人民网 2019:09:25.14:51:25
الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> العالم العربي
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

تعليق: السعي الامريكي لإنشاء "نسخة الشرق الاوسط" من "الناتو".. بين اليأس والأمل

2019:09:25.14:48    حجم الخط    اطبع

تتهم الولايات المتحدة الامريكية إيران بأنها "اليد السوداء" وراء الهجوم على المنشآت النفطية السعودية، وقررت ارسال المزيد من قواتها الى الشرق الأوسط على أساس مساعدة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة في حماية "البنية التحتية الحيوية". ولن تؤدي هذه السلسلة من الحوادث الى تفاقم الصراع الأمريكي ـ الإيراني فحسب، وإنما جعل منطقة الشرق الأوسط برمته أكثر تعقيدًا. وقد أثارت النوايا الامريكية مناقشات واسعة ومختلفة في الرأي العام الدولي.

يعتقد هان شو دونغ، خبير في الشؤون العسكرية، أن وضع منطقة الشرق الأوسط الحالي يرتبط ارتباطًا مباشرًا بتصعيد الولايات المتحدة مرة أخرى نحو إنشاء "نسخة الشرق الاوسط" من "الناتو". حيث شجعت أمريكا منذ نهاية الحرب الباردة توسع الناتو نحو الشرق بهدف تثبيت وتعزيز مكانتها المهيمنة وتعزيز نتائج الحرب الباردة. وفي الوقت الحاضر، فإن حلف الناتو المتركز بشكل أساسي في أوروبا تضاعف حجم الدول الأعضاء تقريبًا، ما بات من الصعب على أمريكا مواصلة تعزيز توسع الناتو في أوروبا، لأنه سوف يمس خط القاع في روسيا، وسيتعرض لمعارضة قبل الاخيرة. وفي هذا السياق، واصلت أمريكا اتباع فكرة "السياسة الهامشية" ومحاولة بناء مجموعة عسكرية تهيمن عليها في هامش القارة الأوروبية الأسيوية. لذلك، حسمت أمريكا تعاملها مع منطقة الشرق الأوسط وفقا لرؤيتها استراتيجية مبكراً، وهذه واحدة من خلفيات أمريكا لإنشاء "نسخة الشرق الاوسط" من "الناتو".

بالإضافة إلى الأهداف المذكورة أعلاه، يرى هان شو دونغ أن هناك دافع آخر خلف ترويج الحكومة الامريكية لإنشاء "نسخة الشرق الاوسط" من "الناتو"، وهو محاولة تغيير الوضع المحرج للحكومة السابقة بعد "التراجع المحطّم" في الحربين، بمحاولة إنشاء تحالف عسكري على غرار الناتو في الشرق الأوسط، والسماح للولايات المتحدة التقليل من استثماراتها في الشرق الأوسط، والاستمرار في الترويج لاستراتيجية ما يقرب من عقد من الزمن، واستكمال الانتقال إلى منطقة آسيا والمحيط الهادئ أو منطقة المحيط الهادئ الهندية.

يعتقد بعض الناس أن أمريكا شنت حرب الخليج في خضم تغيير جذري في أوروبا الشرقية وانهيار الاتحاد السوفيتي، مما يشير الى أنها بدأت في ضبط التركيز الاستراتيجي للهيمنة العالمية من أوروبا إلى الشرق الأوسط. ولكن في العشرين أو الثلاثين عامًا الماضية، لم يكن تحويل التركيز الاستراتيجي الى الشرق الأوسط في بداية الحرب الباردة الهدف النهائي لأمريكا، وأنما استقرار وجودها في منطقة الشرق الأوسط في أسرع وقت ممكن حتى يتم التركيز بشكل أكبر على منطقة آسيا والمحيط الهادئ في المستقبل. ويرجع ذلك أساسًا إلى إصدار بعض الأشخاص في الأوساط الأكاديمية الاستراتيجية الأمريكية أحكامًا في منتصف التسعينيات بأن الصين قد تصبح خصمًا عالميًا للولايات المتحدة بحلول عام 2015. ويعتقد الكثيرين أن أمريكا كانت قد تتحرك ضد الصين وروسيا في وقت مبكر، لو لم يقع حادث "9.11" في عام 2001.

