جنيف 8 مارس 2021 (شينخوا) بعد أسبوع من توليها مهام عملها الجديد بصفتها المديرة العامة السابعة لمنظمة التجارة العالمية، لا يزال تعيين نغوزي أوكونجو- إيويالا كرئيسة لهيئة التجارة العالمية التي مضى على تأسيسها 26 عاما أمرا تاريخيا، خاصة بالنسبة للنساء في جميع أنحاء العالم اللواتي يطمحن إلى ترك بصمة إيجابية في تاريخ التجارة العالمية.
وفي تعديل قيادي غير مسبوق، تقود التجارة الدولية الآن ثلاث نساء من ثلاث قارات مختلفة، حيث أصبحت جميع المنظمات التجارية الكبرى في جنيف - منظمة التجارة العالمية ومؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد) ومركز التجارة الدولية - بقيادة نسائية خلال الشهرين الماضيين.
-- كسر "السقف الزجاجي"
في 15 فبراير، وافقت منظمة التجارة العالمية بالإجماع على تعيين أوكونجو- إيويالا النيجيرية في منصب المدير العام السابع لها. وفي اليوم التالي، تولت البلجيكية إيزابيل ديورانت منصبها أمينة عامة بالنيابة للأونكتاد، وهي هيئة دائمة للأمم المتحدة منذ عام 1964.
وانضمت المرأتان منذ ذلك الحين إلى رابطة كسر "السقف الزجاجي" في منظمات التجارة الدولية، بعد أن بدأت الجامايكية، باميلا كوك-هاملتون، العمل كمديرة تنفيذية لمركز التجارة الدولية في أكتوبر.
وقالت كوك-هاملتون لوكالة أنباء ((شينخوا)) في مقابلة أجريت معها مؤخرا "إنها بالتأكيد لحظة للتفكير في المدى الذي قطعناه ولكن لا يزال يتعين علينا أن نقطع شوطا أبعد".
وأضافت "عندما نفكر في أهدافنا المشتركة للتغلب على التحيز بين الجنسين، وكسر السقوف الزجاجية، والوصول إلى التكافؤ بين الجنسين داخل مجال التجارة الدولية وخارجه، فإن هذه اللحظة مهمة".
وتابعت أن "هذا يرسل إشارة إلى جميع النساء والفتيات في جميع أنحاء العالم، وخاصة النساء ذوات البشرة الملونة والنساء من البلدان النامية، بأن ذلك ممكن. كما أنه يرسل إشارة إلى ما كان تقليديا مجالا يهيمن عليه الذكور فحواها بأنه إذا أردنا تجارة شاملة يجب أن نكون شاملين في كيفية التفاوض ومن يتفاوض عليها".
وكانت ديورانت، وهي نائبة سابقة لرئيس الوزراء وعضوة في مجلس الشيوخ في بلجيكا، وكذلك نائبة رئيس البرلمان الأوروبي، مساهمة قوية في جعل التجارة الدولية أكثر شمولا وخضرة، وكانت من دعاة المساواة بين الجنسين.
وفي مقابلة أجرتها حديثا مع وكالة أنباء ((شينخوا))، تعهدت بتوحيد الجهود مع المسؤولتين الأخريين، قائلة إن "الكوكبة الجديدة ترسل إشارة قوية فيما يتعلق بالقدرة على كسر السقف الزجاجي وإظهار أن ثلاث نساء قادرات على إدارة منظمات مهمة. لكن هذا ليس كافيا".
وأشارت رئيسة "أونكتاد" إلى أنه "بصراحة، آمل ألا يُنظر إلى ذلك على أنه غير طبيعي في المستقبل. بل يجب أن يصبح الأمر طبيعيا تماما، وآمل أن يكون هذا هو الحال في الجيل القادم".
وقالت أوكونجو- إيويالا، البالغة من العمر 66 عاما، في تغريدة على موقع التدوين المصغر (تويتر) بعد يومين من تعيينها "شكرا لأخواتي كريستين لاغارد وكريستالينا جيورجييفا على رسائلكما الكريمة ودعمكما. ومن الرائع أن أكون برفقة جانيت يلين وكريستيا فريلاند وأوديل رينو باسو، من بين نساء رائعات أخريات في مجال التمويل".
-- منعطف هام وتوقعات أعلى
ولكن عندما يتعلق الأمر بالأداء وإنجاز المهمة، فإن أمور مثل الجنس يمكنها بالكاد أن تساعد في تسجيل نقاط.
وقالت نيكول بيفينز كولينسون، رئيسة التجارة الدولية والعلاقات الحكومية في ساندلر وترافيس وروزنبرغ، وهي شركة محاماة تجارية، لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن "القيادات النسائية تواجه عموما توقعات أعلى فيما يتعلق بالمؤهلات وتواجه المزيد من الحواجز في مسيرتها المهنية للارتقاء في السلسلة التنفيذية".
وستخضع قيادة ومهارات الثلاثي لمزيد من التدقيق الصارم حيث يتصارع نظام التجارة العالمي مع عدد لا يحصى من التحديات التي تتراوح من ضغوط الإصلاح إلى الحمائية المتزايدة والركود الناجم عن الوباء.
وفي أكتوبر 2020، توقعت منظمة التجارة العالمية انخفاضا بنسبة 9.2 في المائة في حجم التجارة السلعية العالمية لعام 2020، يليه ارتفاع بمقدار 7.2 في المائة هذا العام. في أثناء ذلك، حذر صندوق النقد الدولي من أن موجات كوفيد-19 المتجددة ومتغيراته الجديدة ستستمر في التأثير على الاقتصاد العالمي.
وقالت كوك-هاملتون "نحن نتولى القيادة خلال أزمة صحية وأزمة مناخية وأسوأ ركود اقتصادي منذ عقود". وتهدف منظمتها، مركز التجارة الدولية، وهي وكالة مشتركة بين منظمة التجارة العالمية والأمم المتحدة إلى تعزيز التنمية الاقتصادية الشاملة والمستدامة.
وأشارت إلى أن "منظمة التجارة العالمية وأونكتاد ومركز التجارة الدولية تواجه التحدي الجماعي المتمثل في رسم مسار للمضي قدما نحو الانتعاش العالمي. والأمر سيحتاج إلى إتباع نهج 'كل المساعدة الممكنة' في وقت نسعى فيه لضمان عدم فناء مكاسب التجارة والتنمية بسبب وباء كوفيد-19"، مبينة أن "الحوار هو دائما منفذ الاتصال الأول".
وقالت أوكونجو- إيويالا للصحفيين خلال المؤتمر الصحفي الأول في وظيفتها الجديدة "أشعر بالتأكيد بعبء إضافي. لا يمكنني الكذب بشأن ذلك".
وأضافت "لكن المهم هو أنه إذا كنت أريد حقا جعل أفريقيا والنساء فخورين، يجب أن أحقق النتائج. وهذا هو المكان الذي يدور ذهني فيه الآن. كيف نعمل مع الأعضاء للحصول على نتائج".