人民网 2019:11:19.16:06:19
الأخبار الأخيرة

بيل غيتس: أوجه تقدم الصين تساعد العالم على التصدي لتحديات الصحة والتنمية

/مصدر: شينخوا/  2019:11:19.16:03

    اطبع
بيل غيتس: أوجه تقدم الصين تساعد العالم على التصدي لتحديات الصحة والتنمية

سياتل 18 نوفمبر 2019 (شينخوا) قال بيل غيتس إن الصين حققت تقدما ملحوظا في تحسين الإنصاف في المجال الصحي والحد من الفقر، وهو ما قدم دروسا يمكن أن تساعد البلدان النامية الأخرى، بما فيها في إفريقيا، على تسريع تنميتها.

وأشار غيتس، الرئيس المشارك لمؤسسة ((بيل آند ميليندا)) التي فتحت مكتبا لها في الصين في عام 2007، إلى أن نجاح الصين بعدة طرق يعد أمرا مدهشا، بدءا من الإنتاجية الزراعية، وتحسين الصحة، (و) وصولا إلى ما تذخر به من نظام تعليمي قوي للغاية يضم بعض أفضل الجامعات في العالم".

وصرح المؤسس المشارك لشركة ((مايكروسوفت)) في مقابلة خاصة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) قبيل زيارته للصين والتي ستستغرق يومين بأن "الصين تساهم الآن بابتكارات يمكن أن تساعد بعض البلدان الأخرى التي لم تقطع شوطا طويلا مثل الصين "تساعدها على تسريع تنميتها على أساس الدروس المنبثقة عن الصين".

وذكر غيتس أنه "في الوقت الذي ندخل فيه نحن (المؤسسة) العقد الثاني من شراكتنا مع الصين، نظل ملتزمين بمساعدة الصين على مواجهة تحدياتها الداخلية المتبقية في مجالي الصحة والتنمية، وكذا دعم الصين في تقاسم ما تعلمته من مسيرة تقدمها الخاصة لمساعدة العالم على أن يصبح مكانا أكثر صحة وازدهارا".

-- الجهود الصحية

يصل غيتس إلى بكين يوم الأربعاء. وسيحضر حدثا سيقام بمناسبة الذكرى الـ10 لعمل المؤسسة المتعلق بمرض السل، والذي يعد محورا أساسيا لجهودها الصحية في الصين.

ومن المتوقع أن يتحدث مع مسؤولي الصحة الصينيين عما أحرز من تقدم في برنامج مكافحة السل والخطة المستقبلية الرامية إلى الحد من حالات الإصابة بالسل بصورة أكبر.

ففي عام 2009، أطلقت المؤسسة برنامجا للوقاية من السل ومكافحته بالتعاون مع وزارة الصحة الصينية آنذاك (المعروفة الآن باسم لجنة الصحة الوطنية).

وعلى مدار السنوات العشر هذه، قام البرنامج بتقصير الوقت اللازم لتشخيص السل المقاوم لأدوية متعددة من شهرين إلى ساعتين. ولقد "انتقلنا من اضطرار المريض إلى تناول 13 حبة إلى ثلاث حبات فقط في اليوم"، هكذا أوضح غيتس.

وأضاف أنه بفضل العقاقير والأدوات والآليات الجديدة، زاد معدل الشفاء من مرض السل في الأماكن التي وصل إليها البرنامج، وانخفضت الحصة التي يتحملها المرضى من التكاليف بشكل ملحوظ.

وقال غيتس إنه "لحل مشكلة معقدة مثل السل، فإن مؤسسة غيتس وحدها لا تكفي. لذا، عملنا جنبا إلى جنب شركائنا لوضع وتنفيذ برنامج لم يحسن فقط من جودة الرعاية، وإنما أيضا من القدرة على تحمل التكاليف، وبالتالي الحد بشكل كبير من حالات الإصابة بالسل والوفيات ذات الصلة".

ولفت إلى أن المرحلة المقبلة من الاستثمار في السل ستركز على تطوير عقاقير ولقاحات جديدة للسل، الأمر الذي "لن يفيد المرضى في الصين فحسب، وإنما أيضا أشد المحتاجين إليها في أنحاء العالم".

وإلى جانب علاج السل، تعمل المؤسسة أيضا مع القطاعات العامة والخاصة والاجتماعية في الصين في التخفيف من وطأة الفقر، وتحسين التغذية، وتعزيز برنامج التلقيح الوطني والسيطرة على وباء فيروس نقص المناعة البشرية، وذلك من بين جهود أخرى.

وقال غيتس إن الصين انتشلت أكثر من 800 مليون شخص من براثن الفقر وتعهدت بالقضاء على الفقر المدقع بحلول عام 2020. وتدعم المؤسسة الصين في قطع الشوط الأخير.

وأضاف "نحن الآن منخرطون في أعمال مكافحة الفقر حيث وضعت الصين هدفا مثيرا للإعجاب للغاية وهو التخلص تماما من الفقر المدقع في البلاد. وقد دخلنا في شراكة معها لمساعدتها في بلوغ الهدف. ولدينا مجموعة غنية من البرامج الجاري العمل عليها في البلاد، والتي نشعر جميعا بالرضا تجاهها".

