بكين أول أبريل 2020 (شينخوا) في المعركة الشاقة ضد فيروس كورونا الخطير، عرضت بكين ونيودلهي لبعضهما البعض دعما قويا ومساعدة في الوقت المناسب.
يعكس هذا بشكل واضح الشراكة المتنامية بين البلدين اللذين يحتفلان اليوم (الأربعاء) بالذكرى السبعين لتأسيس علاقاتهما الدبلوماسية.
وعلى مدى العقود السبعة الماضية، توصل التنين (الصيني) والفيل (الهندي) إلى اتفاق متزايد، وهو أن الخيار الصحيح الوحيد لعلاقاتهما الثنائية هو السير معا.
إن مثل هذا الاتفاق الآخذ في الاتساع، مبنيٌ على الثقة السياسية المتبادلة المتعمقة باستمرار والتبادلات عالية المستوى المتكررة بين البلدين.
لقد أجرى الرئيس الصيني شي جين بينغ ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي خلال العامين الماضيين، اجتماعين غير رسميين، خلال زياراتهما لبلد كل منهما الآخر، وجلسا وجها لوجه مرات عديدة على هامش مناسبات متعددة الأطراف مثل مؤتمرات قمة بريكس وتجمعات منظمة شانغهاي للتعاون.
ويمضي التعاون العملي بين الجانبين بخطوات جديدة.
الصين والهند شريكان تجاريان رئيسيان لبعضهما البعض. في عام 2019، وصلت التجارة الثنائية إلى أكثر من 90.1 مليار دولار أمريكي، بزيادة 1.6% على أساس سنوي، وفقا للإدارة العامة للجمارك في الصين.
كما شهد الجانبان تبادلات وتعاونا قويا في قطاعي التكنولوجيا الفائقة والثقافة. وتصدرت سلسلة الهواتف الذكية (ريدمي أو Redmi) لشركة شياومي الصينية، قائمة المبيعات بالهند. وعرضت شركة علي بابا، عملاق التجارة الإلكترونية الصينية، معارفها التكنولوجية ودعمها المالي للهند، لتطوير أكبر منصة دفع عبر الهاتف المحمول Paytm. على الجانب الآخر، حققت أفلام هندية مثل "3 Idiots" و "Dangal" نجاحات كبيرة في شباك التذاكر في الصين.
وبما أن الاقتصادين متكاملان للغاية، فإن التنمية في الصين تعني فرص نمو وفيرة للهند، والعكس صحيح. وبالتالي، هناك إمكانيات ضخمة تنتظر الجانبين للاستفادة في مجالات مختلفة مثل التمويل والاستثمار والتصنيع والبنية التحتية.
وخلال تعزيز التعاون المتبادل المنفعة بينهما، من الضروري أيضا للبلدين تنفيذ التوافق الهام الذي تم التوصل إليه بين شي ومودي في اجتماعهما غير الرسمي الثاني في مدينة تشيناي الهندية، لإدارة خلافاتهما حول قضايا الحدود بشكل صحيح والحفاظ على السلام والهدوء في المنطقة.
تعتبر الصين حاليا ثاني أكبر اقتصاد في العالم، والهند ظلت واحدة من أسرع اقتصادات الأسواق الناشئة نموا، وتعاونهما يتجاوز البعد الثنائي ويحظى بأهمية إقليمية وعالمية.
وفي وقت يمر فيه العالم بتغيرات عميقة، يتعين على الصين والهند تحمل مسؤوليات متزايدة الأهمية في الحفاظ على الاستقرار العالمي، وتعزيز التنمية المشتركة، ومعالجة التحديات العالمية مثل الأوبئة والإرهاب وتغير المناخ.
كما يتعين على البلدين معارضة الحمائية التجارية بشكل مشترك، والدعوة إلى التعددية من خلال تعزيز التعاون الدولي عبر منصات مثل مجموعة العشرين، وبريكس ومنظمة شانغهاي للتعاون.
الصين والهند هما الدولتان الوحيدتان في العالم اللتان يقطنهما أكثر من مليار شخص بكل منهما. وطالما يمكن لثلث سكان العالم أن يتكاتفوا، فيمكنهم تحقيق المزيد من الفوائد ليس لأنفسهم فحسب، بل أيضا لعموم العالم. والمكافحة الحالية لكوفيد-19، تتيح فرصة لتنفيذ ذلك تماما.