مقالة : ترامب يعلن زيادة إنفاق أعضاء الناتو قبل القمة فيما يحبس الحلفاء أنفاسهم

واشنطن 2 ديسمبر 2019 (شينخوا) أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب زيادة الإنفاق الدفاعي من جانب أعضاء منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بعد سنوات من الضغط على الحلفاء بمزيج من الانتقادات والتهديدات.

وقد نشر ترامب تغريدة يوم الاثنين، بعد وقت قصير من مغادرته متوجها إلى بريطانيا من البيت الأبيض، يقول فيها "منذ أن توليت منصبي، زاد عدد حلفاء الناتو الذين أوفوا بالتزاماتهم بواقع الضعف"، مضيفا أن إنفاق الكتلة زاد بمقدار 130 مليار دولار أمريكي.

ووفقا للأرقام التي صدرت عن الناتو في الأسبوع الماضي، فقد أنفق أعضاء الناتو باستثناء الولايات المتحدة مبلغا أكبر بواقع 43 مليار دولار على الإنفاق في عام 2018 مقارنة بعام 2016، وسوف تتسع الفروق المتوقعة بين أعوام 2020 و2022 و2024 وعام 2016 لتصل إلى 130 مليار و246 مليار و400 مليار دولار على التوالي.

وخلال زيارته لواشنطن في نوفمبر، أكد الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ أن أعضاء الناتو يزيدون إنفاقهم الدفاعي، في لفتة يُنظر لها على أنها محاولة لاسترضاء ترامب.

وقال ستولتنبرغ أمام منتدى صناعي خلال زيارته، التي تضمنت أيضا اجتماعا مع ترامب في المكتب البيضاوي، إنه "بحلول نهاية العام المقبل، سيكون هؤلاء الحلفاء قد أضافوا 100 مليار دولار أخرى إلى ميزانياتهم الدفاعية. وهي مليارات من الدولارات المخصصة للمعدات الجديدة. واستثمار جديد في أحدث التكنولوجيات".

وجاءت الزيادة في الإنفاق بعد سنوات من التهديدات والانتقادات التي وجهها ترامب لأعضاء الناتو الأوروبيين، والتي يقول محللون إنها منحت ترامب انتصارا رمزيا لكنها أضعفت القيادة الأمريكية ووحدة الكتلة على المدى الطويل.

وفي تصريح صادم لمجلة ((الإيكونوميست)) في نوفمبر الماضي، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن الناتو يعاني "موتا دماغيا"، مشيرا إلى افتقار واشنطن إلى القيادة.

وقوبل هذا الهجوم اللاذع بتوبيخ من جانب قادة آخرين لدول أعضاء بالناتو، وأزعج وفقا للتقارير ترامب بشدة، لكن ترامب رفض التزحزح عن موقفه.

لقد أظهر ترامب موقفا باردا تجاه الناتو حتى قبل دخوله البيت الأبيض، حيث وصف الكتلة بأنها "قد عفا عليها الزمن" قبل أيام من تنصيبه. ثم أحجم عن التأكيد على المادة 5 من معاهدة الناتو خلال زيارته لمقر الناتو في مايو 2017، وهو ما أثار مخاوف بشأن التزام الولايات المتحدة بسلامة أعضاء الناتو الآخرين.

وزاد ترامب من حدة موقفه مرة أخرى خلال قمة عقدت في بروكسل في عام 2018، قائلا صراحة إن الولايات المتحدة يمكنها أن "تمضي في طريقنا الخاص"، إذا لم تف الدول الأعضاء الأخرى بعتبة الـ2 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي بالنسبة للإنفاق الدفاعي.

لكن منتقدي ترامب قللوا من دوره في جعل حلفاء الناتو يدفعون أكثر في الإنفاق الدفاعي، لافتين إلى أن أعضاء الناتو باستثناء الولايات المتحدة زادوا من إنفاقهم الدفاعي منذ عام 2014، قبل تولي ترامب الرئاسة.

ووفقا لأرقام الناتو، أنفق أعضاء الناتو باستثناء الولايات المتحدة 250 مليار دولار على الدفاع في عام 2014، ومنذ ذلك الحين يشهد الإنفاق صعودا، ومن المتوقع أن يصل إلى 302 مليار دولار في عام 2019.

وفي إحاطة إعلامية للصحافة يوم الجمعة، قال مسؤول رفيع في الإدارة الأمريكية إن قمة لندن المرتقبة ستكون "اجتماعا احتفاليا للقادة"، يضم اجتماعات ثنائية بين ترامب وستولتنبرغ وماكرون على التوالي.

بيد أن تقريرا نشر على موقع ((أكسيوس)) الإخباري الأمريكي يوم الاثنين أفاد بأن القادة الأوروبيين يشعرون بالقلق إزاء رسالة ترامب خلال القمة، بالنظر إلى سجله في قمم الناتو السابقة.

ونقل ((أكسيوس)) عن السفير الأمريكي السابق لدى الناتو إيفو دالدر قوله "كل ما أسمعه هو مصدر قلق كبير بشأن ما يمكن أن يفعله ترامب أو يقوله".