موسكو 30 ديسمبر 2019 (شينخوا) كان عام 2019، الذي شارف على الانتهاء، عاما آخر من المواجهة بين روسيا والولايات المتحدة في مختلف المناطق والمجالات، وخاصة في مجال الحد من الأسلحة والشرق الأوسط وإمدادات الغاز إلى أوروبا وأمريكا اللاتينية.
بل وتعمقت بعض الانقسامات المزمنة أكثر خلال هذا العام، دون وجود أي بوادر على حدوث مصالحة سريعة، كما من المرجح أن تزيد انتخابات 2020 من المشاعر السلبية في الولايات المتحدة ضد روسيا.
-- ضبط التسلح
إحدى القضايا البارزة التي تشهد على العلاقات المتدهورة في عام 2019 كانت انسحاب الولايات المتحدة وروسيا من معاهدة القوى النووية متوسطة المدى، إحدى الركائز الرئيسية لنظام ضبط التسلح بين القوتين العسكريتين.
بعد انهيار معاهدة القوى النووية متوسطة المدى، تظل معاهدة الحد من الأسلحة الإستراتيجية الجديدة (نيو ستارت) الأداة القانونية الأخيرة التي تحد بشكل متبادل من القدرة الصاروخية النووية للبلدين، وتوفر إمكانية التنبؤ في مجال ضبط التسلح.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في وقت سابق من هذا الشهر في مؤتمره الصحفي السنوي إنه من المقرر انتهاء صلاحية المعاهدة الثنائية في فبراير 2021، بيد أن واشنطن لم ترد بعد على اقتراح موسكو بتمديدها.
-- الشرق الأوسط
في عام 2019، سلمت روسيا بطاريتين من أحدث منظوماتها الصاروخية للدفاع الجوي إس-400 إلى تركيا، وهي دولة عضو في منظمة حلف شمال الأطلسي "الناتو"، في تحد للمعارضة الأمريكية القوية.
بعد التوصل إلى اتفاق في أكتوبر، بدأت روسيا وتركيا تسيير دوريات مشتركة في شمال سوريا، حيث نشرت روسيا بشكل دائم طائرات مروحية لتوفير تغطية جوية للمهمات. كما اتهمت موسكو القوات الأمريكية في سوريا بنهب المنشآت والاحتياطيات النفطية.
أما بالنسبة للقضية الإيرانية، فقد قالت الخارجية الروسية في نوفمبر إن سياسة المواجهة الأمريكية مع إيران كانت مدمرة وقصيرة النظر، والانهيار المحتمل للاتفاق النووي الإيراني سيكون نتيجة الانسحاب الأحادي غير الشرعي للولايات المتحدة من الاتفاق.
-- خطوط أنابيب الغاز
في وقت سابق من هذا الشهر، وافق الكونغرس الأمريكي على قانون اعتمادات الدفاع الوطني للعام المالي 2020، والذي يشتمل على عقوبات تستهدف خط أنابيب "نورد ستريم-2" (السيل الشمالي-2) الذي يهدف إلى توصيل 55 مليار مكتب مكعب من الغاز الطبيعي سنويا إلى الدول الأوروبية تحت بحر البلطيق.
وقال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين إن العقوبات الأمريكية لن توقف بناء خط أنابيب نورد ستريم-2 وأن العقوبات تنتهك القانون الدولي وهي مثال على المنافسة غير العادلة.
وانتقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المشروع، الذي، حسب قوله، سيزيد من اعتماد أوروبا على روسيا. ردت موسكو بأن انتقادات ترامب تهدف إلى ترويج مبيعات الغاز الطبيعي المسال الأمريكي الأغلى ثمنا إلى أوروبا.
-- أمريكا اللاتينية
احتفظت روسيا هذا العام بعلاقات وثيقة مع الحكومتين الفنزويلية والكوبية، اللتين تعتبران شوكتين في خاصرة الولايات المتحدة.
والتقى بوتين مع الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو في الكرملين في سبتمبر الماضي، وأكد مجددا دعمه له وللحوار بين حكومة مادورو والمعارضة.
أما بالنسبة لكوبا، التي تعد الهدف الرئيسي الآخر للعقوبات الأمريكية في أمريكا اللاتينية، فقد زار رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف الدولة الجزيرة في أكتوبر واستضافت موسكو الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل في وقت لاحق من الشهر نفسه.
وخلال محادثاته مع دياز كانيل في أواخر أكتوبر، قال بوتين إن البلدين يدعمان بعضهما البعض على الساحة الدولية وأن موسكو تتفهم جيدا موقف هافانا المستقل وسياستها السيادية.