تحقيق اخباري: جودة عالية بأسعار مناسبة .. معادلة مربحة تفتح شهية المغاربة للهواتف الصينية

أكادير 27 ديسمبر 2019 (شينخوا) على طول شارع تتجاور فيه محلات بيع وإصلاح الهواتف النقالة والأجهزة الإلكترونية، غير بعيد عن المحطة الطرقية الرئيسية لمدينة أكادير جنوب المغرب، يبحث أحمد إد منصور، الشاب الثلاثيني المولع بألعاب الفيديو، عن هاتف "شياومي" الذكي بعد بحث مسبق عن مواصفات هذا الهاتف عبر الانترنت.

ويقول أحمد، لوكالة أنباء ((شينخوا)) مفسرا أهم المواصفات التي تشده لـ "شياومي" الهاتف الصيني الصنع، إن "جودة الصورة رائعة وحجم الشاشة يزيد على 6 بوصات كما أن معالج المعلومات يأتي بأداء جيد والبطاريات تحتمل الضغط، خاصة الاستنزاف الذي تتعرض له بسبب الألعاب.. وأنا أمضي وقتا كبيرا في هذه الألعاب".

وليست هذه هي المرّة الأولى التي يختار فيها أحمد اقتناء هاتف صيني الصنع، بل ظل دائما معجبا بالهواتف الذكية صينية الصنع وبخاصة علامتي "شياومي" و"هواوي".

ويرى أحمد أن هاتين العلامتين سمحتا له ولكثير من أصدقائه بالحصول على هواتف نقالة ذات أداء جيد وبأسعار معقولة قياسا لباقي العروض المتوفرة في السوق.

ويوافقه في الرأي محمد الخصاصي، الذي يعمل بمحل بيع الهواتف النقالة الذي قصده أحمد بحثا عن "شياومي ريدمي 7".

ويقول الخصاصي، الذي يضع الهواتف الذكية الصينية في مكان بارز بالواجهة الزجاجية للمتجر، إن "الطلب على الهواتف صينية الصنع ارتفع بشكل كبير خلال السنوات الماضية، بعدما أثبتت هذه الهواتف جودتها للزبائن".

ويضيف الخصاصي، لـ ((شينخوا))، "سمحت هذه الهواتف للكثيرين بالاستفادة من مميزات الهواتف الذكية بتركيزها على تقديم منتج يزاوج بين السعر المقبول والملائم، والأداء الجيد وخاصة البطاريات".

وبحسب الخصاصي فـ"صمود" بطاريات الهواتف الصينية لمدد أطول مقارنة لمنافسين آخرين يعد أحد عوامل نجاح العلامات الصينية، "كثير من الزبائن صاروا ينصحون أقاربهم بشراء الهواتف الذكية الصينية لهذا السبب".

ويؤكد تقرير أنجزته شركة جوميا المتخصصة في توزيع السلع عبر الانترنت، هذه الآراء.

وبحسب الشركة، فقد حققت علامتا "شياومي" و"هواوي" دخولا بارزا في تصنيف أفضل المبيعات عبر منصتها على الانترنت (jumia.ma)، مفسرة ذلك بكون الشركات الصينية "تحقق معادلة جيدة بين السعر والجودة حيث تعرض هواتفها الذكية للبيع بسعر يقل عن ألفي درهم (حوالي 200 دولار)".

ويشير تقرير الشركة حول مبيعات "الهواتف النقالة عن سنة 2019 " (Mobile Report 2019) عبر منصتها الرقمية في المغرب، إلى النمو القوي الذي حققته علامات صناعة الهواتف الآسيوية عموما، وضمنها الصينية، بالسوق المغربية.

وتوقع تقرير الشركة أن تواصل علامة "شياومي"، بصفة خاصة، نموها داخل منصة "جوميا" بالمغرب "بعد إطلاقها لمنتجات حصرية بأسعار تنافسية جدا تقل عن ألف درهم (حوالي 100 دولار)".

وإذا كانت الشاشة والبطاريات أهم خاصيتين محددتين جعلتا أحمد يقبل على هواتف "شياومي"، فالوضوح والصور عالية الدقة هي ما تجعل زميله عبد الصمد آيت علي، الطالب الجامعي، يختار الهواتف الذكية لـ "لأوبو".

وصارت الهواتف الذكية لـ "أوبو" تحظى بشعبية كبيرة وسط الشباب بالرغم من أسعار بعض هواتفها المرتفعة نسبيا قياسا إلى "هواوي" و"شياومي".

ويقول عبد الصمد، الذي يحب مشاركة الصور في مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقاته، إن "الصور التي أحصل عليها من أوبو لا تختلف من ناحية الجودة عن الهواتف الذكية لأصدقائي".

وتوفر الهواتف الذكية للشركات الصينية مثل "أوبو" و"شياومي" و"هواوي" خيارات جديدة للمستهلكين المغاربة خاصة لتوفرها على المواصفات التي يبحث عنها الزبائن من مختلف الشرائح مثل جودة الصور والسرعة وسعة التخزين ولأسعارها التي يجدها كثيرون معقولة.

ويعتبر السوق المغربي الخاص بالهواتف النقالة الذكية واعدا بالنسبة لعدة شركات، وهو ما يفسر المنافسة القوية بين الفاعلين في المجال.

ويرجع ذلك إلى الانتشار الكبير للهواتف الذكية بين الأفراد المغاربة وخاصة فئة الشباب وفقا لبحث ميداني أنجزته الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات بالمغرب وقدمت نتائجه في يوليو الماضي.

ويشير البحث الميداني السنوي الذي تناول "مؤشرات تكنولوجيا الإعلام والاتصال لدى الأسر" خلال 2018 إلى أن كل الأسر بالمملكة تتوفر على هاتف متنقل بنسبة 99,8 بالمائة سواء في الوسط الحضري أو القروي.

ووفقا للبحث، "يعتبر الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 5 سنوات و 39 سنة الأكثر تجهيزا بالهواتف الذكية بنسبة تتراوح بين 80 و88 بالمائة".

ويصل معدل الأفراد المتوفرين على هاتف متنقل في أسرة واحدة إلى 3,9 فرد، ويتوفر 92,4 بالمائة من الأفراد البالغين من العمر أكثر من خمس سنوات على هاتف ذكي، و75,7 بالمائة من الأفراد المتوفرين على هاتف متنقل يتوفرون على هاتف ذكي، أي ما يعادل 22.5 مليون فرد، حسب المصدر نفسه.