باريس 18 إبريل 2021 (شينخوا) قال رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق جان بيير رافاران، الذي يشارك في منتدى بوآو السنوي الذي يعقد في الفترة من 18 إلى 21 إبريل، إن "جميع موضوعات نسخة 2021 من المنتدى تندرج في إطار الحوكمة العالمية".
وأفاد رافاران، في مقابلة مكتوبة جرت مؤخرا مع وكالة أنباء ((شينخوا))، أنه "من مكانة الصين في العالم ومشروع 'الحزام والطريق' العظيم إلى الثورة الرقمية والأشكال الجديدة للتنمية ... جميع التغييرات تتطلب تعزيز الحوكمة العالمية".
وشدد على أن "الهدف الأول للتعاون الدولي يجب أن يكون السلام"، مضيفا أنه "للقيام بذلك، يجب أن نعزز الحوار والاحترام. ويجب على كل أمة أن تقوم بدورها في مجتمعنا ذي المستقبل المشترك. فالحروب الباردة أو الساخنة لا تعزز التعاون، ولا سيما عندما يكون من الضروري على الدول أن تبتكر التعددية في القرن الـ21".
وتأسس منتدى بوآو، وهو منظمة غير حكومية، في عام 2001 حين سعت الدول الآسيوية إلى تحقيق التكامل الاقتصادي في أعقاب الأزمة المالية في عام 1998، وكرس نفسه لتيسير التبادلات بين أصحاب المصلحة في آسيا وخارجها. وألغي مؤتمره السنوي في عام 2020 بسبب الوباء.
ويهدف منتدى بوآو هذا العام، الذي يقام تحت عنوان "عالم في حالة تغير: تكاتفوا لتقوية الحوكمة العالمية ودفع التعاون في إطار الحزام والطريق"، إلى توفير منصة شاملة لمناقشة التحديات ذات الاهتمام المشترك وبناء توافق في الآراء وتعزيز الثقة في المنطقة وخارجها.
ولدى إشارته إلى أن المسائل الأيديولوجية أو التنافسات بين القوى غالبا ما تعيق التعاون متعدد الأطراف، أعرب رافاران عن اعتقاده أنه من الممكن إيجاد مبادرات ذات اهتمام مشترك "من خلال اقتراح موضوعات معينة ومحددة جغرافيا".
وقال إن "أفضل طريقة لتجنب تفاقم الصعوبات الدولية الراهنة هي تشجيع المشاريع التي تجد فيها جميع الجهات الفاعلة فائدتها. ويكمن خطر هذه الفترة في أن روح الانغلاق والحمائية وتطرف النزعة القومية سترفض جميع أفكار التعاون المشترك".
وذكر السياسي الفرنسي المخضرم أن الصين تتكيف مع الوضع في العالم وستظل أحد محركات النمو العالمي على المدى الطويل.
وأفاد "أنها تقوي سوقها الوطني من خلال تعزيز الطلب المحلي وتقوية أعمالها. وتدعم ديناميات الاستهلاك الواردات الصينية والتجارة الخارجية. وهذا هو التداول المزدوج. والعودة المبكرة إلى النمو في الصين أكثر من أي مكان آخر من شأنها أن تعزز الانتعاش العالمي. لقد أصبح السوق الصيني سوقا حتميا لأي شركة ترغب في أن تصبح عالمية. وهذا ينطبق أيضا على الأسواق الأوروبية والأمريكية".
وأردف أنه نظرا لأن أوروبا ترغب في الدفاع عن سيادتها وتعزيز استقلالها لتجنب حالات الجمود وتعزيز التعاون العالمي القائم على قواعد متوازنة، فمن الضروري التفاوض على اتفاقيات جيدة لتنظيم التدفقات، مثل الاتفاقية الصينية الأوروبية بشأن الاستثمارات، أو عودة حسن سير عمل منظمة التجارة العالمية.
وفي مواجهة الأزمة العالمية التي أحدثها وباء كوفيد-19، فإن منتدى بوآو هذا العام سيتطرق بالتأكيد إلى مسألة الصحة. وصرح رافاران لوكالة أنباء ((شينخوا)) بأن مشاركته تهدف إلى الجمع بين موضوعات الصحة وتلك المتعلقة بالبيئة "لأنهما في الواقع الشواغل المتجاورة والرئيسية لرأينا العام".
وقال إن "حماية الكوكب هي بمثابة حماية للسكان. وعلى الرغم من الصعوبات الدولية الحالية، يبدو لي أنه من الضروري السعي إلى التوصل إلى توافق في الآراء بين الأمم. وبالنظر إلى أهمية مستقبل الكوكب بالنسبة لمصير البشرية، فإن إضفاء طابع 'الكواكبية' على سياساتنا قد يكون الشكل الجديد للعولمة، وهو أسلوب أكثر إنسانية تجاه العولمة".