人民网 2019:11:28.09:50:28
الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> العالم
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

تعليق: تخلي أمريكا عن حلفائها بات أمرا عاديا

2019:11:26.16:47    حجم الخط    اطبع

لي هاي دونغ، أستاذ كلية دراسات العلاقات الدولية في جامعة الشؤون الخارجية الصينية

من التخلي عن الأكراد في شمال سوريا وما أثاره ذلك من انتقادات للادارة الأمريكية في الداخل والخارج، إلى النفقات العسكرية المجحفة التي طالب بها ترامب كوريا الجنوبية واليابان وأثارت غضب الاخيرتين، تتواصل الانتقادات والادانات التي تثيرها مواقف الادارة الأمريكية المتنكرة لحلفائها منذ 3 سنوات دون توقف. لكن في الحقيقة، هذه المواقف ليست جديدة على الحكومة الامريكية، بل تعبر عن تقاليد طويلة لطالما انتهتجها الولايات المتحدة الأمريكية في معالجة علاقاتها مع حلفائها.

أولا، تحسن الولايات المتحدة الأمريكية استغلال حلفائها والتضحية بهم، وغالبا لا تتحمل أي مسؤولية خلال خيانتها أو تخليها عنهم. تعود أول خيانة أمريكية للحلفاء إلى بدايات العلاقات الأمريكية الفرنسية. فأثناء حرب الاستقلال في عام 1778، لجأت أمريكا إلى عقد تحالف مع فرنسا، فيما يعرف بـ "معاهدة التحالف الأمريكي الفرنسي". ويعتقد غالبية المؤرخين أنه بدون المساعدة الفرنسية، فإن من الصعب على أمريكا تحقيق الاستقلال من بريطانيا. لكن بعيْد الاستقلال، لم تتوانَ أمريكا عن التنكر لفرنسا، والإقدام على امضاء اتفاقية أحادية مع بريطانيا، تخدم المصالح الأمريكية وتضر بالمصالح الفرنسية.

مثلت السياسة الانتهازية الأمريكية لفرنسا سابقة بالنسبة لصناع القرار الأمريكيين، والذين عمدوا إلى تكرارها مرات عديدة لاحقا. ففي عام 1898، وإبان الحرب الأمريكية الاسبانية، استعانت الولايات المتحدة في البداية بقوات استقلال الفلبين بقيادة أغينالدو ثم تخلت عليها. وأثناء حرب الفيتنام كان تخليها عن نغو دينديام زعيم الفيتنام الجنوبي بمثابة اعدام غير مباشر له. وهو ذات السيناريو الذي تكرر مع الأكراد شمال سوريا. 

ثانيا، يعد ضمان حرية التحرك شرطا أساسيا تفرضه أمريكا على حلفائها. فحينما لا تكون أمريكا في كامل قواها، ويصبح التحالف تقييدا لحريتها تخير عدم التحالف. أما بعد الحرب العالمية الثانية، وبعد أن شعرت أمريكا بعظمة قوتها، قررت تغيير تقاليدها الانعزالية الطويلة، ودخلت في تحالفات دولية واسعة. وبعد الحرب الباردة واصلت أمريكا تعزيز تحالفاتها الدولية، وكان ذلك أساسا بسبب تفوقها على حلفائها. 

وفي الوقت الحالي، يعكس طلب أمريكا من حلفائها دفع نفقات الحماية وتخليها عن الأكراد شعورها بفقدان حرية الحركة وفقدان القدرة على اجبار حلفائها على فعل ما تريد. وهو مما يجعل دبلوماسيتها ذات طابع تخريبي، مثل الأحادية والإنعزالية وتجاهل القواعد الدولية.

ثالثا، لطالما اقترنت المنعرجات الكبرى في السياسة الخارجية الأمريكية بالسياسات الخاطئة أو الفشل. وعادة ما يذهب حلفائها أو صانعو السياسات ضحايا لهذه المنعرجات. 

خلال أواسط ونهاية أربعينات القرن الماضي، أدت أوضاع حرب التحرير في الصين بين الحزب الشيوي الصيني وحزب القومينتانغ إلى تغيير كبير في السياسة الأمريكية تجاه الصين. ويرى عدد من خبراء الشأن الصيني في أمريكا أنه لولا اندلاع الحرب الكورية لتخلت أمريكا عن حزب القومينتانغ بشكل كامل. كما أدى طول أمد حرب الفيتنام إلى اجبار أمريكا على تغيير سياساتها تجاه الصين والاتحاد السوفيتي ابان الحرب الباردة. وقد ذهبت حكومة جنوب الفيتنام ضحية لهذا التغيير. وكذلك دفع التورط في الحرب السورية أمريكا مجددا إلى تغيير سياساتها. ومن هذه الزاوية يبدوالتخلي عن الأكراد في سوريا شيئا متوقعا. 

في ظل الوضع الحالي الذي تعيشه الولايات المتحدة الأمريكية، يبدو دفعها لثمن رغبات حلفائها أمرا مستبعد الوقوع. وما يعزز من إمكانية التضحية بالحلفاء صعوبة هو تباين مواقف الجمهوريين والديمقراطيين تجاه السياسة الخارجية.

اجمالا، يمكن القول إن سياسة "أمريكا أولا" كانت دائما شعار مختلف صناع القرار في أمريكا. والحلفاء هم الذين يخدمون مصالح أمريكا وليس العكس. وفي ظل المأزق الأمريكي الحالي، فإن احتمال التخلي عن المزيد من الحلفاء يبقى عاليا، وهذا شيء لا يدعو للدهشة. 

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×