بقلم مصطفى أحمد
لقد جئت للعمل في شركة قهتشوبا للإنشاءات الصينية منذ 6 سنوات، وأنا حاليا أعمل كمهندس في إدارة مشروع مدينة المطلاع الجديدة في الكويت. ولأن تخصصي في الجامعة كان باللغة الصينية، فقد عملت أيضا كمترجم للعربية والصينية والانجليزية في إدارة المشروع.
يقع مشروع مدينة المطلاع الجديدة شمال غربي مدينة الجهراء بالكويت، ويغطي مساحة قدرها 30 كلم مربع تقريبا، ويمكن أن يستوعب 400 ألف ساكن بعد الانتهاء منه، وهو مشروع مهم في حياة السكان المحليين في إطار البناء المشترك لـ "الحزام والطريق".
في الوقت الحاضر، لا يزال الوضع الوبائي في الكويت قاتما، لذلك فإن إدارة المشروع واجهت ضغوطا مزدوجة وتتمثل في عمليات مكافحة المرض وضمان سير الأعمال في نفس الوقت. بعد ظهور أول حالة إصابة مؤكدة بفيروس كوفيد-19 في الكويت في نهاية فبراير، أنشأت إدارة المشروع بسرعة فريق قيادة لمكافحة المرض. وبذلت قصارى جهدنا لإعداد المواد الطبية الواقية للموظفين، والتواصل مع خبراء الصحة الصينيين حتى يقدموا لنا معلومات أكثر حول عمليات الوقاية، مما جعلنا نشعر بأننا أقوى وبأننا يد واحدة.
ويتميز مشروع مدينة المطلاع بكبر حجمه على كل المستويات، حيث يعمل فيه آلاف الموظفين الأجانب والذين جاؤوا من أكثر من عشرة دول، وهناك تحديات كبيرة لأعمال الوقاية. وبتوجيه رسمي من المقر الرئيسي للشركة، نفذت إدارة المشروع نموذجا شبكيّا للقيام بإجراءات الوقاية بشكل دقيق، حيث تم تقسيم جميع الموظفين والأقسام الإدارية إلى أكثر من 150 شبكة، كما تم إحداث سجل طبي لكل شخص. وقامت إدارة المشروع بتعيين مسؤول لكل شبكة، كما عززت من التحكم الصارم في تدفق الموظفين بين مختلف الشبكات، وقامت بأعمال التعقيم اليومية ووزعت المواد الطبية الواقية ونشرت القواعد واللوائح التي يجب على كل العاملين والموظفين الامتثال إليها.
وبذلت إدارة المشروع كل الجهود الممكنة لضمان عدم توقف الانتاج، مما يضمن معيشة كل موظف. في مايو عندما حظرت الحكومة الكويتية حظر التجول في البلاد، تأثرت شحنات يوسف خالد، مورد المواد المحلية للمشروع. تتفهم إدارة المشروع الصعوبات التي يواجهها الموردون كما أنها ترسل موظفين خاصين لاستلام مواد البناء. لقد أظهرت إدارة المشروع مسؤولية كبيرة في اتخاذها إجراءات صارمة لمكافحة الوباء، مما جعلنا نحن الموظفين وشركاؤنا في العمل نشعر بالأمن والارتياح النفسي.
إن مشروع مدينة المطلاع الجديدة هو المشروع الثاني الذي أعمل به في الكويت. ومنذ التحاقي بالعمل شاهدت سلسلة من المناطق السكنية التي ترتفع في الصحراء، مما سمح للمزيد من السكان المحليين بامتلاك منازل. وفي نفس الوقت تحسنت أحوالي المادية أيضا. إذ أنه ومع زيادة دخلي أحضرت عائلتي للعيش معي في الكويت، لقد غمرتني الفرحة والسعادة بعد لمّ شمل أسرتي، مما جعلني أتطلع بكل شوق إلى المستقبل.
(يعمل مؤلف هذا المقال في إدارة مشروع مدينة المطلاع الجديدة في الكويت وهو المشروع الذي تشرف عليه شركة قهتشوبا للإنشاءات الصينية، التحرير كان لمراسل صحيفة الشعب في مصر تشو تشو)