عدن ، اليمن 26 أبريل 2020 (شينخوا) أعلن المجلس الإنتقالي الجنوبي المطالب بالانفصال في اليمن عملية "الإدراة الذاتية للجنوب" وأنه بدأ فعليا في تنفيذ الإعلان، فيما اعتبرت الحكومة المعترف بها هذه الخطوة بأنها تمرد وانقلاب على "اتفاق الرياض" الذي رعته السعودية بين الجانبين في نوفمبر الماضي.
وأعلن المجلس الإنتقالي الجنوبي أمس (السبت) تنفيذ عدد من الإجراءات منها إعلان حالة الطوارئ العامة في عدن وعموم محافظات الجنوب، وتكليف القوات العسكرية والأمنية الجنوبية بالتنفيذ اعتباراً من أمس .
كما أعلن المجلس الإدارة الذاتية للجنوب ، بدأ من منتصف الليلة الماضية، على أن تباشر لجنة الإدارة الذاتية أداء عملها وفقاً للمهام المحددة لها من قبل رئاسة المجلس.
وقال المجلس الانتقالي اليوم (الأحد)، بأنه بدأ فعليا في تنفيذ ما تم الإعلان عنه، في مدينة عدن، مقر قيادة المجلس.
وقال نزار هيثم المتحدث باسم المجلس الإنتقالي الجنوبي، إن المجلس بدأ عمليا اليوم في مدينة عدن تنفيذ ما تم الإعلان عنه، وأن نفس المصفوفة ستجرى في المحافظات الأخرى.
وأوضح هيثم لوكالة أنباء ((شينخوا)) بأن القوات الجنوبية شرعت في تأمين جميع المنشأت السيادية والمرافق الهامة والمؤسسات الحكومية في مدينة عدن.
وأضاف، كما قامت أحد لجان الإدارة الذاتية بالنزول الميداني إلى عدد من المؤسسات بما في ذلك مقر قيادة السلطة المحلية في عدن، وناقشت الصعوبات التي تواجهها المدينة والمقترحات والحلول.
وبحسب هيثم فإنه تم مخاطبة البنوك التجارية في مدينة عدن، بضمان عملية التوريد للبنك المركزي لضمان عدم التلاعب بالعملة.
وأشار المتحدث هيثم ، إلى أنه تم اتخاذ عدد من الإجراءات لتنظيم عمل المؤسسات الحكومية في عدن، وأن مصفوفة الإجراءات التي اتخذت في المدينة ستسري على جميع المحافظات الأخرى في الجنوب.
وأعلنت قوات تابعة للمجلس الإنتقالي الجنوبي اليوم ، السيطرة على المرافق الحكومية في مدينة عدن.
وقال بيان لقوات (لواء العاصفة)، وهو أحد التشكيلات العسكرية التابعة للمجلس الانتقالي ، إن تلك القوات سيطرت على المرافق الحكومية منها البنوك والموانئ والمطار تنفيذا لتوجيهات قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي.
وأشار بيان تلك القوات إلى أن "قرارات السيطرة على كافة المقرات والدوائر الحكومية في ظل الفشل والفساد الذي مارستة ما يسمى بالشرعية".
ووجهت قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي بلاغا إلى عدد من المؤسسات الحكومية السيادية في مدينة عدن، تضمن اتخاذ المجلس إجراءات عدة منها وقف العمل لمدة يومين لترتيب وضع تلك المؤسسات.
وقال مصدر مسؤول في البنك المركزي اليمني لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن العمل في البنك توقف اليوم نتيجة تلقيهم بلاغا من المجلس الانتقالي الجنوبي بذلك.
وأوضح المصدر، مفضلا عدم ذكر هويته، أن البنك تلقى بلاغا من المجلس الانتقالي الجنوبي، بإعطاء الموظفين اجازة لمدة يومين ، بغرض ترتيب الأوضاع الأشرافية في البنك.