-- الوصول للعالم

سافر غيتس إلى الصين عدة مرات منذ زيارته الأولى لها في ثمانينيات القرن الماضي. ومنذ ذلك الحين، حدثت تغيرات هائلة، ليس داخل الصين فحسب، وإنما أيضا في دور الصين في الشؤون العالمية.

وقال غيتس "إذا عدتم إلى عام 1980، لم تكن الصين حينها على هذا القدر من التفاعل الذي هي عليه الآن، ولم تكن البلدان الأخرى توليها نفس القدر من الاهتمام لأن مستويات التجارة كانت، في الواقع، منخفضة جدا جدا والناس قللت بالفعل من شأن ما سيحدث في الصين".

ومع ذلك، تعد الصين اليوم أحد أكبر اقتصادين في العالم، وتنخرط في تجارة مع العديد من البلدان، وتخرج أعداد كبيرة من الشركات الصينية "إلى العالم بمنتجاتها".

وعلى الصعيد السياسي، تشارك الصين في أعمال مؤسسات الأمم المتحدة وتقدم مساهمات لها، هكذا ذكر غيتس، مستشهدا بمنتدى التعاون الصيني الإفريقي باعتباره "مثالا رائعا على الكيفية التي أصبحت بها الصين الآن جزءا كبيرا من بلدان تعمل معا، والتي عندما زرتها أول مرة لم تكن على هذا الحال على الإطلاق".

وقال غيتس إن الصين أظهرت التزاما قويا بالاستعانة بخبراتها وتجاربها للمساعدة في انتشال أناس في بلدان أخرى -- خاصة البلدان الإفريقية -- من براثن الفقر.

فالأساس يكمن في المشاركة في هذه الجهود.

وذكر "نحن نعمل مع الشركاء لنقل منتجات الصين وخبراتها ومهاراتها إلى البلدان الإفريقية لدعم جهودها في مجال تعزيز النظام الصحي، ومكافحة الأمراض المعدية، والتحول الزراعي.

وتحقيقا لهذه الغاية، تعمل المؤسسة في شراكة مع الحكومة الصينية والمؤسسات البحثية الصينية لإدخال تقنيات الزراعة المناسبة، وأصناف البذور الجديدة، وغيرها من الابتكارات إلى البلدان الإفريقية لمساعدتها على تحسين الإنتاجية وسلاسل قيمة الصناعات الزراعية.

كما تعمل على الإسراع بدخول السلع الصينية ذات الصلة بمكافحة الملاريا والمتسمة بكونها ذات جودة عالية ومنخفضة التكلفة إلى السوق العالمية، وتسهيل تقاسم الخبرات الصينية في مجال مكافحة الملاريا مع المناطق ذات معدلات الإصابة العالية بالملاريا.

-- العمل المناخي

أثناء زيارته للصين، سيحضر غيتس أيضا منتدى الاقتصاد الجديد لعام 2019 حيث سيقارن القادة من أنحاء العالم بين ملاحظاتهم حول كيفية التعاون بصورة أفضل في قضايا صعبة مثل تغير المناخ.

وقال غيتس "إنها مشكلة كبيرة...فالحقيقة المحزنة المتعلقة بتغير المناخ تكمن في أن الناس الأشد فقرا سيعانون، رغم أنهم لم يفعلوا شيئا في حدوث هذه المشكلة...فارتفاع درجة الحرارة بالقرب من خط الإستواء يؤثر بشكل خاص على المزارعين الذين يمتلكون مساحات صغيرة من الأراضي".

ويرى أنه من أجل معالجة هذه القضية، فإنه من الأهمية بمكان أن تشترك جميع البلدان وتتعاون، وأن تضرب الولايات المتحدة والصين على نحو خاص مثالا جيدا يحتذى به في خفض الانبعاثات والابتكار في تقليل التكلفة إلى حد كبير.

وذكر أن الصين أظهرت التزاما قويا بأن تكون أحد الرواد، سواء في الحد من انبعاثاتها الخاصة أو في المساعدة على ابتكار أساليب جديدة من شأنها مساعدة جميع البلدان على أن تصبح قادرة على خفض انبعاثاتها.

وقال غيتس "نحن بحاجة إلى انخراط الولايات المتحدة والعمل حقا مع الصين من أجل إشراك جميع البلدان، بحيث يصعب على بلد ما عدم المشاركة. وهذه هي الطريقة الوحيدة لكي تصلوا إلى صفر (انبعاثات) عالمية، وهذا هو ما يرمي إليه الهدف".

وأعرب غيتس عن قلقه إزاء انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق باريس، مشيرا إلى أنه "من الأهمية بمكان أن تلغي القيادة المستقبلية للولايات المتحدة هذا القرار وتعاود الانضمام إلى اتفاق باريس".

صور ساخنة

أخبار ساخنة

روابط ذات العلاقة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×