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والصين.
بالإضافة إلى ذلك، تؤيد كل من الصين وألمانيا حل القضايا الدولية بطرق سياسية ودبلوماسية وتعارض التدخل العسكري العنيف، مما يعطي المزيد من "لغة مشتركة" بين البلدين حول قضايا مثل إيران. كما تتمتع الصين وألمانيا بمساحة تعاون واسعة في العمل معًا لمواجهة التحديات المشتركة التي تواجه البشرية. ويعتقد الجانب الألماني أن معالجة تغير المناخ هي مسؤولية مشتركة للبشرية جمعاء وتتطلب من المجتمع الدولي التعاون والتآزر في هذا المجال، وقد أبدت الصين بوضوح استعدادها لتعزيز التعاون مع ألمانيا.
ترتبط العلاقات الصينية ـ الألمانية كدولتين كبيرتين مسؤولتين بالمستوى الثنائي، والمزيد من التأثير العالمي. وقد اقترح شي جين بينغ في اللقاء الذي جمعه مع ميركل خلال الزيارة الأخيرة للصين، أن يكون البلدان دليلاً نموذجا للتعاون والفوز المشترك، وقادة العلاقات بين الصين والاتحاد الاوروبي، والمروج للعلاقات الدولية الجديدة، والمتعاونين الذين يتجاوزون الاختلافات الأيديولوجية. وتعد زيارة ميركل الاخيرة للصين انعكاسًا لموقف الرئيس شي من الدور الجديد والمهمة الجديدة للعلاقات الصينية ـ الألمانية.