وأشار المصدر إلى أن البلاغ أعقبه نشر المجلس الإنتقالي قوات عسكرية في مناطق قرب البنك المركزي، وهو ما ساهم في توقف العمل فعليا في البنك.
وتحدث شهود عيان لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن قوات أمنية وعسكرية تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي عززت تواجدها في مدينة عدن، وانتشرت في المدينة بشكل واسع.
وبحسب هؤلاء فان القوات استحدثت نقاط تفتيش أمنية وحواجز عسكرية في مناطق مختلفة من المدينة.
واعتبرت الحكومة اليمنية إعلان المجلس الإنتقالي تمردا على الشرعية وإنقلابا على "اتفاق الرياض" الذي رعته السعودية في نوفمبر المنصرم.
وذكر بيان للحكومة، أن إعلان المجلس الإنتقالي يعد تمرداً واضحاً على الحكومة الشرعية وانقلاباً صريحاً على اتفاق الرياض واستكمالاً للتمرد المسلح على الدولة في شهر أغسطس 2019، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية "سبأ" التي تديرها الحكومة.
واعتبر البيان " أقدم ما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي بإعلان ما أسماه (لإدارة الذاتية للجنوب ) على نسف كافة الجهود المبذولة منذ أشهر لتطبيق اتفاق الرياض، ومعالجة تداعيات التمرد المسلح مطلع أغسطس الماضي.
وأضاف "لقد تعاملت الحكومة اليمنية بمسئولية كاملة مع تداعيات انقلاب أغسطس واستجابت لجهود الاشقاء في احتواء التداعيات وصولاً إلى اتفاق الرياض الذي حرصت الحكومة بكل مسئولية على تنفيذ بنوده".
وحملت الحكومة، المجلس الانتقالي وقياداته الموجودة في أبوظبي، المسؤولية الكاملة عن عدم تنفيذ بنود اتفاق الرياض، وصولاً للانقلاب الكامل على مؤسسات الدولة في العاصمة المؤقتة عدن من خلال بيانهم الصادر يوم امس (السبت).
وأردف البيان، أننا إذ نحمل الانتقالي تبعات هذا الإعلان ، فإننا نؤكد على قدرة أبطال وقيادة جيشنا الوطني في الدفاع عن وحدة وسلامة وسيادة التراب الوطني وحمايته من أي مخططات تستهدف النيل منه وتمزيقه تحت عناوين وذرائع واهية.
وجددت الحكومة دعوتها للتحالف العربي لتحمل مسؤولياتهم التاريخية تجاه وحدة وسلامة أراضي الجمهورية اليمنية، ودعم الحكومة والشعب اليمني في حمايتها وصونها من أي مخططات أو مشاريع هدامه.
كما دعت الحكومة، المجتمع الدولي والأمم المتحدة والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي ومجلس التعاون الخليجي لإدانة هذا الانقلاب على الدولة ومؤسساتها ودعم الحكومة الشرعية، لتنفيذ قرارات مجلس الأمن التي تؤكد على وحدة وسيادة وسلامة أراضي الجمهورية اليمنية.
وأكد بيان الحكومة على دعوة أبناء الشعب الى رص الصفوف وتعزيز اللحمة الوطنية لإسقاط أي محاولات للمساس بوحدة الوطن، ورفض ما صدر عن المجلس الانتقالي والوقوف مع الدولة في مواجهة كافة أشكال التمرد والانقلاب.
كما أعلنت قيادة محافظات أبين ولحج والمهرة وشبوة وحضرموت وسقطرى رفضها لإعلان المجلس الانتقالي وتمسكها بشرعية الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي.
وكانت قوات المجلس الانتقالي الجنوبي قد سيطرت على مدينة عدن ومعظم محافظات الجنوب اليمني في أغسطس العام الماضي، بعد مواجهات مسلحة مع القوات الحكومية اليمنية.
وعقب أحداث أغسطس، رعت المملكة العربية السعودية "اتفاق الرياض" بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي، إلا أن الاتفاق تعثر تنفيذه حتى تاريخه.