سيدني 10 يونيو 2020 (شينخوا) قال مدير مكتب آسيا للبحوث الاقتصادية في الجامعة الوطنية الأسترالية، شيرو آرمسترونغ، إن الابتعاد الاقتصادي عن الصين أو العزلة الذاتية، سيؤدي إلى تفاقم الأوضاع الاقتصادية وإطالة الطريق نحو الانتعاش.
وفي تحليل نُشر في ((منتدى شرق آسيا)) يوم الأحد، حذر آرمسترونغ قائلا إنه في الوقت الذي يمر فيه العالم بأزمات صحية واقتصادية بسبب وباء كوفيد-19، سيتسبب تقليل التبادلية الاقتصادية أو فك الترابط مع الاقتصاد الصيني، بإعاقة الانتعاش العالمي.
وكتب آرمسترونغ في تحليله، أن الدولة التي تتجه أكثر فأكثر نحو التمحور على اقتصادها، عن طريق نقل سلاسل التوريد الخاصة بها إلى الوطن، ستجد نفسها عرضة للصدمات، حيث يمكن أن تؤدي أية كارثة طبيعية أو أزمة محلية، إلى محو الصناعات بأكملها، مؤكدا على أن "المفتاح هو إدارة مخاطر سلسلة التوريد، وليس تجنبها".
في الوقت نفسه، قال إنه "لا يوجد بديل للاقتصاد الصيني الكبير، المنفتح على التجارة، كسوق أو مورّد"، ولأن الصين هي "مصنع العالم" المنخفض التكلفة على نطاق واسع "مع المزيد من سلاسل التوريد التي تمر عبر البلاد، أكثر من أي بلد آخر.
وأضاف هذا الاقتصادي البارز أنه "لو لم تكن (الصين) قد أوفت بشكل واضح بالالتزامات التي تعهدت بها لمنظمة التجارة العالمية عام 2001، لم يكن بإمكانها أن تصبح الاقتصاد الديناميكي المترابط عالميا اليوم".
وحذر من أنه سيكون من "الخطأ الفادح" المخاطرة بإلغاء الإنجازات، عن طريق الابتعاد عن النظام (التجاري) المتعدد الأطراف.
وأوضح قائلا "إن حصص التجارة المرتفعة مع الصين ليست عائقا، بل هي دليل على النجاح"، مشيرا إلى أن سياسة الحكومة ينبغي أن تهدف إلى ضمان الحفاظ على الحوكمة العالمية، بدلا من خلق اختلافات، بعيدا عن هذا النجاح.
وفي معرض إشارته إلى أن بعض الحكومات قد عملت على تقليل الاعتماد على الاقتصاد الصيني، قال هذا الاقتصادي "إن السياسات التي قد تكون فعالة في الحد من الاعتماد المتبادل، ستأتي بكلفة أعلى بكثير للميزانيات الوطنية، والأهم بالنسبة للنمو".
وأضاف "وسيكون الأمر أكثر كلفة في حال السعي لعرقلة المشاركة الاقتصادية مع الصين، عندما تخرج الدول من الأزمة الصحية، وتحاول إعادة تنشيط اقتصاداتها".