تحقيق إخباري: طريق تشيده الصين يلبي احتياجات منتجي البيض في مدغشقر

أنتاناناريفو 28 نوفمبر 2019 (شينخوا) "بيض مكسور مجددا، لحسن الحظ أنه ليس كثيرا هذه المرة"، هكذا عبر أنجارانيانينا راندريامانانجارا عن تذمره وهو يترجل من شاحنته لفحص حالة آلاف البيض المعبأ في الجانب المخصص للشحن على متن الشاحنة قبل أن يصل إلى مقصده في أنتاناناريفو عاصمة مدغشقر.

فقد قطع لتوه بالسيارة مسافة استغرقت منه أكثر من ساعة على طريق وعرة، ظل خلالها في حالة توتر شديد. فنقل البيض إلى أنتاناناريفو من مزرعته في بلدة ماهازازا الكائنة على بعد حوالي 30 كلم شمال العاصمة يعد بمثابة صداع يومي بالنسبة لهذا المزارع (26 عاما) الذي يقوم بتربية الدواجن.

وقال إن أكثر من 10 في المائة من البيض الذي يحمله يتكسر يوميا بسبب ما يتعرض له من اهتزازات أثناء سفره على هذا الطريق الذي لا يحظى بصيانة جيدة.

وذكر صفيدي أندرياميساينا، وهو مزارع آخر يقوم على تربية الدواجن في ماهازازا، أن البيض يُباع دائما بنصف الثمن عند تعرضه للتلف، فيما يتعين إصلاح السيارات بشكل متكرر بسبب الأحوال السيئة لطرق المنطقة.

في ماهازازا وبلدتي ماهيتسي وامبانوتوكانا المجاورتين لها، يعتمد قرابة 30 ألف ساكن على هذا الطريق في تنقلاتهم اليومية. ومن بينهم، هناك 80 في المائة يعملون في تربية الدواجن ويوفرون 40 في المائة من البيض المستهلك في مدغشقر.

وقد رأوا النور عندما وردت أخبار قبل عامين تفيد بأن الحكومة الصينية ستوفر التمويل والخبرة لبناء طريق جديد لمنتجي البيض في هذه الضاحية.

يتكون "طريق البيض"، الذي يصل طوله إلى 19.25 كلم، من محور رئيسي وخمسة فروع، ومن المتوقع أن يؤمن نقل 150 ألف بيضة يوميا، وفقا للبيانات الرسمية.

استهلت شركة جيانغشي تشونغمي الصينية للهندسة الإنشائية المشروع في أكتوبر 2018. ومن المقرر أن يكتمل بناء الطريق في غضون ثلاث سنوات، لأن موسم الأمطار الذي يستمر خمسة أشهر كل عام في البلاد يعيق مثل هذه المشاريع.

وذكر مدير المشروع لي دونغ شنغ أنه بفضل المساعدة التي يقدمها أهالي المنطقة، تجري أعمال البناء بسلاسة منذ مارس، و"سيتم الانتهاء من 70 في المائة من أعمال الحفر وبناء الجسور بحلول نهاية العام".

وبعد اكتمال المشروع، لن يستغرق السفر لمسافة سبعة كليومترات بين ماهازازا وماهيتسي سوى 15 دقيقة، مقارنة بالرحلة الحالية التي تستغرق 90 دقيقة. وقال السكان إن مدة السفر الأقصر بشكل كبير هذه ستجلب معها العديد من الفوائد الجديدة، ضاربين مثالا على ذلك بأنه سيكون في مقدور المرضى الوصول إلى المستشفيات في وقت أسرع.

وقال لويس فيرمين راكوتومينجاناهاري عمدة ماهازازا إن صول العمال الصينيين جلب البهجة لأهالي المنطقة.

فموسم الأمطار بمدغشقر، والذي يمتد من نوفمبر إلى إبريل من كل عام، يجعل الطرق زلقة للغاية ويتسبب في مشكلات مرورية خطيرة. وتذكر راكوتومينجاناهاري أنه عندما تعطلت السيارات في بعض الأحيان مؤخرا وسط الوحل، "كان الصينيون هم من احضروا معداتهم لتقديم المساعدة والحلول".

وأضاف أن المشروع مكن العديد من الشباب من إيجاد فرص عمل مثل بنائي الحجارة، والحمالين، وحراس الأمن، وسائقي الشاحنات، وذلك من بين آخرين.

لقد أدخلت شركة تشونغمي، التي تعهدت بتوظيف حوالي 300 موظف محلي، تغيرات ملموسة على الحياة اليومية للسكان.

فمن جانبه، قال ميشيل راندرياناسولو، أحد مديري أعمال البناء بالشركة الصينية، "لقد تغيرت حياتي منذ أن بدأت العمل مع الشركة، حيث يتم دفع الرسوم المدرسية لأبنائي في موعدها. كما صار لدينا الآن مدخرات في المنزل".

وأبرز مشروع الطريق الجهود المبذولة لدمج مدغشقر في مبادرة الحزام والطريق التي اقترحتها الصين، وتهدف إلى بناء شبكات من التجارة والبنى التحتية تربط آسيا بأوروبا وإفريقيا، على مسارات طريق الحرير القديم وما وراءها.

فقد أصبحت مبادرة الحزام والطريق منصة للفرص وطريقا للازدهار بالنسبة لجميع المشاركين فيها.

وأكد منتج البيض راندريامانانجارا أن أهالي المنطقة يشعرون بالامتنان للصينيين الذين يقدمون لهم المساعدة، قائلا بابتسامة جذابة "الصينيون يحبون التواصل معنا. والعديد من الأطفال هنا يستطيعون تحدث القليل من الصينية".