عون ودياب يتعهدان بتحقيق شفاف في تفجير بيروت وسط مطالبات بمشاركة دولية

بيروت 5 أغسطس 2020 (شينخوا) تعهد الرئيس اللبناني ميشال عون، ورئيس الوزراء حسان دياب اليوم (الأربعاء) بتحقيق شفاف لكشف ملابسات التفجير الضخم، الذي وقع أمس الثلاثاء في مرفأ بيروت، وسط مطالبات بمشاركة دولية.

وقال عون في كلمة في مستهل جلسة لمجلس الوزراء في قصر بعبدا بثتها الشاشات اللبنانية اليوم "إننا مصممون على السير في التحقيقات وكشف ملابسات ما حصل في أسرع وقت ممكن ومحاسبة المسؤولين والمقصرين، وإنزال أشد العقوبات بهم".

وتابع "سنعلن بشفافية نتائج التحقيقات التي ستجريها لجنة التحقيق وترفع نتائجها إلى القضاء المختص".

ودعا الرئيس اللبناني مواطنيه إلى "التضامن والتعاضد كي نتجاوز معا الآثار الكارثية التي تفوق قدرة لبنان على التحمل في الظروف الاقتصادية والصحية القاسية التي يرزح تحتها"، واصفا ما حدث بـ"الكارثة".

وتفقد الرئيس عون قبل ظهر اليوم موقع الانفجار في مرفأ بيروت برفقة قائد الجيش العماد جوزف عون، واستمع إلى شروح حول حجم الخسائر وعمليات الإنقاذ ورفع الأنقاض.

وفي السياق، أكد رئيس الوزراء اللبناني في كلمة أن "ملف التحقيق أولوية ونتائجه يجب أن تكون سريعة"، معتبرا أن الانفجار "مصيبة كبيرة ضربت لبنان".

وشدد على "تكثيف عمليات انتشال الضحايا والبحث عن المفقودين ومعالجة الجرحى، وتأمين مأوى مؤقت لأصحاب المنازل المتضررة، وإطلاق عملية سريعة لمسح الأضرار، وصرف مساعدات عاجلة لإصلاح الأضرار، وتأمين مساعدات عاجلة لترميم المنازل والمكاتب".

وأشار دياب إلى إطلاق "ورشة عمل لمعالجة تداعيات الكارثة"، داعيا "الجميع إلى وقف السجالات والانصراف للتعامل مع الكارثة"، مؤكدا أن لبنان "يعيش أزمة وطنية".

وضرب انفجار ضخم أمس الثلاثاء مرفأ بيروت إثر حريق كبير اندلع في مخزن لمواد شديدة الانفجار مصادرة منذ سنوات، بحسب ما رجحه مدير الأمن العام اللواء عباس إبراهيم.

وأعلن الصليب الأحمر اللبناني أن الانفجار أدى إلى مقتل 100 شخص وإصابة أكثر من أربعة آلاف بجروح ودمار كبير في العاصمة اللبنانية.

وطالب برلمانيون وقوى سياسية بمشاركة دولية في التحقيق في ملابسات التفجير.

وقالت كتلة (المستقبل) البرلمانية والمكتب السياسي ل"تيار المستقبل" في بيان بعد اجتماعهما برئاسة رئيس الوزراء السابق سعد الحريري، إن "الكارثة التي حلت بحجم حرب تدميرية"، متحدثا عن "شكوك خطيرة تحيط بالانفجار وتوقيته وظروفه وموقعه وكيفية حصولة والمواد الملتهبة التي تسببت فيه".

وتابعت أنه "لن يكون في الإمكان حسم الشكوك بإجراءات أمنية وقضائية عادية".

وطالب البيان "الدولة بكل مؤسساتها ورئاساتها ومكوناتها بتحقيق قضائي وأمني شفاف لا يخضع للمساومة والإنكار والهروب من الحقيقة والالتفاف عليها مهما بلغت حدود المسؤوليات فيه"، على أن يتم "بمشاركة دولية وخبراء دوليين ولجان متخصصة قادرة على كشف الحقيقة وتحقيق العدالة لبيروت وأهلها".

وأعلن النائب مروان حمادة عضو كتلة "اللقاء الديمقراطي" البرلمانية بزعامة وليد جنبلاط، أنه تقدم اليوم باستقالته في كتاب خطي لرئيس البرلمان طالب فيه بـ"تشكيل لجنة تحقيق دولية" في الانفجار.

واقترح حمادة "تحريك المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء للنظر في المسؤوليات الدستورية على الصعيدين الرئاسي والوزاري بعد النكبة التي حلت بلبنان".

وكان المجلس الأعلى للدفاع في لبنان قد أعلن أمس بيروت "مدينة منكوبة"، وأعلنت الحكومة "الحداد الوطني" لثلاثة أيام على ضحايا التفجير، الذي أثار تضامنا دوليا مع لبنان، إذ أعلنت دول عربية وغربية عن تقديم مساعدات طبية وإنسانية للتخفيف من آثاره.