بناءً على هذا الاعتبار، كثفت أمريكا مرة واحدة عملية إنشاء "نسخة الشرق الاوسط" من "الناتو"، من أجل تعزيز موقعها المهيمن في الشرق الأوسط والاستعداد لمزيد من التعديل الاستراتيجي. ويعتقد هان شو دونغ أن "جهود" الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط خلال العقدين الماضيين لم تحقق النتائج المتوقعة، وحتى في عهد أوباما، كان لا بد على أمريكا أن تعلن "بصورة مخجلة" عن بدء التحول الاستراتيجي شرقا والتقليل من استثماراتها في الشرق الأوسط تدريجيًا.

ومع ذلك، استعادت أمريكا تركيزها على الشرق الأوسط بعد تولي ترامب السلطة، واستمرت في اتخاذ التدابير اللازمة لتحفيز وتسريع عملية إنشاء "نسخة الشرق الاوسط" من "الناتو" في المنطقة. ويعتقد هان شو دونغ، أن الولايات المتحدة على مدار العامين الماضيين تثير في بعض الأحيان ضجة حول الحرب الأهلية اليمنية والحرب الأهلية السورية. فمن ناحية، دعمت المملكة العربية السعودية، ومن ناحية أخرى، ضغطت على تركيا وأضعفتها؛ وانسحبت من الاتفاق النووي الإيراني ومارست ضغوطها المستمرة على إيران، وصب الزيت على النار المتأججة في الشرق الأوسط في ظل تناقضات بين القوى الكبرى في المنطقة، و"إخافة " شركاء الشرق الاوسط الآخرين من خلال أحداث مثل الهجوم على منشآت النفط السعودية لتعزيز "وحدتهم" معها. لكن حتى الآن، الأساليب التي استخدمتها إدارة ترامب لم تدفع بعد الوضع في الشرق الأوسط إلى الميل نحو تطلعات الولايات المتحدة، وما زال إنشاء "نسخة الشرق الاوسط" من "الناتو"ميؤوس منه.

يبدو أن تصميم إدارة ترامب حازم للغاية. قال هان شو دونغ، أن الغرض من إصرار أمريكا هذه المرة على أن إيران شنت هجومًا على منشآت النفط السعودية وزيادة قواتها إلى الشرق الأوسط، ليس أكثر من جعل دول الشرق الأوسط تشعر بأن إيران هي تهديدها الحقيقي، وقمع تلك الدول الغير مطيعة، وإجبار الدول المعنية على قبول فكرة أمريكا بإنشاء"نسخة الشرق الاوسط" من "الناتو". مضيفا، بأن أمريكا قد تلعب دوراً في تعزيز إنشاء "نسخة الشرق الاوسط" من "الناتو"، ولكن هناك مسألة مفارقة في أن هذا النوع من ممارسات الهيمنة في الشرق الأوسط، جعل دول المنطقة حذرة منه دائمًا، وقد أثر هذا بدوره على تقدم الولايات المتحدة في بناء المجموعة العسكرية في هذه المنطقة.

ويختم هان شو دونغ قائلا:" يواجه السلوك الخارجي للولايات المتحدة معضلتين اثنين حاليا: عدم التخلي عن ممارسات الهيمنة، وسيكون أملها في إنشاء مجموعة عسكرية في منطقة الشرق الاوسط بعيد جدا عن التحقيق. والتخلي عن الممارسات المهيمنة التي اعتادت عليها منذ فترة طويلة، وسيصعب عليها اللعب في الشرق الأوسط المعقد للغاية. وعليه، يمكن القول ان أمريكا خاب أملها في تحويل تركيزها الاستراتيجي." 

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×