نايروبي 27 أكتوبر 2019 (شينخوا) أصبح ناميسي موسيس ابولو مشهورا في قرى منطقة لوويرو وسط اوغندا، حيث يدرّس اللغة الصينية بكلية ايفيرست، على مدى سنتين.
هذا المدرس البالغ من العمر 32 عاما، والذي عاد لمدينته عام 2015، بعد دراسة في الصين لنحو 7 سنوات، قد كسب قلوب وعقول الشباب المحليين، بفضل جهوده لتحسين آفاق مستقبلهم، عبر تعليمهم اللغة الصينية.
لقد قام سابقا بتدريس اللغة الصينية في معهد كونفوشيوس في جامعة ماكيريري، قبل أن ينتقل لكلية ايفيرست، حيث يعرّف الشباب الريفيين باللغة الصينية.
وفي مقابلة مع ((شينخوا)) مؤخرا، قال إن تعليم اللغة والثقافة الصينية سيساعد في توسيع أفق الطلاب المحليين وآفاق حصولهم على فرص العمل، مضيفا أنه يشعر بأن من واجبه نشر اللغة الصينية بين الشباب الأوغنديين.
ويعكس هذا المعلم الخطة الجريئة لاوغندا لتدريب عدد مهم من الشباب ليتقنوا اللغة الصينية، في وقت تزدهر فيه العلاقات مع الصين في العديد من المجالات، ولاسيما الثقافية والتجارية والتعليمية وتطوير البنى التحتية.
وبفضل تزايد شعبية اللغة الصينية بين الشباب والعمال الأوغنديين، قرر صناع السياسات في البلاد جعل اللغة الصينية ضمن المنهاج الوطني للمدارس.
وفي مطلع هذا العام، قررت وزارة التعليم الأوغندية جعل اللغة الصينية مادة للمدارس الثانوية، وفي مركز تطوير المنهاج الدراسي الوطني، لتمكين نحو 60 ألف طالب لتعلم هذه اللغة خلال السنوات الأربع المقبلة.
ولم تكن اوغندا الوحيدة التي تفعل ذلك، فقد فعلت ذلك أصلا دول أفريقية عديدة منها مثلا تنزانيا وجنوب أفريقيا والكاميرون، وستحذو كينيا حذوها في العام المقبل 2020.
في عام 2015، ضمّت جنوب أفريقيا اللغة الصينية إلى منهاجها التدريسي الوطني.
قال السفير الصيني في جنوب أفريقيا، لين سونغ تيان، إن بكين تقدم المساعدات الفنية والمالية لتطوير تعليم اللغة الصينية في جنوب أفريقيا، كجزء من التعاون الثنائي.
وأضاف خلال مهرجان حول تعليم اللغة الصينية في جنوب أفريقيا، ليلة الخامس من أغسطس، أنه "خلال الـ16 عاما الماضية، أقامت الصين وجنوب أفريقيا تعاونا شاملا بمجالات مثل التبادلات بين المدارس، وتعليم اللغات والبحوث الأكاديمية وحققتا نتائج مثمرة".
وأشار لين إلى أن الـ17 من سبتمبر قد تم تحديده ليكون يوم تعليم اللغة الصينية في جنوب أفريقيا، وسيتم الاحتفال به سنويا.
قال وزير التعليم الأساسي في جنوب أفريقيا، انجيه موتشيكغا، إن تعليم اللغة الصينية ظل في صميم التبادلات التعليمية والثقافية بين بريتوريا وبكين.
وأضاف على هامش معرض للإنجازات التعليمية بين البلدين، عقد في أغسطس، أن"اللغة عامل حيوي لتعزيز التفاهم والصداقة بين الشعبين. لقد ساهمت في دفع التبادلات والتعاون بين الصين وجنوب أفريقيا".
وفي تنزانيا، قال ليو يان، المدير الصيني لمعهد كونفوشيوس بجامعة دار السلام، إن ما مجموعه 26 مدرسة ثانوية في تنزانيا، توفر دروسا باللغة الصينية.
ومع ازدياد شعبية اللغة الصينية في أفريقيا، يسعى إليها الكثيرون، وخاصة الطلاب والشباب، ومنهم الطالب بوبا تيدياني ذو الـ12 ربيعا، ويدرس في العاصمة الكاميرونية ياوندي، ويهوى مشاهدة الأفلام الصينية، وتطور لديه اهتمام دراسة اللغة الصينية، والذي قال "إن اللغة الصينية مثيرة للاهتمام والمتعة... و(اللغة) الصينية ستساعدني على أن أصبح دبلوماسيا في المستقبل".
أما الشابة جاكوبينا اومباندي، وهي ناميبية درست لغة الماندرين (الفصحى) الصينية، في معهد كونفوشيوس بجامعة ناميبيا، فهي مقنعة بأن هذه اللغة ستساعدها في تحقيق تطلعاتها بالعمل.
فقالت "أؤمن بأن تعلم اللغة الصينية سيشكل اختراقا فيما يتعلق بفرص العمل"، مضيفة أن الممارسة الجادة قد مكنتها من اتقان اللغة بشكل جذب اهتمام أقرانها.