بقلم: نادر شحروري، المدير التنفيذي لشركة البحار السبعة اللوجيستية وأمين سرّ الجالية الاردنية في الصين |
أصدر الرئيس الصيني شي جين بينغ مؤخرا توجيها مهما، أكد فيه أنه على النضال القاسي الحالي ضد وباء الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا الجديد واضعاً مصالح الشعب فوق كل اعتبار.
إن الشعب الصيني هو صانع التاريخ والبطل الحقيقي. كما راكمت الحكومة الصينية خبرات نفيسة من خلال التغلب على وباء السارس وزلزال سيتشوان المدمر وغيرهما من الكوارث الطبيعية والأحداث الطارئة.
ولم يبخل الجنود المجهولون من أفراد الطواقم الطبية الصينية بأي جهد في كفاحهم ليلًا نهارًا وكأنهم في جبهة قتال، دون كلل أو ملل تاركين أسرهم. وهنا تتجلى معاني الإنسانية والانتماء للوطن. ويأتي أروع معانى العمل الجماعي من الطواقم المختصة من أفراد المجتمع التي شكلت جبهة أمامية لمنع انتشار الوباء في المدن والقرى. كما قدمت الشركات والأفراد الدعم دون مقابل، ووضعوا اليد في اليد من أجل عبور هذا الوقت العصيب.
وكان للأعلام دورٌ مساند حيث تُصدر وسائل الإعلام الصينية معلومات حول وضع الوباء وطرق الوقاية على مدار الساعة كل يوم. وساعد ذلك على دعم الشعب معنويا واظهار صورة الصين الحقيقية للعالم.
ولكن للأسف بعض وسائل الإعلام الأجنبية إستخدمت أساليب التنميط والتحيز ضد الصينيين. ومعظم هذه المنصات الإعلامية من مجتمعات تفتخر بأنها موضوعية و مع ذلك بثت مع أخبارها عن الحالة الإنسانية القائمة حالياً فيديوهات قديمة لا علاقة لها بما يدور الان من حقائق في مواجهة الوباء. فالصين في محنة إنسانية صعبة وهذا ليس الوقت المناسب لبعض الدول أو الأفراد لربط احداث سابقة بما يجري حاليا.
إن وصف الصين أو بعض المناطق الصينية بمدن الأشباح يعدّ مبالغة حقيقية. وهو إجراء طبيعي في مثل هذه الحالات للسيطرة على إنتشار الفيروس. فلو حدث هذا الوباء في وطننا وتم عزلنا عن العالم لَساعدنا على فهم معنى الإجراءات الوقائية. لكن يؤسفنا كثيراً ما يتعرض له اصدقؤنا الصينيون من مضايقات في الخارج لمجرد أنهم صينيون. ورغم أن الكثير منهم لم يزر الصين منذ عدة أشهر وقبل مدة طويلة من ظهور الفيروس. وهذا السلوك العدواني مناف للعقل والانسانية.
إن علاج هذا الوباء يكمن في كل واحد فينا، من خلال دعم جهود الصين عمليا ومعنويا والوقوف إلى جانب الشعب الصيني.
لم أشعر خلال تواجدي في الصين منذ 16 عاما أي عنصرية أو كراهية. بالعكس تمامًا وجدت منهم كل الحب والتسامح والبساطة في التعامل. وأنا أحبهم كما أُحب أبناء وطني. وعندما اقرأ عن ازدياد أعداد المصابين بالعدوى وخطورة الوضع أشعر بالتقصير في واجبي تجاههم. وقد حاولت منذ لحظة وصولي إلى الأردن ولغاية اليوم أن أساعد بما أستطيع وطني الثاني الصين. و إرسال تجهيزات طبية من الأردن وشحنها الى أصدقائنا الصينيين بمشاركة رجال أعمال أردنيين ومنتدى رجال الأعمال العرب في الصين. لكن رغم ذلك، نشعر بأنها مهما قمنا لأجل للصين، فلن نستطيع ايفاء حقها علينا.
الأمة الصينية العظيمة اليوم بسواعدها وعقولها وإمكانياتها النوعية تقاتل ببسالة وجرأة وإقدام. وتخوض معركة شرسة ضد هذا الشيطان، كما وصفه الرئيس الصيني.
ونحن كأجانب نعيش في الصين بحاجة أيضا لإظهار وقفتنا الجدية والمشاركة في الحملة التوعوية لنشر التآخي والتعايش واحترام الآخر. وأن نقف بقوة في وجه الأخبار الزائفة، من خلال مشاركتنا في ايصال الصورة الصحيحة والحقيقة. كما أطلب من العالم ان يقف مع الصين معنوياً ومادياً وإعلامياً فهذه الوقفة ستنقذ عائلتك ووطنك والعالم بأسره وليس الصين فقط.