عدن، اليمن 12 أبريل 2021 (شينخوا) تناقش أطراف النزاع في اليمن مسودة اتفاق لحل الأزمة المستمرة منذ ستة أعوام في البلاد، وسط جهود دولية وإقليمية داعمة، وفي ظل مؤشرات على انفراجة مرتقبة خلال شهر رمضان، بحسب مصدر يمني مطلع.
وقال المصدر، الذي فضل عدم ذكر هويته، لوكالة أنباء ((شينخوا)) إنه تم التوصل خلال الأسابيع الماضية لمسودة اتفاق للحل في اليمن بعد سلسلة لقاءات قادها المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، والمبعوث الأمريكي تيم ليندركينغ، في كل من العاصمة العمانية مسقط والعاصمة السعودية الرياض.
ويتواجد وفد جماعة الحوثي في مسقط، فيما يتوجد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، وحكومته في الرياض.
وتابع المصدر أنه تم تسليم نسخة من المسودة للحوثيين وأخرى للحكومة اليمنية، مضيفا أن الطرفين درسا المسودة وقدما ملاحظات.
وأضاف "أن النقاشات مازالت جارية حول المسودة، وهناك بوادر انفراجة خلال شهر رمضان".
وأوضح المصدر أن المسودة منبثقة عن "الإعلان المشترك"، الذي قدمه المبعوث الأممي و"المبادرة السعودية"، التي طرحتها الرياض في مارس الماضي.
ويتضمن الإعلان المشترك وقفا لإطلاق نار على الصعيد الوطني وتدابير اقتصادية وإنسانية، واستئنافا للعملية السياسية الهادفة إلى إنهاء الصراع بشكل شامل.
كما تنص المبادرة السعودية على وقف شامل لإطلاق النار والتوصل لحل سياسي تحت إشراف الأمم المتحدة.
وبحسب المصدر المطلع، تتضمن المسودة الخاضعة للنقاش في الوقت الحالي خطوطا عريضة، أبرزها إعادة فتح مطار صنعاء الدولي، ورفع القيود عن ميناء الحديدة، ووقف هجمات الحوثيين بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة على السعودية، ووقف عمليات التحالف العربي بقيادة السعودية على الحوثيين، والتوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار في اليمن.
ويخضع مطار وميناء الحديدة لسيطرة الحوثيين.
على صعيد متصل، قال المبعوث الأممي إلى اليمن في بيان اليوم إن الأمم المتحدة وضعت خطة تهدف إلى تأمين وقف شامل لإطلاق النار في جميع أنحاء البلاد لإيقاف الاقتتال، وعدد من التدابير الإنسانية.
وذكر بيان لمكتب غريفيث، تلقت (شينخوا) نسخة منه، أنه التقى اليوم في العاصمة الألمانية برلين وزير الخارجية الألماني هايكو ماس.
وقال غريفيث إن "الأمم المتحدة وضعت خطة تهدف إلى تأمين وقف شامل لإطلاق النار في جميع أنحاء البلاد لإيقاف الاقتتال بجميع أشكاله، وفتح الطرق الرئيسية بين الشمال والجنوب، بما يتضمن تعز" المحاصرة منذ وقت طويل، وذلك من أجل "السماح بحرية حركة المدنيين والبضائع التجارية والمساعدات الإنسانية".
وتابع "نهدف أيضا إلى تأمين فتح مطار صنعاء أمام الرحلات الدولية والمحلية، وضمان التدفق المنتظم للوقود وغيره من السلع التجارية إلى اليمن من خلال موانئ الحديدة وتوجيه الإيرادات المرتبطة بدخول سفن الوقود نحو المساهمة في دفع رواتب موظفي الخدمة المدنية".
وواصل قائلا: "نأمل أن الاتفاق على هذه التدابير الإنسانية سوف يوجد بيئة مواتية تمكن الطرفين من الانتقال بسرعة إلى محادثات سلام تشمل الجميع تحت مظلة الأمم المتحدة لإنهاء النزاع بشكل كامل ومستدام".
وأكد غريفيث "أن الحل الوحيد لإنهاء المأساة في اليمن يتمثل في الوصول إلى تسوية سياسية من خلال التفاوض"، معتبرا "أن هذا هو وقت اتخاذ القرار والقيادة المسؤولة".
وجدد المبعوث الأممي في الوقت ذاته دعوته "للطرفين لاغتنام الفرصة الحالية والتفاوض بحسن نية دون شروط مسبقة، والإصغاء إلى مناشدات المجتمع الدولي لإنهاء هذا النزاع".
وفي سياق التحركات الدولية والإقليمية لحل الأزمة في اليمن، التقى وزير الخارجية العماني بدر بن حمد البوسعيدي، أمس الأحد الناطق الرسمي لجماعة الحوثي (أنصار الله) محمد عبدالسلام، بحسب وزارة الخارجية العمانية.
وقالت الوزارة في تغريدة على حسابها في (تويتر) إنه تم خلال اللقاء "استعراض الجهود المبذولة لوقف الحرب في اليمن الشقيق، والتأكيد على أهمية التوصل لحل سياسي بين كافة الأطراف بما يعزز الأمن والاستقرار".
من جانبه، قال عبدالسلام رئيس وفد الحوثيين في المفاوضات، إن اللقاء مع وزير الخارجية العماني ناقش "الوضع السياسي في اليمن ومسار التفاوض والنقاش الجاري مع المجتمع الدولي".
ولم يصدر أي تعليق من الحكومة اليمنية حول النقاشات الأخيرة في مسقط.
وعلى الأرض، تواصلت المعارك العنيفة اليوم بين القوات الحكومية والحوثيين في محافظة مأرب الواقعة على بعد (170 كلم شرق صنعاء).
وذكر بيان للمركز الإعلامي للقوات المسلحة الحكومية إنها "حققت، اليوم تقدماً جديداً في جبهة المشجح غرب محافظ مأرب، وسط معارك مستمرة وخسائر بشرية ومادية كبيرة في صفوف مليشيا الحوثي الإنقلابية المدعومة من إيران".
ونقل المركز عن مصدر عسكري قوله : "إن الجيش والمقاومة الشعبية شن فجر اليوم هجوماً عنيفاً تمكن خلاله من استعادة مواقع مهمة في منطقة المشجح كانت تتمركز فيها مليشيا الحوثي وتستخدمها لقصف الأحياء السكنية ومخيمات النازحين".
وأكد أن المعارك أسفرت عن سقوط "عشرات الحوثيين بين قتيل وجريح"، إلى جانب خسائر أخرى في المعدات، مشددا على أن مدفعية الجيش دمرت عدداً من الأطقم الحوثية، منها طقم كان يحمل ذخائر.
وأضاف أن "طيران تحالف دعم الشرعية دمر عربتين و3 أطقم كانت في طريقها إلى الجبهة.. فيما استهدف بغارات أخرى تعزيزات المليشيا في خطوط الإمداد الخلفية وكبدها خسائر فادحة في العتاد والأرواح".
من جانبها ، قالت جماعة الحوثي إن طيران التحالف شن 14 غارة جوية على مديريتي صرواح ومدغل في محافظة مأرب.
وفي وقت سابق اليوم، أعلنت جماعة الحوثي عن شن عملية هجومية على السعودية بـ15 طائرة مسيرة من دون طيار مفخخة وصاروخين باليستيين على أهداف متعددة في المملكة.
وتقود السعودية تحالفا عربيا ينفذ عملية عسكرية ضد الحوثيين في اليمن منذ مارس 2015، دعما للرئيس اليمني وحكومته.